وتعتبر المصادر ان اداء الوزير العوني له حساباته المتصلة بضرورة الحصول على الثلث الضامن، الامر الذي يعطل التشكيل. فباسيل بحسب المصادر، يعلم ان حزب الطاشناق تمايز عنه كثيرا في الاونة الاخيرة، وقد لا يتماشى معه في الكثير من الملفات داخل الحكومة وخارجها، ومرد ذلك بحسب المعلومات انزعاج الحزب الأرمني من اداء الوزير العوني وإدارته الأمور وفقا لمصلحته اولا، الامر الذي خلق نوعا من “المناتعة” بين الحزبين. وعلى هذا الاساس، يسعى باسيل جاهدا للحصول على ستة وزراء مسيحيين بعيدا عن الوزير الطاشناقي للتحكم بالقرارات التي تحتاج الى موافقة ثلثي اعضاء الحكومة، فضلا عن أنه يريد التحكم باستقالة الحكومة، بضمان الحصول على الثلث +واحد.
ومن هذا المنطلق، بدأ باسيل معركة ابعاد النقيبة السابقة امل حداد عن الحكومة من خلال إصراره على توزير ايمن حداد بدلا عنها في وزارة الاقتصاد، خاصة وان النقيبة حداد، سماها الرئيس المكلف وتبناها الحزب السوري القومي الاجتماعي الذي بحسب مصادره لن يعطي الحكومة الثقة اذا تم ابعادها عن التشكيلة الحكومية، فالقومي لم يشترط اي حقيبة لكنه في الوقت عينه يصر على توزيرها ويعتبر أن اقصاءها سيكون موجها ضده . وتعزو مصادر المطلعين على التأليف، موقف باسيل من حداد، كونه يدرك ان ما يجمع القومي بالثنائي الشيعي أكبر بكثير مما يجمعه بالتيار البرتقالي، وهذا يعني أن رئيس تكتل لبنان القوي، لن يحصل في الحكومة العتيدة الا على 5 وزراء مسيحيين من أصل تسعة، لان المقاعد الاربعة المتبقية ستكون من حصة الرئيس المكلف( الوزير السابق دميانوس قطار) الطاشناق( فارتي اوهانيان) المردة(لميا يمين الدويهي ) والقومي( امل حداد). وهذا يعني أنه لا يضمن البتة ان يكون الوزير الدرزي المحسوب على الحزب الديمقراطي اسوة بالوزيرة الطاشناقية الى جانبه على الدوام.
من تابع اتصالات يوم أمس والتي استمرت حتى منتصف الليل، يؤكد أن المساعي وصلت الى طريق مسدود، فما يجري بين المعنيين، وصفه أحد المراقبين، بصراع ديناصورات لهم باع طويل بالمناورات السياسية المتصلة بعملية تأليف الحكومة، فهم خبراء محلفون بلحظات كهذه، غير آبهين بالانتفاضة الشعبية وخطورة الأوضاع الاقتصادية التي تزداد سوءا يوما بعد يوم من دون اي حس بالمسؤولية تجاه الشعب. وتلفت المصادر المطلعة إلى أن حزب الله يعاني الامرين فهو من جهة، يؤكد أحقية مطالب حلفائه في 8 اذار، لكنه في الوقت عينه يصطدم بعراقيل يضعها باسيل أمام الطريق الحكومي، علما أن الثنائي الشيعي يقول إن لا معنى لاصرار فريق على الثلث زائداً واحداً في حكومة من لون واحد، في حين أن المحسوبين على التيار العوني، يبدون تململا من اداء الرئيس المكلف ويقولون إن التعامل معه صعب.