قال سفير روسيا في لبنان الكسندر زاسبكين، خلال زيارته نقابة محرري الصحافة في الحازمية: “لسياستنا صفة أساسية هي استقلالية النهج السياسي، وهو من الأولويات بالنسبة إلينا لأننا لا يمكن ان نمارس سياسة الا بالاستقلالية. والامر الثاني ان الفلسفة هي العدالة، فكل ما هو مطروح نسعى من خلاله الى تحقيق العدالة، وحتى اذا اشرنا الى التصريحات الرسمية التي تتناول هذا العنوان يظهر ما هو مزاج البعض من الحكام، ونعترف أيضا بدور خاص لروسيا على الصعيد الدولي تجاه كل القضايا المطروحة اليوم. وانطلاقا من هذه الثوابت أقول ان سياسة روسيا ليست سياسة مواجهة وليست معركة نفوذ او منافسة، وانا شخصيا لا احب كثيرا موضوع لعبة الأمم او إشارة الى أنها لعبة الدول الكبرى على حساب الدول الصغيرة. اعتقد أن هذا أمر غير مقبول بالنسبة لروسيا، وقد يتخذه البعض لتغطية اهداف او نوايا الهيمنة من قبل الولايات المتحدة والدول الغربية لنفس الاعتبارات والنوايا لدى الجميع في هذه المعركة التي تجري الآن”.
وتابع: “بالنسبة الى النهج الروسي، نحن نسعى الى إيجاد القواسم المشتركة لأن لدينا في الجوهر اقتراحات ومبادرات بناءة على الصعيد الدولي، وروسيا لم تخرج يوما من المعاهدات او لم تفرض أي شروط على الآخرين. كما ترون نحاول ان نتعامل مع الجميع بقدر الإمكان بنسب متفاوتة. اما من جانب الولايات المتحدة، فقد جمدت العلاقات مع روسيا في آخر ولاية أوباما، والامر مستمر حتى اليوم. نحن نتمسك بالشرعة الدولية منذ تأسيس الأمم المتحدة على أساس نتائج الحرب العالمية الثانية انما يجب ان نعترف بأن هذه الأسس ألغيت من خلال التطورات التي حصلت. لقد شكل تفكك الاتحاد السوفياتي محطة هامة واساسية في التاريخ المعاصر، وبعد ذلك كانت فرصة لاستعادة التعاون بين الأطراف الدولية، ولكن الهجوم الغربي استمر ووصلنا الآن الى تراكم للمشاكل. لذلك، المطلوب إيجاد الأطر والطرق الجديدة لاعادة التعامل في اطار المجتمع الدولي وما بين الأطراف على الصعيد الدولي”.
وقال: “كان لنا خلال سنوات عدة مبادرات مثل اقتراح تشكيل التحالف ضد الإرهاب كالتحالف ضد الفاشية والنازية خلال الحرب العالمية الثانية، لكنها لم تكن مقبولة من الأطراف الأساسية الأخرى الغربية. وعندما تراكمت المشاكل في عدة مجالات، الامن الاستراتيجي بالدرجة الأولى والخروج الأميركي من المعاهدات وعمليا لم يبق سوى معاهدة واحدة، الصواريخ الاستراتيجية، وهي معرضة لخطر إلغائها. كما ان انتشار الحروب الاقتصادية والعقوبات وما يحدث من نزاعات في المنطقة كلها توظيف للحركات الجماهيرية لاهداف أخرى. كل ذلك يتطلب إعادة نظر في العلاقات الدولية، لذلك طرح الرئيس بوتين منذ يومين، عقد اجتماع للدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن. هذه المبادرة هي أساس لعمل الدبلوماسية الروسية وتعتبر الأهم في هذه الظروف، وهذا جوهر الرؤية الروسية لما يحدث. ان الهدف ليس تشكيل نادي الدول الخمس انما هي دعوة لاجتماع الدول التي تتحمل مسؤولية امام المجتمع الدولي، ويمكن ان يكون بداية لعمل مشترك للمجتمع الدولي في كافة المجالات. هناك تأييد من فرنسا والصين وبعض الأسئلة من البريطانيين حول بعض التفاصيل وسكوت الاميركيين على المبادرة”.
وأضاف زاسبكين أنّ “مضمون المبادرة الروسية هو التعاون المطروح الآن لأكثر من اعتبار وهو ليس سايكس بيكو جديدة، وأنا ارفض هذا الامر بالكامل. العالم اليوم تغير عن السابق فهو عالم متداخل من الناحية التكنولوجية، كما ان الجغرافيا تلعب دورا ولكن أيضا موضوع السلاح يتغلب على أشياء كثيرة. مع اننا لا نتحدث كثيرا عن الحرب النووية لكنها واردة، وتراكم المشاكل قد يؤدي الى زيادة احتمال النزاع الأكبر في العالم. ومن هذه الزاوية، روسيا تقترح هذا الاجتماع انطلاقا من القلق الشديد لتنوع النزاعات في العالم، انما هذا قد يؤدي الى التصادم الكبير بالصدفة او نتيجة تراكم الخلافات والتناقضات وليس فقط ما بين روسيا وأميركا ولكن مجمل الخلافات بين الدول. المشكلة الكبيرة هي فقدان الثقة على الصعيد الدولي والاقتراح هو لايجاد الثقة من جديد”.
حوار
وسئل السفير الروسي: كيف تنظر روسيا الى حكومة الرئيس حسان دياب، وهل تتوقع إنجازات منها؟
أجاب: “في مثل هذه الأحداث يجب إيجاد آلية لادارة الازمة، ولا بد من ان تكون مقبولة من اكثرية الأطراف اللبنانية المعنية، وفي نفس الوقت ما هي الخطوات العملية للوصول الى هذا الهدف. في الظروف اللبنانية، انه فريق من التكنوقراط والاختصاصيين ولم يكن هناك صيغة أخرى مقترحة لتشكيل حكومة تكنوقراط حقيقية، وأظن ان الوزراء الجدد يدركون صعوبة المهمة التي كلفوا بها ووافقوا عليها وهو امر يستحق الاحترام، كما يجب التركيز على الأهداف الاقتصادية والاجتماعية الأخرى. موضوع الانتقال من نظام الى نظام آخر فيه مخاطر، ونحن في روسيا كانت لدينا التجربة ذاتها وتفكك الاتحاد السوفياتي كانت له تداعيات كارثية جدا”.
سئل: أين وصلت العلاقات الروسية – الإيرانية، وهل ستخرج القوات الايرانية من سوريا؟
أجاب: “كل ما يتعلق بالحديث عن خلافات روسية – إيرانية غير صحيح، واشير دائما الى وجود القطب الأميركية التي تخلق المشاكل. نحن نبحث عن القواسم المشتركة لانها تكرس النهج الروسي ولا اعرف ما هي نسبة الخلافات بيننا وبين ايران. الإيجابيات في العلاقات مع ايران كثيرة، وهي اكثر من السلبيات، والوجود الايراني لنفس الهدف الروسي ومكافحة الإرهاب هدف ايران وهدف روسيا، وطالما ان الإرهاب ما زال قائما فذلك يعني أن لا خلاف بيننا”.
وقال ردا على سؤال: “ان خروج الاميركيين من العراق وسوريا لا يعني خروجهم من المنطقة انما لديهم قواعد عديدة في الخليج، لذلك الموضوع يتعلق فقط بسوريا والعراق، وبسيادة الدولتين. من هنا نحن نتخذ الموقف، واظن ان الامر واضح، فوجود الاميركي في العراق بدأ بالعدوان والاحتلال وموقف البرلمان معروف، وكذلك نحن نعرف موقف سلطات سوريا وهذا رأي سيادي لكل دولة”.
أضاف: “بالنسبة الى أنابيب الغاز والمنافسة، يمكننا ان نفكر طويلا ونطرح السيناريوهات كيف ستتطور هذه القضية خلال السنوات المقبلة. أنا لم ار رأيا موحدا للخبراء بالنسبة للمنافسة ما بين مصدري الغاز والمستهلكين، ونحن نريد تنوعا في هذا المجال، واذا كان هناك تنقيب فإن شركات روسية تشارك فيه والمنافسة شديدة من قبل الاميركيين وهم يضغطون سياسيا ويستخدمون العقوبات، وهذا اخطر ما نراه في هذا المجال. والامر الآخر وهو الاصعب، أن نقول ماذا سيحدث في الفترة المقبلة”.
وختم: “أما بالنسبة الى ليبيا، فهناك إنجاز ولو بسيط وهو ديبلوماسي يتمثل بدعوة روسيا لتركيا وبمؤتمر في برلين، والعمل سيكون على هذا الاساس خلال المرحلة المقبلة. وأعتقد انه بنتيجة مؤتمر برلين، على الاطراف الخارجية ان تتابع برؤية مشتركة وهذا هو جوهر جهودنا المقبلة”.
وتابع: “بالنسبة الى النهج الروسي، نحن نسعى الى إيجاد القواسم المشتركة لأن لدينا في الجوهر اقتراحات ومبادرات بناءة على الصعيد الدولي، وروسيا لم تخرج يوما من المعاهدات او لم تفرض أي شروط على الآخرين. كما ترون نحاول ان نتعامل مع الجميع بقدر الإمكان بنسب متفاوتة. اما من جانب الولايات المتحدة، فقد جمدت العلاقات مع روسيا في آخر ولاية أوباما، والامر مستمر حتى اليوم. نحن نتمسك بالشرعة الدولية منذ تأسيس الأمم المتحدة على أساس نتائج الحرب العالمية الثانية انما يجب ان نعترف بأن هذه الأسس ألغيت من خلال التطورات التي حصلت. لقد شكل تفكك الاتحاد السوفياتي محطة هامة واساسية في التاريخ المعاصر، وبعد ذلك كانت فرصة لاستعادة التعاون بين الأطراف الدولية، ولكن الهجوم الغربي استمر ووصلنا الآن الى تراكم للمشاكل. لذلك، المطلوب إيجاد الأطر والطرق الجديدة لاعادة التعامل في اطار المجتمع الدولي وما بين الأطراف على الصعيد الدولي”.
وقال: “كان لنا خلال سنوات عدة مبادرات مثل اقتراح تشكيل التحالف ضد الإرهاب كالتحالف ضد الفاشية والنازية خلال الحرب العالمية الثانية، لكنها لم تكن مقبولة من الأطراف الأساسية الأخرى الغربية. وعندما تراكمت المشاكل في عدة مجالات، الامن الاستراتيجي بالدرجة الأولى والخروج الأميركي من المعاهدات وعمليا لم يبق سوى معاهدة واحدة، الصواريخ الاستراتيجية، وهي معرضة لخطر إلغائها. كما ان انتشار الحروب الاقتصادية والعقوبات وما يحدث من نزاعات في المنطقة كلها توظيف للحركات الجماهيرية لاهداف أخرى. كل ذلك يتطلب إعادة نظر في العلاقات الدولية، لذلك طرح الرئيس بوتين منذ يومين، عقد اجتماع للدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن. هذه المبادرة هي أساس لعمل الدبلوماسية الروسية وتعتبر الأهم في هذه الظروف، وهذا جوهر الرؤية الروسية لما يحدث. ان الهدف ليس تشكيل نادي الدول الخمس انما هي دعوة لاجتماع الدول التي تتحمل مسؤولية امام المجتمع الدولي، ويمكن ان يكون بداية لعمل مشترك للمجتمع الدولي في كافة المجالات. هناك تأييد من فرنسا والصين وبعض الأسئلة من البريطانيين حول بعض التفاصيل وسكوت الاميركيين على المبادرة”.
وأضاف زاسبكين أنّ “مضمون المبادرة الروسية هو التعاون المطروح الآن لأكثر من اعتبار وهو ليس سايكس بيكو جديدة، وأنا ارفض هذا الامر بالكامل. العالم اليوم تغير عن السابق فهو عالم متداخل من الناحية التكنولوجية، كما ان الجغرافيا تلعب دورا ولكن أيضا موضوع السلاح يتغلب على أشياء كثيرة. مع اننا لا نتحدث كثيرا عن الحرب النووية لكنها واردة، وتراكم المشاكل قد يؤدي الى زيادة احتمال النزاع الأكبر في العالم. ومن هذه الزاوية، روسيا تقترح هذا الاجتماع انطلاقا من القلق الشديد لتنوع النزاعات في العالم، انما هذا قد يؤدي الى التصادم الكبير بالصدفة او نتيجة تراكم الخلافات والتناقضات وليس فقط ما بين روسيا وأميركا ولكن مجمل الخلافات بين الدول. المشكلة الكبيرة هي فقدان الثقة على الصعيد الدولي والاقتراح هو لايجاد الثقة من جديد”.
حوار
وسئل السفير الروسي: كيف تنظر روسيا الى حكومة الرئيس حسان دياب، وهل تتوقع إنجازات منها؟
أجاب: “في مثل هذه الأحداث يجب إيجاد آلية لادارة الازمة، ولا بد من ان تكون مقبولة من اكثرية الأطراف اللبنانية المعنية، وفي نفس الوقت ما هي الخطوات العملية للوصول الى هذا الهدف. في الظروف اللبنانية، انه فريق من التكنوقراط والاختصاصيين ولم يكن هناك صيغة أخرى مقترحة لتشكيل حكومة تكنوقراط حقيقية، وأظن ان الوزراء الجدد يدركون صعوبة المهمة التي كلفوا بها ووافقوا عليها وهو امر يستحق الاحترام، كما يجب التركيز على الأهداف الاقتصادية والاجتماعية الأخرى. موضوع الانتقال من نظام الى نظام آخر فيه مخاطر، ونحن في روسيا كانت لدينا التجربة ذاتها وتفكك الاتحاد السوفياتي كانت له تداعيات كارثية جدا”.
سئل: أين وصلت العلاقات الروسية – الإيرانية، وهل ستخرج القوات الايرانية من سوريا؟
أجاب: “كل ما يتعلق بالحديث عن خلافات روسية – إيرانية غير صحيح، واشير دائما الى وجود القطب الأميركية التي تخلق المشاكل. نحن نبحث عن القواسم المشتركة لانها تكرس النهج الروسي ولا اعرف ما هي نسبة الخلافات بيننا وبين ايران. الإيجابيات في العلاقات مع ايران كثيرة، وهي اكثر من السلبيات، والوجود الايراني لنفس الهدف الروسي ومكافحة الإرهاب هدف ايران وهدف روسيا، وطالما ان الإرهاب ما زال قائما فذلك يعني أن لا خلاف بيننا”.
وقال ردا على سؤال: “ان خروج الاميركيين من العراق وسوريا لا يعني خروجهم من المنطقة انما لديهم قواعد عديدة في الخليج، لذلك الموضوع يتعلق فقط بسوريا والعراق، وبسيادة الدولتين. من هنا نحن نتخذ الموقف، واظن ان الامر واضح، فوجود الاميركي في العراق بدأ بالعدوان والاحتلال وموقف البرلمان معروف، وكذلك نحن نعرف موقف سلطات سوريا وهذا رأي سيادي لكل دولة”.
أضاف: “بالنسبة الى أنابيب الغاز والمنافسة، يمكننا ان نفكر طويلا ونطرح السيناريوهات كيف ستتطور هذه القضية خلال السنوات المقبلة. أنا لم ار رأيا موحدا للخبراء بالنسبة للمنافسة ما بين مصدري الغاز والمستهلكين، ونحن نريد تنوعا في هذا المجال، واذا كان هناك تنقيب فإن شركات روسية تشارك فيه والمنافسة شديدة من قبل الاميركيين وهم يضغطون سياسيا ويستخدمون العقوبات، وهذا اخطر ما نراه في هذا المجال. والامر الآخر وهو الاصعب، أن نقول ماذا سيحدث في الفترة المقبلة”.
وختم: “أما بالنسبة الى ليبيا، فهناك إنجاز ولو بسيط وهو ديبلوماسي يتمثل بدعوة روسيا لتركيا وبمؤتمر في برلين، والعمل سيكون على هذا الاساس خلال المرحلة المقبلة. وأعتقد انه بنتيجة مؤتمر برلين، على الاطراف الخارجية ان تتابع برؤية مشتركة وهذا هو جوهر جهودنا المقبلة”.