‘المستقبل’: لهذه الأسباب أمّنّا النِصاب

30 يناير 2020
‘المستقبل’: لهذه الأسباب أمّنّا النِصاب

كتبت مرلين وهبة في “الجمهورية”: لا يزال موقف كتلة “المستقبل” في جلسة الموازنة، يحيّر الرأي العام، سواء أكانوا من مؤيّدي “التيار الأزرق” أم من معارضيه، الى درجة أنّ بعض أنصار الرئيس سعد الحريري، والمنتسبين الى “التيّار”، يحارون حين يُسألون عن الأسباب التي دفعت الكتلة الى تأمين نصاب الجلسة، في وقت امتنع نصف أعضائها عن التصويت، فيما النصف الآخر رفضها في المطلق، علماً أنّ الحريري كان سيحضر تلك الجلسة لو لم يكن في الخارج.

كان متوقعاً ألّا تنعقد “الجلسة الاستثنائية” للموازنة لترجيح غالبية الوسائل الاعلامية عدم اكتمال النصاب، خصوصاً عندما كاد عدّاد الحضور ان يتوقف عند الرقم 31 عند حلول موعد انعقادها في الحادية عشرة قبل الظهر، قبل أن تصل كتلة “المستقبل” بجميع أعضائها متأخرة أكثر من نصف ساعة، ما قلب المعادلة لتكفل هذه الكتلة تأمين النصاب… و”حبّة مسك”.

توضح مصادر كتلة “المستقبل” موقفها الحقيقي في هذا الصدد، فتقول لـ”الجمهورية” انّ خطوتها انطوت على أربع رسائل:

1- الاولى، تؤكد ان “المستقبل” ليس معطلاً للدولة والمؤسسات على رغم أنّ أطرافاً أخرى اعتمدت هذه اللعبة على مدى سنوات.

2- الثانية، ان “المستقبل” لا يريد الإفساح لرئيس الحكومة حسان دياب في القول مستقبلاً انّه لم يحقّق النتائج التي أرادتها حكومته، لأنّ الموازنة هي موازنة حكومة سعد الحريري “ولست أنا من أعدّها”. ولذلك أرادت الكتلة أن تسأله مباشرة “أتتبنى هذه الموازنة أم لا؟” فكان جوابه أنّه يتبنّاها.

3- الثالثة، ان كتلة “المستقبل” حضرت الجلسة لكي تقول ان الحريري نفسه لو شكّل الحكومة بدلاً من دياب لكان استردّ هذه الموازنة، لأنّ الموازنات عادة تقوم على تقدير دقيق لمصاريف الدولة وإيراداتها، وإيرادات الدولة تكمن في الاقتصاد وفي إيرادات الـTVA وضريبة الدخل والاملاك والانتقال لذلك كان الحريري سيسترد هذه الموازنة، ويعتذر من النواب ليقول لهم أنّه بعد 17 تشرين اصبحت هذه الموازنة وهمية، لأنّ حجم الاقتصاد اختلف، فعدد المواطنين الذين يعملون ويسدّدون الضرائب انخفض بمقدار كبير، كذلك الاستيراد والبيع والشراء. لذلك لو بقي الحريري رئيساً للحكومة لكان استردّ الموازنة وعاد بها الى المجلس بأرقام حقيقية لا وهمية.

4- الرابعة، انّ تأمين النصاب للجلسة كان لعدم إعطاء رئيس الحكومة صكّاً أبيض للإنفاق على القاعدة الاثني عشرية، بل القول له “أنت رئيس حكومة تحمّل مسؤولياتك، فبين يديك موازنة أنت المسؤول عنها، فإذا قبلت بها وفشلت لا يمكنك تحميلنا الفشل لأنّه كان عليك التمهل وعدم إقرارها قبل استردادها، ولو استرددتها للتعديل لكانت كتلة المستقبل ستصوت معها”. كما انّ الغاية من تأمين النصاب كانت أيضاً اعطاء إشارة إيجابية للعمل التشريعي ولعمل المجلس وليس لمصلحة طرف معين، وإنما لأنّ خيار “المستقبل” هو عدم تعطيل المؤسسات.