فهمي: لست في ‘الداخلية’ للثأر

4 فبراير 2020
فهمي: لست في ‘الداخلية’ للثأر

كتبت كلير شكر في صحيفة “نداء الوطن” وقالت: عنوانان أساسيان يكادان يختصران “أجندة” وزير الداخلية الجديد محمد فهمي: الوضع الأمني ومكافحة الفساد. الأولوية راهناً للشقّ الأول في ضوء مشاهد الشغب التي تسللت إلى واجهة الحراك الشعبي، محوّلة مسرح الاعتراض إلى معارك تخاض أمام اللبنانيين “بالصوت والصورة”، بين القوى الأمنية ومن تصفهم بالمشاغبين.

هنا يحاول وزير الداخلية نقل تجربته في المؤسسة العسكرية إلى “مربعات المواجهة” من خلال “غربلة” ساحات التظاهر، ووضع خطّ فاصل بين السلميين وبين أولئك الذي يعتمدون العنف وسيلة للتعبير عن آرائهم الاعتراضية.

بنظره، إنّ حماية المجموعة الأولى هي مسؤولية وطنية وأخلاقية لأنّ من حقهم رفع صوتهم عالياً حتى لو من باب انتقاد وزارة الداخلية. ولكنه لن يسمح بالاعتداء على الأملاك العامة والخاصة والقوى الأمنية، وبالتالي من واجبه ملاحقة أي “مرتكب”.

يؤكد فهمي في حديث لـ”نداء الوطن” أنّ التكتيك الذي اعتمد في الجولة الأخيرة من التظاهر في ساحتي رياض الصلح والشهداء، سيكون هو النموذج الذي ستلجأ إليه القوى الأمنية في تعاطيها مع المتظاهرين على تصنيفيْهما، وذلك لمواكبة جلسة الثقة النيابية التي يتوقع لها أن تشهد ضغطاً احتجاجياً.

وتابعت: يؤكد الوزير محمد فهمي أنّه لم يدخل وزارة الداخلية من باب الانتقام أم الثأر. ينفي وجود أي علاقة مع الرئيس السابق سعد الحريري، على عكس الحال مع الرئيس الشهيد رفيق الحريري الذي “جمعني به الخبز والملح والتواصل الدائم بعلم قيادتي طبعاً. ومع ذلك، فإنّ رئيس الحكومة السابق سعد الحريري زعيم ورئيس حكومة سابق ورئيس كتلة وازنة ذات حيثية شعبية وبالتالي لا يمكن تجاوزه”.

ويشير إلى أنّ “قوى الأمن الداخلي مؤسسة لكل لبنان وليست لـ”تيار المستقبل”. كلنا أبناء المؤسسة العسكرية وبالتالي وحده العمل المؤسساتي هو معيار العلاقة مع الأجهزة الأمنية، فيما التحقيقات في قوى الأمن الداخلي لا تزال جارية على قدم وساق”. ويشيد فهمي بالتنسيق الحاصل مع مدير عام قوى الأمن الداخلي اللواء عماد عثمان “الذي يبدي كل تجاوب في التعاطي معي، هو رجل مؤسساتي، وأعرفه منذ زمن”.

في كل ما يدلي به، يحرص وزير الداخلية على التأكيد أنّه لا طموح سياسياً لديه، ولا يخطط أبداً للترشح أو حتى لمراكمة حيثية شعبية. هو في مبنى الصنائع لأداء مهمة وطنية لا أكثر، ينتهي دوره مع انتهاء المهمة. ولذا يشير إلى أنّ توقيف نجل الوزير السابق وئام وهاب لم يكن عملا فولكلورياً… “فالتمثيل ليس من مواهبي. وقد أبلغت كل من اتصل بي أنّ القانون هو الذي سينفذ، والآن بات الأمر في عهدة السلطة القضائية”.