وتخلل اللقاء اخلوة بين الوزيرين، قال بعدهاالوزير حتي:
“اود ان ارحب بوزير خارجية بلجيكا في لبنان واتمنى له التوفيق في مهامه، ومن المتعارف عليه أن لبنان وبلجيكا يتشاركان صعوبة تشكيل الحكومات ، ذلك بسبب التعددية التي يتشكل منها المجتمعان. والتعددية هي مصدر للتنوع والغنى وسبب تميز الشعبين.
لقد تباحثنا في الاوضاع اللبنانية خصوصا الازمة الاقتصادية التي يمر بها لبنان، وعرضنا وجهة نظرنا وتصورنا للحلول المقترحة وأهمية دور الحكومة الجديدة في وضع خطة للانقاذ الاقتصادي في أسرع وقت لعرضها على الدول المانحة والمؤسسات الدولية المختصة التي يمكنها مساعدة لبنان. كما تطرقنا الى وجوب تعزيز الميزان التجاري بين لبنان وبلجيكا الذي يميل وبشكل كبير لمصلحة بلجيكا. اليوم المطلوب تعزيز الانتاج المحلي والتصدير وتغيير النظام الاقتصادي من نظام ريعي الى نظام منتج يعزز ويرتكز على قطاعي الزراعة والصناعة.
كما بحثنا في المواضيع السياسية، وخصوصا صفقة القرن التي رفضتها الدول العربية والدول الاسلامية والاهم انها رفضت من قبل السلطة والشعب الفلسطيني. وشددت على ضرورة احترام القرارات الدولية ذات الصلة والمبادرة العربية للسلام ،التي ترتكز على حل الدولتين والقدس الشرقية عاصمة للدولة الفلسلطينية وتحرير الاراضي العربية المحتلة كافة”.
تابع الوزير حتي:”ان مسألة النازحين ذات أهمية كبرى بالنسبة للبنان وبالنسبة الى اوروبا، فتداعياتها كبيرة على الشعب اللبناني الذي تحمل كلفة كبيرة نتيجة هذه الاستضافة فاقت الثلاثين مليار دولار اميركي، ناهيك عن البطالة والتضخم واستهلاك بناه التحتية.
ان المطلوب اليوم عودة سريعة للنازخين السوريين الى وطنهم وتحديدا الى المناطق الآمنة والتي أصبحت كثيرة، العودة لن نرضاها الا ان تكون آمنة وكريمة ومناسبة لأوضاع النازحين.
نشكر أيضا بلجيكا على مساهمتها السابقة في قوات اليونيفيل وعلى دورها في نزع الالغام في جنوب لبنان. كما نشكرها علي استقبال آلاف التلاميذ اللبنانيين الذين تعلموا في جامعاتها والذين يعيشون فيها بكل اندماج ونجاح في المجتمع البلجيكي.
نتطلع اليوم الى مزيد من التعاون مع بلجيكا وتعزيز العلاقات علي كافة المستويات الاقتصادية والسياسية والاجتماعية والثقافية والسياحية، فبلجيكا عاصمة الاتحاد الاوروبي وحاضنة مؤسساته الاساسية والمركز الاساسي لكل تحرك من اي نوع كان باتجاه الاتحاد الاوروبي”.
الوزير البلجيكي
من جانبه، أعرب الوزير غوفن عن سروره لوجوده في لبنان ومعتذرا عن اختصار زيارته الى لبنان، قائلا: “لكن من الاهمية بمكان بالنسبة لنا ان يكون لنا هذا التواصل مع لبنان. وما وجودنا هنا اليوم، الا شهادة دعم من جانبنا للبنان للاصلاحات الضرورية التي ستقومون بها، ونعلم ان الاصلاحات هذه ليست سهلة، كما نعلم ان كل الدول تمر في مراحل تفترض احيانا الشجاعة السياسية ،اجراء اصلاحات حتى لو كانت مؤلمة في بدايتها للشعب، لكنها غالبا ما تؤتي ثمارها لاحقا، لذا نقف داعمين للبنان في هذه الاصلاحات، وندعمه اقتصاديا في ضوء برنامج محدد زمنيا من شأنه الحفاظ على الثقة القائمة بين بلدينا اللذين تربطهما علاقات صداقة طويلة.
تسلمت بلجيكا في مطلع شباط رئاسة مجلس الامن الدولي في دورته الحالية والتي ستركز على طرح ثلاثة مواضيع على بساط البحث وهي العدالة الانتقالية والمكانة التي تحتلها اوروبا والاتحاد الاوروربي في مؤسسات كمثل هذا المجلس وتعلمون ان بلجيكا هي من الدول المؤسسة للاتحاد الاوروبي وتحرص على ان يكون صوتا للقيم المشتركة بين دولنا في المحافل الدولية، والملك فيليب سيترأس مجلس الامن الدولي للتشديد على وضع الاطفال في النزاعات المسلحة، ونحث لبنان على توقيع البروتوكول ذي الصلة.
كما تباحثنا في مشروع السلام الاميركي وأكرر موقف بلادي الذي أعلنته شخصيا في مناقشة برلمانية، وهو التزامنا بحل الدولتين واحترام القانون الدولي، وتبلغنا عزم جامعة الدول العربية التوجه الى مجلس الامن الدولي في الثاني عشر من الشهر الحالي ونحن ندعم هذا المسار وحق التعبير عن الموقف العربي.
سفيرة ايطاليا
من جهة ثانية، تسلم الوزير حتي نسخة عن أوراق اعتماد سفيرة ايطاليا لدى لبنان نيكوليتا بومبارديير تمهيدا لتسليمها في وقت لاحق الى رئيس الجمهورية العماد ميشال عون.