كتبت “الجمهورية”: إذا كان لبنان، وامام الحائط المسدود الذي بلغه، يعوّل على ثروته البحرية من النفط والغاز، كعامل إنقاذ له من أزمته التي يتخبّط بها، فإنّ الاخبار التي نقلتها شخصيات لبنانية من الولايات المتحدة الاميركية الى بيروت، لا تبشّر بخير في هذا المجال، إذ تُنذر بأنّ هذه الثروة ستبقى بعيدة جداً عن متناول لبنان. الّا اذا وافق على بعض الشروط التي يطرحها الاميركيون في هذا المجال. وربطت مصادر معنية بالملف النفطي عبر “الجمهورية”، هذه الأخبار الأميركية بمسألة ترسيم الحدود البحرية بين لبنان واسرائيل، والتي يجري التفاوض حولها بينهما عبر الولايات المتحدة الاميركية، والتي تتبنّى بالكامل الموقف الاسرائيلي حول المنطقة البحرية المتنازع عليها بينهما.
وقال مرجع معني بهذا الملف لـ”الجمهورية”: “لدينا معلومات بأنّ المسؤول الاميركي المعني بملف ترسيم الحدود بين لبنان واسرائيل دايفيد شينكر، سيزور لبنان بعد نيل الحكومة الثقة، ولكن لا شيء رسمياً حتى الآن لناحية موعد الزيارة. وفي اي حال نحن ننتظر وصوله، وما يمكن ان يحمله من جديد على هذا الصعيد، علماً اننا في زيارته الاخيرة كنا حلّينا 90% من التعقيدات التي كانت تعتري هذا الملف، ويبقى التفاوض على الـ10% المتبقية”.
ورداً على سؤال قال المرجع: “خلافاً لكل ما يُقال، لبنان ليس في موقع الضعيف على حلبة مفاوضات ترسيم الحدود، وهو ثابت على موقفه بأنّه لن يتخلّى عن قطرة ماء من حدوده البحرية، وبالتالي لن يقبل بأي شكل من الاشكال التنازل عن سيادته على حدوده البحرية”.
وحول ما يُقال انّ لبنان سيُمنع من الاستفادة من ثروته البحرية من النفط والغاز، قال المرجع: “كما انّ لبنان بحاجة الى نفطه وغازه، اسرائيل بحاجة اكثر الى النفط والغاز، وإن مُنع لبنان من نفطه وغازه، فلن يكون منعٌ في مكان واحد، بل انّ هذا المنع سينسحب على الآخرين، بمعنى لا نفط وغاز للبنان، يعني لا نفط ولا غاز لاسرائيل. ولبنان ليس مكبّل اليدين في هذا المجال”.
وكشف المرجع، “اننا من البداية نشعر بأنّ أمراً ما يُعدّ، وبأنّ هناك حلفاً جديداً يُحَضَّر، او تمّ تحضيره، للهيمنة على نفط وغاز ساحل البحر المتوسط، ومن ضمنه لبنان. وانّ من يرعى هذا الحلف قد يحاول ان يحمل لبنان على التوقيع على ترسيم حدوده البحرية وفق ما يريده هذا الحلف. وتبعاً لذلك، قد يشهد لبنان في المرحلة المقبلة حركة اميركية مكثّفة في اتجاهه. اما لبنان فهو يُدرك انّه امام معركة صعبة، وفي موازاة الضغط الذي قد يتعرّض له، لا يملك سوى التمسّك بموقفه وعدم تنازله عن سيادته، حتى ولو بقي النفط والغاز غارقين في البحر الى أبد الآبدين”.