حزب الله يفتح باب الاستقطاب أمام الأخوة في أمل

8 فبراير 2020
شن شبان "أمل" و"حزب الله" حملات عنيفة ضد المشاركين في انتفاضة 17 تشرين الأول
شن شبان "أمل" و"حزب الله" حملات عنيفة ضد المشاركين في انتفاضة 17 تشرين الأول
beirut news

راكمَ حزب الله خلال مسيرتهِ التي بدأها في مطلعِ الثمانينات عبر مواجهةِ “اسرائيل” ودخوله بعدها المعترك السياسي في العام 1990 بعد توقيع اتفاق الطائف وصولًا إلى وقتنا هذا، حيث أنّ الخبرات اكسبته مجموعة امتيازاتٍ في المجالَيْن العسكري والسياسي، مما اهّله للحفاظِ على كل ما يعتبره “إنجازات” يفتخر أنه حققها خلال مشوارهِ.

واللافت، أنّ “الأكاديمية” التي تخرَّج منها “الحزب” والتي قدَّمَ فيها خسائر بشرية ومادية ومعنوية لا تُعد ولا تُحصى، هي التي منحته شهادة جمعت بين القتال والمناورة حملت توقيعَيْن متناقضَيْن أحدهم إيراني والآخر إسرائيلي.

من النافل القول، أنّ حزب الله قد اكتسبَ منذ نشأتهِ حتى اليوم، خبرات واسعة في الميدان أغنت مسيرته العسكرية في معظم الميادين التي خاضها، مثلما مكّنته حتى يكون طرفًا أساسيًا ورئيسيًا على طاولات التفاوض والمفاوضات، سواء كانت الدعوات بإسمهِ أو ضده.

اليوم، يستند حزب الله الى هذه الخبرات كلّها ليُطبق القسم الأبرز منها داخل طائفتهِ وذلك من بوابة حركة أمل الخصم التقليدي له بعدما ترهّلت وأصابها الصدأ وأصبحت تفتقر الى شخصية يُمكن أن تخلفَ رئيسها رئيس مجلس النوّاب نبيه بري في حال قرّر ذات يوم أن يرتاحَ من مهماتهِ الصعبة، أو أن يعتزلَ العمل السياسي، ودائمًا بإرادته.

من هنا، يبدو أنّ “الحزب” قد وضعَ عينه على “الحركة” ليس من الآن فقط، بل منذ أن جرّبَ لعبة الشارع في السابع من أيّار 2007 فيومها لمسَ مدى سهولة استدراج “الاخوة” العاطلين عن العمل الى اللعبة التي يهواها، أي لعبة الشارع.

هذا الإستدراج بحق “الاخوة”، عادَ ومارسه حزب الله منذ فترةٍ وجيزةٍ في الشارعِ تحت شعار “شيعة شيعة شيعة” ليتأكد له ولقيادة حركة أمل بأنّ زمامَ الأمور بالنسبة إلى تحريكِ الشارع الشيعي قد أصبحَ بيد “الحزب” وأنّ لحظة استقطاب السواد الأعظم من “الأخوة” ضمن منظومة حزب الله أو “تأطيرهم” ضمن تركيبةٍ جديدةٍ تكون تابعة، أصبحت مجرد وقتٍ لا أكثر.

في السياق، تُشير شخصيّة سياسية شيعية بارزة إلى أنّ “الحزب” يستخدم النموذج الإيراني في عملية استقطاب الشبّان في “أمل” وذلك على طريقةِ السلحفاة أيّ القضم البطيء، والمعروف أن لدى حزب الله النفس الطويل الذي لطالما مكّنه من تحقيق أهدافه بأقلِّ الخسائر المُمكنة، وفي كل مرّة هناك طريقة جديدة يتناول فيها “فريسته”، بأقلِّ تكلفةٍ وضررٍ.

آخر عملياتِ الإلتفافِ على “الأخوة” تمثلت في تنصّل حزب الله من الدخول على خط التهدئة بين الرئيس نبيه بري والنظام السوري بشخصِ رئيس الأمن الوطني السوري علي مملوك الذي يُصرّ على تسليم الموقوف هنيبعل القذافي الى سوريا ومحاكمته وفقًا للقضاء السوري كونه كان اختُطِفَ من داخل سوريا. إلّا أنّ بري أعلن أكثر من مرةٍ وعبر وسطاءٍ محليين، تسليم القذافي وإصراره على محاكمته في لبنان.

وتشدد الشخصيّة السياسية نفسها، على أنّ علاقة بري بالنظام السوري تدهورت مع وصول بشّار الأسد الى السلطةِ خلفًا لأبيهِ، والوقائع كلها، تؤكد إفشال الأسد الإبن للعديدِ من المبادراتِ والمساعي التي كان يُحاول بري الركون اليها لحلِّ الخلافات السياسية بين الأفرقاء اللبنانيين.

لم يُدخل بري حركة أمل إلى جانب حزب الله في الحرب السورية دعمًا للنظام السوري ولا حتّى يقطع علاقاته مع بعض الدول العربية كرمى لعيون الأسد. ولا بد من التذكير، أنّ بري هو صاحبُ مصطلح أو معادلة “س. س” التي عادَ الأسد وأفشلها وهو الذي دعا عشرات المرّات إلى إصلاح ذات البين بين إيران والدول العربية وتحديدًا السعودية.

هذه الأمور كلّها، هي بحسب الشخصيّة الشيعية سوف تشكّل أرضية خصبة للحزب ليزرع فيها بذور الدمج أو الاستقطاب، على أن يكون الحصاد في الزمان والمكان المناسبَيْن