وألقى النائب حميد كلمة حركة “أمل” التي استهلها بالقول: “الخامس والسادس من شباط، تلك المحطة محطة المقاومة والمضحين، الذين ساروا بالاتجاه الصحيح لتحرير الجنوب، ولنعيش كرامى بفضل تضحياتهم ودمائهم، وحسن قصير هذا العلم من أعلام عاملة والمقاوم في ريعان شبابه، والمتحضر للحياة، الذي فجر جسده في قوافل إسرائيل، وأعطى لكل الوطن دمه وجسده، فكان مسار التحرير والعزة والكرامة، ولعل الذاكرة تخون البعض، ولكن للتاريخ أن يذكر هذه المسيرة، التي عنوانها حسن قصير وإخوانه على امتداد الوطن، حيث قلبوا الصورة المؤلمة للوطن في فترة الاجتياح الإسرائيلي، الذي أراد للبنان أن يكون البلد، الذي يضاف إلى قارعة الطريق، ولأولئك الذين استسهلوا أن يقيموا اتفاقيات الذل والهوان مع العدو، خسئوا وفشلوا واندحر العدو، من دون أن يحقق مكسبا من المكاسب السياسية، التي أرادها وأراد أن يربط لبنان بهذا الواقع الذليل والمؤلم، الذي يراد له اليوم من خلال ما نراه من تسول على أبواب الولايات المتحدة الأميركية، وما شهدناه ونشهده عن اللقاءات العلنية أو السرية، لبعض القيادات العربية، لتكون إسرائيل أمرا واقعا، وأن يضيع حق فلسطين وأهلها، عبر إقامة دولة يهودية تستطيع أن تتحكم بمسار هذه الأمة وخيرات أرضها، وتفعل كل ما هو ممكن لكي تستطيع البقاء دائما”.
أضاف: “إننا اليوم لا يمكن أن ننسى من كان يرعى ويوجه ويسدد للقادة من كبار الشهداء من داوود داوود ومحمد سعد وخليل جرادي والقائمة تطول، وكلهم كانوا في موقع المواجهة لهذا العدو المتغطرس، وأحبطوا مخططه في توسيع مستوطناته على هذه الأرض الطاهرة، كما يفعل في أرض القداسة فلسطين، واليوم يريدون لنا عبر صفقة القرن، بل سرقة القرن، أن نكون خانعين وأذلاء، وأن نقبل بهذا الأمر الواقع، عبر الإغراء المالي، وها هو لبنان اليوم، يواجه تحديات عديدة ويتعرض لضغوطات كبيرة من محاولة سرقة ثرواته، والحصار لمن يرفض التطبيع مع العدو، ومحاربة لقمة العيش من خلال الضغط على المصارف، ليقع اللبنانيون في القهر والإذلال، للوصول إلى الفوضى الداخلية، ليسهل على العدو الصهيوني البقاء وتحقيق الإدارة الأميركية ما تريده، لأولئك الذين يرون أنهم قادرون على المحافظة على مواقعهم، عبر تبعية أميركا، وتقديم الخدمات لها، فهم واهمون وسيرمون على مزابل التاريخ”.
وختم “راهنا بالأمس على إنجاز الموازنة، واليوم نراهن على نيل الثقة، وقدمنا ما لا يمكن أن نلام عليه من أهلنا، من أجل أن يبقى الوطن آمنا بعيدا عن الوقوع في المجهول، واليوم نحن أمام تحد جديد، وعلى بعد أيام قليلة، التحدي أن نبدأ المرحلة الجديدة بمقاربة أوجاع الناس، وأن نكون قادرين على وضع مصلحة الوطن فوق أي عنوان، وأن يبدأ لبنان بالتعافي، سواء مع الأشقاء أو نظرة الغرب والدول الصديقة لهذا الوطن، لنطفئ الدين العام ونعيد لليرة اللبنانية قيمتها الحقيقية، نحن أضعنا الكثير من الوقت، ولكن يجب التفاؤل بالمستقبل، إذا ما أحسنا بالمسيرة الحقيقية التي توصل لبنان إلى بر الأمان، وسيكون وجع الناس هو المحفز لنا، لنصل إلى المراد”.