ذكرى 14 شباط بين ترميم العلاقات القديمة وهدم التسوية الجديدة

13 فبراير 2020
ذكرى 14 شباط بين ترميم العلاقات القديمة وهدم التسوية الجديدة

تحت عنوان ” ذكرى الحريري تكرس سقوط “التسوية” مع عون” كتبت كارولين عاكوم في صحيفة “الشرق الأوسط” وقال: تتجه الأنظار إلى ما سيحمله احتفال “14 شباط” في الذكرى الخامسة عشرة لاغتيال رئيس الحكومة السابق رفيق الحريري يوم غدٍ (الجمعة) بعدما سبق لـ”تيار المستقبل” أن أعلن أنه سيكون لرئيس الحكومة السابق سعد الحريري خلاله خطاب مفصلي.
ولن تكون هذه المناسبة مختلفة عن مثيلاتها في السنوات السابقة من حيث مضمون كلمة الحريري فقط، إنما أيضاً من حيث الشكل والأطراف التي وجهت لها الدعوة، حيث اتخذ “المستقبل” قراراً بعدم دعوة رئيس الجمهورية ميشال عون، إضافة إلى استثناء “التيار الوطني الحر” برئيسه ومسؤوليه كافة، بحسب ما أكدت مصادر “المستقبل”. وقالت لـ”الشرق الأوسط”: “تم هذا الاستثناء وأضيف التيار الوطني الحر إلى لائحة الأطراف غير المرغوب بها في هذه المناسبة، على غرار حزب الله، بعدما انقلب العهد على التسوية السياسية”.
في المقابل، يتوقع أن يشكل الاحتفال مناسبة للقاء الأطراف التي كانت تشكّل فريق “14 آذار” بعد التباعد والاختلافات التي شابت العلاقة بينها، ولا سيما في الفترة الأخيرة، منذ بدء التحركات الشعبية في 17 تشرين الأول الماضي، وصولاً إلى استقالة الحريري ومن ثم اعتذاره عن قبول إعادة تكليفه، وهو ما تؤكد عليه مصادر هذه الأطراف، أي “تيار المستقبل” و”الحزب التقدمي الاشتراكي” و”حزب القوات اللبنانية”.
وفي حين يحرص كل من “القوات” و”الاشتراكي” على عدم الإفصاح عن مستوى تمثيلهما في احتفال هذا العام، يؤكد الطرفان على أنهما سيكونان حاضرين عبر ممثلين لهما.
ومن المقرر أن يحسم اليوم “الاشتراكي” قراره بحجم ومستوى المشاركة، بينما يقول مسؤول الإعلام والتواصل في “القوات” شارل جبور لـ”الشرق الأوسط”: “لاعتبارات أمنية لا يمكن الإعلان عن مشاركة رئيس حزب (القوات) سمير جعجع من عدمها، لكن الأكيد أننا سنشارك عبر وفد رفيع من نواب ووزراء”. ويرى جبور أنه يفترض أن تشكل المناسبة محطة لإعادة ترميم العلاقة بين “القوات” و”المستقبل” وبداية لمراجعة سياسية مشتركة بينهما، وهو الأمر الذي بات حاجة ومصلحة وطنية.
في المقابل، يقول النائب السابق والقيادي في “المستقبل”، مصطفى علوش لـ”الشرق الأوسط”: “الخطاب قد يكون فاتحة أو مدخلاً لترميم العلاقة بين أطراف فريق 14 آذار”، مع تأكيده على ضرورة أن تنطلق أي خطوة بهذا الاتجاه من إيجاد قواعد مشتركة صلبة للمعارضة ومع القوى الشعبية المنتفضة على الأرض”. ويضيف “عنوان المعارضة الذي سيجمع هذه القوى، رغم أن التجارب السابقة معها لم تكن مشجعة وفقدت فرصة ذهبية لتشكيل جبهة متراصة، يجب أن ينطلق من مسائل تنسيقية وعملية والعمل على طرح بديل جدي وصلب”، مؤكداً أن “ترميم العلاقة يحتاج إلى جهد أبعد بكثير من مناسبة”.