كتب غسان ريفي في صحيفة “سفير الشمال” تحت عنوان “الحريري يدافع ويتهم ويصالح ويساير ويهاجم.. هل أقنع اللبنانيين؟”: “كثيرة هي الرسائل التي حفل بها خطاب الرئيس سعد الحريري في الذكرى الـ 15 لاغتيال والده الرئيس الشهيد رفيق الحريري، حيث أجرى جردة حساب سياسية، ودافع عن نفسه، مبررا لجوئه الى التسوية الرئاسية التي نعاها وأكد أنها أصبحت في ذمة الله، محاولا مصالحة جمهوره، وإقناعه تارة بالوقائع وتحميل مسؤولية ما حصل الى الوزير جبران باسيل، وتارة أخرى بالعاطفة مستخدما والده الشهيد، وطورا بالوعد حول اطلاق ورشة عمل داخلية في تيار المستقبل.
في الشكل وكما كان متوقعا فقد إعترف الرئيس الحريري بالخطأ الذي إرتكبه بقبوله التسوية الرئاسية والشراكة مع التيار الوطني الحر، لكن في المضمون وضع مسؤولية ما حصل في خانة قوى 8 آذار التي رفضت إنتخاب مرشحه الأول سليمان فرنجية، وفي خانة حرصه على عدم إستمرار الفراغ الرئاسي، وعلى الاستقرار السياسي في البلد ومنع إنزلاق لبنان الى الحريق السوري.
في قراءة مبسطة وهادئة لخطاب الحريري يمكن إستخلاص الرسائل التالية:
أولا: قدم الحريري إستعراضا شعبيا من خلال الحشد الشعبي الذي أمّ بيت الوسط، مؤكدا من خلاله أن أحدا لا يستطيع إلغاء التيار الأزرق، أو إنهاء الحريرية السياسية، واضعا مفاتيح بيت الوسط في عهدة اللبنانيين الذين “سيحرصون على أن يبقى مفتوحا”.
ثانيا: التأكيد على إطلاق ورشة عمل داخلية في تيار المستقبل، وتنظيم المؤتمر العام الذي يمكن من خلاله إنتخاب قيادة جديدة تعيد الهيكلية التنظيمية للتيار، الأمر الذي أثلج صدور كثيرين من قيادات وأركان المستقبل الذين باتوا على قناعة بأنه لا يمكن إستمرار التيار في ظل الهيكلية الحالية.
ثالثا: إعطاء الحريري تطمينات لكل موظفيه الذين تم تسريحهم من مؤسساته، بأنه ملتزم بدفع كل مستحقاتهم المالية مهما كلف الأمر، في ذلك نوع من المصالحة، حيث تؤكد مصادر مواكبة أن التسوية بالنسبة للوضع الوظيفي المتعلق بمؤسسات الحريري في السعودية قد قاربت على الانتهاء وهي ستفرض عليه دفع مبالغ ضخمة.
رابعا: إعلان التحالف الكامل مع رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط الذي حضر نجله النائب تيمور على رأس وفد، وفتح نافذة على القوات اللبنانية من خلال ترحيبه بالوزيرة مي شدياق التي سبق وأكدت أن ستريدا جعجع كانت تنوي المشاركة لكنها أصبيت بوعكة صحية حالت دون ذلك.
خامسا: هادن الحريري حزب الله مكتفيا بالاشارة بشكل غير مباشر الى تدخلاته الخارجية، والى أن المال الايراني يمكن أن ينقذ الحزب لكنه لا يمكن أن ينقذ الدولة، وهذا أمر صحيح كون أموال الحزب لا تمر عبر المصارف، أو ضمن المنظومة المالية للدولة اللبنانية.
سادسا: ساير الحريري الحراك الشعبي من خلال تأكيده على أنه إستقال من الحكومة تلبية لرغبته، وبالدعوة الى إنتخابات نيابية مبكرة، كما حاول التخفيف من الخسائر التي لحقت به، عبر تشديده على أنه هو من قرر الاستقالة وخرج من السلطة بإرادته.
سابعا: الهجوم العنيف على الوزير جبران باسيل الذي حمله مسؤولية إنتهاء وفشل التسوية الرئاسية، متهما إياه بشن حروب إلغاء على القوات والحزب الاشتراكي والحراك الشعبي ومؤخرا على الحريرية السياسية، محاولا شدّ العصب الأزرق أكثر فأكثر بنتعة “إيه فشرت”.
ثامنا: محاولة الحريري الفصل بين الرئيس ميشال عون والوزير باسيل، حيث أكد إحترامه لمواقف عون وأنه لن ينسى وقوفه الى جانبه، لكنه في الوقت نفسه أطلق تحذيرات ضمنية لرئيس البلاد بأن هناك رئيس ظل، عمل على ضرب الحكومة، وقد يتسبب بتطيير العهد في حال إستمر على هذا السلوك السياسي.
تاسعا: حاول الحريري إستمالة الشارع السني الغاضب، من خلال التأكيد على أن السنة هم من أساسات البلد، ولن يغيبوا عن المشهد السياسي، وسيبقون في البلد ولن يذهبوا الى أي مكان.
عاشرا: تجاهل حكومة حسان دياب والتقليل من شأن ما يمكن أن تقوم به، ومحاولة الحريري مصادرة دوره، من خلال الاعلان أنه سيجوب العالم من أجل تقديم المساعدة للبنان واللبنانيين.
يمكن القول إن الحريري قد يكون أقنع شريحة من اللبنانيين بخطابه، إلا أن شرائح أخرى لم تقتنع، وهي ترى أن زعيم المستقبل قال ما له ولم يقل ما عليه، وأنه في الوقت نفسه لا يستطيع التنصل مما حصل وتحميل المسؤولية فقط الى الوزير جبران باسيل، خصوصا أن الحريري كان شريكا ومستفيدا من كل المنظومة السياسية السابقة، واليوم عندما بات خارج الحكم راح يستجدي مصالحة الناس الذين خرجوا في 17 تشرين الأول رفضا للآداء السياسي العام، ولكل القرارات التي إتخذتها حكومته، وبالتالي فإن الخروج من السلطة لا يجبُّ ما قبله..”.
في الشكل وكما كان متوقعا فقد إعترف الرئيس الحريري بالخطأ الذي إرتكبه بقبوله التسوية الرئاسية والشراكة مع التيار الوطني الحر، لكن في المضمون وضع مسؤولية ما حصل في خانة قوى 8 آذار التي رفضت إنتخاب مرشحه الأول سليمان فرنجية، وفي خانة حرصه على عدم إستمرار الفراغ الرئاسي، وعلى الاستقرار السياسي في البلد ومنع إنزلاق لبنان الى الحريق السوري.
في قراءة مبسطة وهادئة لخطاب الحريري يمكن إستخلاص الرسائل التالية:
أولا: قدم الحريري إستعراضا شعبيا من خلال الحشد الشعبي الذي أمّ بيت الوسط، مؤكدا من خلاله أن أحدا لا يستطيع إلغاء التيار الأزرق، أو إنهاء الحريرية السياسية، واضعا مفاتيح بيت الوسط في عهدة اللبنانيين الذين “سيحرصون على أن يبقى مفتوحا”.
ثانيا: التأكيد على إطلاق ورشة عمل داخلية في تيار المستقبل، وتنظيم المؤتمر العام الذي يمكن من خلاله إنتخاب قيادة جديدة تعيد الهيكلية التنظيمية للتيار، الأمر الذي أثلج صدور كثيرين من قيادات وأركان المستقبل الذين باتوا على قناعة بأنه لا يمكن إستمرار التيار في ظل الهيكلية الحالية.
ثالثا: إعطاء الحريري تطمينات لكل موظفيه الذين تم تسريحهم من مؤسساته، بأنه ملتزم بدفع كل مستحقاتهم المالية مهما كلف الأمر، في ذلك نوع من المصالحة، حيث تؤكد مصادر مواكبة أن التسوية بالنسبة للوضع الوظيفي المتعلق بمؤسسات الحريري في السعودية قد قاربت على الانتهاء وهي ستفرض عليه دفع مبالغ ضخمة.
رابعا: إعلان التحالف الكامل مع رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط الذي حضر نجله النائب تيمور على رأس وفد، وفتح نافذة على القوات اللبنانية من خلال ترحيبه بالوزيرة مي شدياق التي سبق وأكدت أن ستريدا جعجع كانت تنوي المشاركة لكنها أصبيت بوعكة صحية حالت دون ذلك.
خامسا: هادن الحريري حزب الله مكتفيا بالاشارة بشكل غير مباشر الى تدخلاته الخارجية، والى أن المال الايراني يمكن أن ينقذ الحزب لكنه لا يمكن أن ينقذ الدولة، وهذا أمر صحيح كون أموال الحزب لا تمر عبر المصارف، أو ضمن المنظومة المالية للدولة اللبنانية.
سادسا: ساير الحريري الحراك الشعبي من خلال تأكيده على أنه إستقال من الحكومة تلبية لرغبته، وبالدعوة الى إنتخابات نيابية مبكرة، كما حاول التخفيف من الخسائر التي لحقت به، عبر تشديده على أنه هو من قرر الاستقالة وخرج من السلطة بإرادته.
سابعا: الهجوم العنيف على الوزير جبران باسيل الذي حمله مسؤولية إنتهاء وفشل التسوية الرئاسية، متهما إياه بشن حروب إلغاء على القوات والحزب الاشتراكي والحراك الشعبي ومؤخرا على الحريرية السياسية، محاولا شدّ العصب الأزرق أكثر فأكثر بنتعة “إيه فشرت”.
ثامنا: محاولة الحريري الفصل بين الرئيس ميشال عون والوزير باسيل، حيث أكد إحترامه لمواقف عون وأنه لن ينسى وقوفه الى جانبه، لكنه في الوقت نفسه أطلق تحذيرات ضمنية لرئيس البلاد بأن هناك رئيس ظل، عمل على ضرب الحكومة، وقد يتسبب بتطيير العهد في حال إستمر على هذا السلوك السياسي.
تاسعا: حاول الحريري إستمالة الشارع السني الغاضب، من خلال التأكيد على أن السنة هم من أساسات البلد، ولن يغيبوا عن المشهد السياسي، وسيبقون في البلد ولن يذهبوا الى أي مكان.
عاشرا: تجاهل حكومة حسان دياب والتقليل من شأن ما يمكن أن تقوم به، ومحاولة الحريري مصادرة دوره، من خلال الاعلان أنه سيجوب العالم من أجل تقديم المساعدة للبنان واللبنانيين.
يمكن القول إن الحريري قد يكون أقنع شريحة من اللبنانيين بخطابه، إلا أن شرائح أخرى لم تقتنع، وهي ترى أن زعيم المستقبل قال ما له ولم يقل ما عليه، وأنه في الوقت نفسه لا يستطيع التنصل مما حصل وتحميل المسؤولية فقط الى الوزير جبران باسيل، خصوصا أن الحريري كان شريكا ومستفيدا من كل المنظومة السياسية السابقة، واليوم عندما بات خارج الحكم راح يستجدي مصالحة الناس الذين خرجوا في 17 تشرين الأول رفضا للآداء السياسي العام، ولكل القرارات التي إتخذتها حكومته، وبالتالي فإن الخروج من السلطة لا يجبُّ ما قبله..”.