أول هذه الاعتداءات كان في 9 شباط الجاري، حيث استشهد 3 عسكريين في منطقة المشرفة– الهرمل، إثر تعرض آلية عسكرية لكمين مسلح وإطلاق نار أثناء ملاحقة سيارة مسروقة، وهم: الرقيب الأول الشهيد علي نايف اسماعيل، الرقيب الأول الشهيد أحمد كرم حيدر أحمد، الجندي الشهيد حسن محمد عز الدين كما سجلت اصابتين في صفوف العناصر فضلا عن قتيل من ال دندش من منفذي الاعتداء.
ليتبعها لاحقا وبعد يومين في 11 شباط جريمة مخفر الاوزاعي حيث اطلق شقيق احد الموقوفين النار على النقيب جلال شريف والمؤهل اول زياد العطار ما ادى الى استشهادهما واصابة احد العناصر وذلك بسبب اشكال حصل بين الشقيقين وعند تدخل قوى الامن حصلت الحادثة ثم قام مطلق النار بالانتحار.
ولم تمض ساعات حتى اصيب رتيب وضابط اثناء القيام بعملية امنية لتحرير مخطوف في صيدا كما سجل اصابة رقيب اول اثناء احباطه عملية سرقة سيارة في كورنيش المزرعة.
كذلك، سجلت جريمة قتل ارتكبها رقيب اول في الجيش ماريو. ا. في ذوق مكايل حيث طعن زوجته حتى الموت.
بعيدا عن تفاصيل كل هذه الاعتداءات الامنية التي سجلت في اقل من اسبوع ونتيجة لأثرها السلبي الكبير، يبدو وبحسب الكثير من المتابعين ان لبنان قد دخل في مرحلة خطيرة جدا من التفلت الامني الذي قد يصعب السيطرة عليه في ظل الاوضاع الراهنة، ما يدفع الى الخوف من أن تحمل الأيام المقبلة حالات مماثلة قد تكون دموية ايضا.
يراقب الكثير من اللبنانيين بقلق وحذر ما يحصل جراء الازمة الاقتصادية الخانقة التي تنهكهم من دون ان تستثني احدا، الاغنياء قبل الفقراء وعلى وجه الخصوص ما يحصل في المصارف، والحقد الدفين الذي بدأ يظهر تجاهها جراء التدابير القاسية التي تتخذها ما أخرج مودعين عن طورهم ولجأوا الى إعتداءات قد تتطور مع تضييق الخناق أكثر فأكثر على المودعين في الأيام المقبلة.
يضاف الى ذلك، البطالة التي تجتاح 50 بالمئة من اللبنانيين حتى الان وادت خلال أشهر قليلة الى فقدان حوالي 260 الف موظف وظيفته ومن بقي في عمله اصبح يتقاضى من نصف الى ربع راتب في الشهر وسط غلاء فاحش، الامر الذي دفع بعض المتابعين الى التحذير من ثورة الجياع التي في حال حصلت ستكون قاسية ودموية وقد شبه هؤلاء المواطنين في الوقت الحالي بالقنابل الموقوتة التي لا يعلم أحد متى تنفجر، خصوصا أن كل المؤشرات توحي بأن الأمور ذاهبة الى مزيد من التأزم.
اللافت وسط كل ذلك، أن الحكومة الجديدة تواجه “لا ثقة” من قبل أكثرية اللبنانيين، ما يجعلها مجبرة على إحداث سلسلة صدمات إيجابية ليُكتب لها الاستمرار، وإلا فإن العصيان سيتضاعف، والثورة ستتأجج وصولا الى ما لا يحمد عقباه.