لاريجاني بدأ لقاءاتِه الرسميةَ بزيارة رئيس الجمهورية العماد ميشال عون ناقلاً اليه رسالةً من نظيره الايراني الشيخ حسن روحاني حول العلاقات الثنائية وتطويرها متمنياً للحكومة اللبنانية النجاح في مهامها. وفي عين التينة، استقبل رئيسُ مجلس النواب نبيه بري لاريجاني، مؤكداً أمامه أنّ المطلوب من اللبنانيين في هذه المرحلةِ الوحدةُ ثُم الوحدةُ لأنّ فيها قوة وهذا هو المطلوب حالياً. من جهته، أكّد بري أنّ “في الوحدة قوة ولا خيار أمام اللبنانيين وأمام شعوب المنطقة والأمتين العربية والإسلامية سوى الإحتكام الى منطق الوحدة والتلاقي والحوار”.
تعود العلاقة بين بري ولاريجاني إلى عقود، وتتميز العلاقة بين الرجلين بكونها سياسية صرف، نظراً إلى أنّ قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني، اللواء قاسم سليماني، كان يتولى الملفات الأمنية والعسكرية، قبل اغتياله بغارة أميركية في 3 كانون الثاني الفائت.
وما نعرفه عن لاريجاني هو أنّه شخصية هادئة وديبلوماسية مرنة، ويُقال إنّه تولى مع بري أولى جولات التفاوض حول اليمن مع المملكة العربية والسعودية والتي لم تفض إلى نتائج إيجابية عام 2016.
وقبل أيام من زيارة لاريجاني، قال وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان آل سعود، السبت، إنّ بلاده ما زالت ملتزمة بإجراء محادثات سلام عبر قناة خلفية مع حركة “أنصار الله” (الحوثيون) في اليمن على الرغم من تزايد وتيرة العنف مؤخراً في الصراع الدائر منذ خمس سنوات.
توازياً، يمكن الحديث عن عمق آخر لزيارة لاريجاني، الذي سارع بري إلى القول إنّه وجه إليه دعوة شخصياً لزيارة لبنان بعد التسريبات التي تحدّثت عن حضوره من دون دعوة رسميةً. وفي التفاصيل أنّ زيارة لاريجاني تعود إلى كون بري الجهة المسؤولة عن التفاوض مع الأميركيين على مستوى ترسيم الحدود وملف النفط والغاز. وهنا يكمن عمق زيارة لاريجاني الى بيروت لأن لبنان يتعرض لضغوط قاسية لبت مسألة ترسيم الحدود البحرية، حيث يرغب بري بالإستئناس بوجهة النظر الإيرانية حول هذا الموضوع.
وقبل فترة، قالت مصادر عين التينة إنّ لبنان هو من ينتظر جواباً من الكيان الإسرائيلي حول عملية ترسيم الحدود البرية والبحرية واعتبارها مساراً واحداً وليس كما تريدها دولة الاحتلال، وتالياً فإنّ بري المكلف بهذا الملف والتفاوض مع الوسيط الأميركي لم يتلق بعد الجواب الذي من شأنه أن يحفظ للبنان كامل حقوقه براً وبحراً. واعتبرت المصادر أنّ الحديث اليوم عن عودة مساعد وزير الخارجية الأميركية لشؤون الشرق الأدنى ديفيد شينكرمن عدمها هو مجرد تكهنات لأن عين التينة لم تتبلغ شيئاً حتى الآن.
وكانت حكومة دياب حسمت هذا الملف في البيان الوزاري مؤكدةً أن “لبنان المصمم بموقف واحد على الحفاظ على على ثروته النفطية في المياه البحرية والمنطقة الاقتصادية الخاصة بلبنان، يدرك أطماع العدو الاسرائيلي وادعاءاته ومحاولاته التعدي على هذه الثروة، يتمسك بمبدأ ترسيم الحدود البحرية وفقا للأعراف والمعايير الدولية لتثبيت حدوده حفاظا على ثروته وحقوقه كاملة”.
هذا وتمضي التحضيرات التقنية الاستباقية لبدء التنقيب عن النفط في البلوك رقم 4 على قدم وساق انطلاقاً من مرفأ بيروت. فبعدما رست الاسبوع الماضي سفينة الخدمات Lundstrom Tide لتقديم الدعم اللوجستي إلى سفينة الحفرTungsten Explorer، وصلت هذا الأسبوع سفينة ثانية ورست في مرفأ بيروت للغاية نفسها. وذكرت مصادر متابعة أنّ باخرة ثالثة وأخيرة من المتوقع ان تصل الى لبنان في الايام المقبلة. أما باخرة الحفر، والتي سيُناط بها حفر البئر الاستكشافية الأولى في الرقعة رقم 4 في المياه البحرية، فمن المتوقع أن تصل إلى لبنان خلال العشرة أيام المقبلة، ليبدأ فوراً تجهيزها لأعمال الحفر، الأمر الذي يستغرق أياماً معدودة، على أن تعمل بعدها السفن الثلاث على تزويدها بالمعدات التي تحتاجها لتسيير عملها.