يحزن المسؤول العوني عفيف نسيم حين يتذكّر الإهانة التي تعرّض لها من قبل شباب طرابلسيين: “الله يسامحهم، غلطوا واختاروا الشخص الخطأ”. يحزن ويعلن التحدّي: “أنا زلمي عوني من 30 سنة، ابن مدرسة ميشال عون. ما رح أترك طرابلس ولا رح غيرّ منهجي”.
بهذه العبارات يعلّق منسّق “التيار الوطني الحرّ” في طرابلس، إذ نسأله عن قطع الطريق عليه في منطقة البحصاص، ليل الثلاثاء، من قبل شابين، وتصويره خلال توجيه الشتائم إليه، معتبراً أنّ ما فعله الشابان “سببه التحريض”.
“عفيف الطرابلسي”، كما يعرّف عن نفسه، هو ابن القبّة – حارة البقار. يفتخر بانتمائه هذا، ويشدّد على أنّه ابن طرابلس، مستنكراً في حديث لموقع “أساس” التعرض له داخل “بيته”: “فأنا لم أؤذِ أحداً”.
الفيديو الذي ضجّت به مواقع التواصل الاجتماعي أمس وثّق دقيقة ونصف الدقيقة من الشتائم اللفظية التي تعرّض لها المهندس الشاب: “هي بعض من 10 دقائق متواصلة من شتائم فوق التحمّل”، يقول.
عفيف الذي لم يدّعِ قضائياً حتّى اللحظة على الشابين، زاهد الزاهد وخالد الديك يقول إنّ “توقيفهما جاء بناءً على تحرّك أجهزة الدولة من تلقاء نفسها”. أما هو فما زال تحت الضغط النفسي للحادثة ولم يتخذ أيّ إجراء رسميّ بعد.
يستنكر عفيف أيضاً المقارنة التي تجري على مواقع التواصل، بين الاعتداء على الشاب الطرابلسي وليد رعد في كسروان، والاعتداء عليه أمس، معتبراً أنّها محاولة للتبرير: “أولاً أنا ابن المدينة، ولستُ غريباً عليها. وثانياً ما حصل في كسروان مختلف، فالشاب الطرابلسي هو فقير عاطل عن العمل غرّر به من أحد الأحزاب ليواجه نائباً لا يعرفه”.
ومع ذلك لا ينفي عفيف المظلومية عن الشاب، مستنكراً الطريقة التي عومل بها وخصوصاً سؤاله: “شو جاي تعمل هون؟”، فلبنان هو “للكلّ”، يقول.
وقد شهدت طرابلس تحرّكات اعتراضية ودعوات لقطع الطرقات، بعد توقيف استخبارات الجيش الزاهد والديك، لا سيّما أنّ الأخير كان تعرّض لاعتداء من قبل مرافقي المحافظ رمزي نهرا في وقت سابق، ما أدّى إلى دخوله المستشفى ومكوثه أياماً عدّة.
وبينما تضامن ناشطون مع خالد، باعتبار أنّ ما فعله هو ردّة فعل، برزت في المقابل موجة واسعة من التعليقات التي استنكرت الاعتداء، رافضة أن تتحوّل “عروس الثورة”، إلى مساحة “للتشبيح”.