دياب يتعمّد الصّمت.. الرياض وواشنطن لم تقولا كلمتيْهما!

22 فبراير 2020
دياب يتعمّد الصّمت.. الرياض وواشنطن لم تقولا كلمتيْهما!

تحت عنوان: “دياب في السرايا… أبو الهول الذي ينتظر”، كتب نقولا ناصيف في صحيفة “الأخبار”: منذ نيل حكومته الثقة في 11 شباط، لم يطل رئيسها حسان دياب على أي وسيلة إعلامية يقدّم نفسه وحكومته إلى اللبنانيين، بعدما سمعوا الكثير مما قاله الآخرون، موالين ومعارضين، فيها قبل جلسة الثقة ومعها.

لا أحد يركن الى البيان الوزاري لحكومة الرئيس حسان دياب كي يعبّر عما تفكر فيه أو تعتزم القيام به. لا يعدو كونه، مع دياب كما مع أسلافه جميعاً قبل اتفاق الطائف وفي ظله، حبراً على ورق. لا يعني سوى مجلس النواب كي يمنح الحكومة ثقته. شرط هذه البيان الوزاري الذي هو برنامجها النظري. الواقع أن أياً من الحكومات أو رؤسائها المتعاقبين، مذّاك الى اليوم، لم يقدّم مرة الى مجلس النواب أو الى اللبنانيين ـ وهذا ما لا يلزمه الدستور ولا التقاليد والأعراف المتبعة ـ جردة بما طُبق أو لم يطبّق في البيان الوزاري. تبعاً لذلك يضمحل هذا ويتبخّر مضمونه ما إن تخرج الحكومة من البرلمان. من ذلك القول بأن الحكومات تستنسخه واحدة من أخرى.

يتعمّد دياب أن لا يطل على اللبنانيين في الوقت الحاضر، قبل أن يكون أنجز أمراً مهماً ما في المعضلة النقدية. وهو على الأقل ما يسمعه منه زواره. تبرر صمته وفرة الاجتماعات التي يعقدها وتوزيع الملفات على لجان العمل. ثمة صمت يوازي صمته اكتسب أهميته منذ الأيام الأولى لممارسة حكومته صلاحياتها، مع أن البعض افترض كسر هذا الصمت عند صدور مراسيم التأليف، هو أن الرياض وواشنطن لم تقولا بعد كلمتيهما في الحكومة الجديدة، كونهما تشكلان مفتاح الانفتاح على العرب والغرب، وعلى التحدث معهما، والتعويل عليهما لدعم لبنان ومساعدته على أكثر من صعيد.
كلتا العاصمتين الكبريين لم تُدلِ بعد بدلوها، ما يضمر غموضاً في الموقف يتجاوز التريث. الذريعة المعلنة في حسبان حكومة دياب أنهما تنتظران ما ستفعله لمعالجة ضائقة الداخل ـ وهو أقل الأهمية بالنسبة اليهما ـ وما ستقدم عليه في خيارات سياستها الخارجية، وهو أكثر ما تعنيهما.
في الغالب، قبل التأليف، اعتادت هاتان العاصمتان بالذات توجيه التحذير علناً تارة من حكومة حزب الله، وطوراً من حكومة تخرج على الإجماع العربي أو على القرارات الدولية أو المحكمة الدولية أو حكومة غير متوازنة. إلا أنهما تؤكدان، بعد صدور المراسيم، إما الدعم المشروط للحكومة الجديدة تبعاً للمتطلبات تلك أو انتظار أفعالها.
أبرز ما يترجم الموقف الإيجابي للرياض دعوة رئيس الحكومة الى زيارتها. ما يحصل اليوم لا يشبه أياً من ذلك كله، إذ تقصر الدولتان الكبريان موقفيهما على الصمت من حكومة دياب الذي يحتمل بدوره أكثر من تفسير: ما لم يصدر موقف سلبي علني، فتلك إيجابية حذرة ومتحفّظة على الأقل.