Warning: exif_imagetype(/home/beirutnews/public_html/wp-content/uploads/2021/11/logo.png): Failed to open stream: No such file or directory in /home/beirutnews/public_html/wp-includes/functions.php on line 3332

Warning: file_get_contents(/home/beirutnews/public_html/wp-content/uploads/2021/11/logo.png): Failed to open stream: No such file or directory in /home/beirutnews/public_html/wp-includes/functions.php on line 3352

Warning: Trying to access array offset on value of type bool in /home/beirutnews/public_html/wp-content/themes/newsbt/includes/ads.php on line 173

Warning: Trying to access array offset on value of type bool in /home/beirutnews/public_html/wp-content/themes/newsbt/includes/ads.php on line 174

الصحف اللبنانية الصادرة 3 اذار 2020

3 مارس 2020
الصحف اللبنانية الصادرة 3 اذار 2020

صحيفة النهار :

دياب ينعى قدرة الدولة على حماية اللبنانيين‎!‎

اذا كان عدّاد ازمة انتشار فيروس كورونا ينبئ اللبنانيين بان عدد الاصابات لا يزال في طور ‏‏”الاحتواء” وان لبنان ليس بلداً موبوءاً لان الاصابات الـ13 المسجلة فيه رسمياً حتى البارحة ‏مصدرها خارجي، فان ذلك لا يعني ان الاطمئنان سيتسلل الى قلوب اللبنانيين في ظل ‏ازمة الثقة الهائلة المتحكمة بهم حيال دولتهم وحكومتهم ومؤسساتهم. فلا ازمة مواجهة ‏فيروس كورونا وفرت للحكومة بعد ثقة الناس بان الاجراءات المتخذة ستكون على مستوى ‏التقديرات الواقعية المتصلة بارتفاع عدد الاصابات المحتملة. ولا الازمة المالية والاقتصادية ‏تتجه نحو مخارج واضحة وشفافة وسريعة في ظل التخبط الذي تظهره الحكومة في بلورة ‏قراراتها المصيرية في شأن الاستحقاقات المالية الضاغطة ولا سيما منها ملف استحقاق ‏‏”الاوروبوندز‎”.‎
‎ ‎
ولعل ما زاد الشكوك والغموض في مجمل المعالجات الرسمية والحكومية المنتظرة ‏موقف مستغرب جديد لرئيس الوزراء حسان دياب أطلقه أمس عشية اقتراب العد العكسي ‏لبت القرار الحكومي في ملف تسديد استحقاق الاوروبوندز او التفاوض لارجائه وهو موقف ‏يعتبر تشكيكياً من الطراز الاول في مآل الدولة ومسارها وأحوالها وقدرتها على مواجهة ‏الازمات وحماية اللبنانيين. واثار هذا الموقف موجة استغراب واسعة اذ بدا خارج كل الاطر ‏المنطقية التي تضع رئيس الوزراء والحكومة في هذه الظروف في ذروة لحظة التحدي ‏لاثبات القدرة على اجتراح المخارج والحلول واعادة ثقة الداخل والخارج ولو بالحد الادنى في ‏القدرات الذاتية للحكومة على اطلاق آليات الانقاذ المالي والاقتصادي. واذ جاء كلام الرئيس ‏دياب ليلقي الظلال على مدى القدرة الحقيقية لحكومته على المضي في التزام موجبات ‏المواجهة اقله وفق ما تعهدت به في بيانها الوزاري الذي لم يجف حبره الطري بعد، فان ‏التساؤلات التي أثارها موقف دياب المشكك في الدولة بلغت حدود التشكيك في ديمومة ‏الحكومة نفسها والابعاد التي تقف وراء موقف رئيسها.كما ان بعض الجهات السياسية ‏اثارت احتمال ان يكون موقف دياب هادفاً ضمناً الى الايحاء بضيق قدرة حكومته على اتخاذ ‏القرارات اللازمة مالياً في ظل الوصاية الحزبية والسياسية عليها، لكن هذه الجهات انتقدت ‏بحدة موقف دياب ورأت ان كلاما مثل كلامه البارحة يعرضه للمساءلة الفورية ومطالبته ‏بالاستقالة ما دام يوحي بتبريرات مسبقة لاخفاقات حكومته‎.‎
‎ ‎
واللافت ان دياب عبّر عن امام أعضاء السلك القنصلي الفخري الذي زاره برئاسة عميد ‏السلك جوزف حبيس، فقال إن “الحكومة اختارت أن تحمل كرة النار، وهي تعمل على ‏تخفيف لهيبها كي لا تحرق التراب، بعدما أحرقت الاخضر واليابس”، مشيراً الى أن “الأيام ‏المقبلة ستشهد حسم النقاش لاتخاذ قرار مفصلي لهذه الحكومة، وهو قرار حساس ودقيق، ‏ندرسه بعناية شديدة لأنه يشكل محطة مهمة نحو رسم معالم لبنان المقبل‎”.‎
‎ ‎
وأضاف: “بكل أسف، الدولة اليوم في حالة ترهل وضعف إلى حدود العجز، والوطن يمر ‏بمرحلة عصيبة جداً، واللبنانيون قلقون على حاضرهم ومستقبلهم، والخوف يتمدد من ‏الوضع المالي إلى الأوضاع الاقتصادية والواقع الاجتماعي والظروف المعيشية، وصولا إلى ‏الهموم الصحية الداهمة (…) بكل صراحة، لم تعد هذه الدولة، في ظل واقعها الراهن، ‏قادرة على حماية اللبنانيين وتأمين الحياة الكريمة لهم. وبكل شفافية، فقدت هذه الدولة ‏ثقة اللبنانيين بها. وبواقعية، تراجع نبض العلاقة بين الناس والدولة إلى حدود التوقف ‏الكامل. اليوم نحن أمام معضلات كبرى، بينما آليات الدولة لا تزال مكبلة بقيود طائفية ‏صدئة، وجنازير فساد محكمة، وأثقال حسابات فئوية متعددة، وفقدان توازن في الإدارة، ‏وانعدام رؤية في المؤسسات‎”.‎
‎ ‎
وخلص الى القول: “تعلم هذه الحكومة أن حملها ثقيل، ومهمتها معقدة، لكننا مصممون ‏على تفكيك هذه التعقيدات، وعلى الانتقال بلبنان إلى مفهوم الدولة، ومعالجة المشكلات ‏المزمنة. لا خيار أمامنا إلا السير على طريق الجلجلة، مهما كان الوجع، لأن الخيارات الأخرى ‏هي أخطر بكثير‎”.‎
‎ ‎
ثم أعلن دياب لدى استقباله المجلس الوطني للاعلام ان “معالجة موضوع “الاوروبوند” ‏سيُتخذ يوم الجمعة أو السبت، بقرار نهائي يحفظ حقوق المودعين الصغار ومتوسطي ‏الحال ويحفظ مصلحة لبنان‎”.‎
‎ ‎
وما يسترعي الانتباه أن المكتب الاعلامي للرئيس دياب عاد وأصدر ليلاً بياناً هاجم فيه ما ‏وصفه بـ”الاوركسترا التي تلجأ مجدداً الى التزوير واجتزاء الحقائق للتشويه والتحريض” وقال ‏البيان إن رئيس الوزراء “صارح الناس بواقع وحقائق عن نظرة الناس الى الدولة لكنه قال ‏بالفم الملآن تكراراً واصراراً إنه سيحمل مع الحكومة كرة النار وإنه مصمّم على معالجة ‏المشكلات المزمنة‎”.‎
‎ ‎
غير ان السرايا بدت أمس كخلية نحل، للبحث في الاستحقاقات المالية.وعقد بعد الظهر ‏اجتماع موسع ضم دياب ورئيس واعضاء جمعية المصارف وحاكم مصرف لبنان رياض ‏سلامة في حضور وزراء المال غازي وزني والصناعة عماد حب الله والاقتصاد راوول نعمة ‏والاشغال ميشال نجار وخصص للبحث في استحقاق “الاوروبوند‎”.‎
‎ ‎
واذ أكدت مصادر مقربة من وزير المال أن قرار الدفع غير وارد وكذلك قرار التقسيط ‏و”لتدفع المصارف إن أرادت ذلك”، صرّح الحاكم رياض سلامة، بعد انتهاء اجتماع مالي أول ‏ضمه في السرايا الى الرئيس دياب والوزير وزني ووزير المال السابق علي حسن خليل، بان ‏من غير الوارد المس باحتياط الذهب، موضحاً أن لا قرار له في “اليوروبوندز”، والقرار تتخذه ‏الحكومة‎.‎
‎ ‎
أما الوزير السابق علي حسن خليل، فقال: “اننا كنا ومازلنا ملتزمين خيار عدم الدفع في ‏سندات الدين وفوائدها على حساب حقوق المودعين‎”.‎
‎ ‎
وفي خطوة اثارت تساؤلات عن مدى جديتها وجدواها عملياً وليس شكلياً فقط، بدأ المدعي ‏العام المالي القاضي علي ابرهيم وخمسة محامين عامين التحقيق مع عدد من المسؤولين ‏عن المصارف وحققوا امس مع 14 منهم. وتناولت التحقيقات التحويلات المالية الى الخارج ‏في فترة مطلع الانتفاضة والفترة التي سبقتها. وستستكمل التحقيقات تباعاً‎.‎
‎ ‎
‎13 ‎اصابة
‎ ‎
في غضون ذلك، ارتفع عدد الاصابات في لبنان بفيروس كورونا الى 13 ومجملها منقول ‏بعدوى من ايران. وتحدثت معلومات عن وضع خطير لاحد المصابين من جنسية ايرانية لانه ‏كان يعاني قبل اصابته مرضاً مزمناً. وليل أمس وصلت طائرة إيرانية جديدة الى مطار ‏رفيق الحريري الدولي آتية من مدينة مشهد الإيرانية، على متنها 178 راكباً. واتخذ الفريق ‏الطبي التابع لوزارة الصحة العامة التدابير والإجراءات الوقائية اللازمة للركاب. كما تمت ‏تعبئة الاستمارات الخاصة بهم، من دون تسجيل أي أعراض مرضية بينهم‎.‎
‎ ‎
واعلنت وزارة الصحة العامة، في بيان، “تسجيل ثلاث حالات مثبتة مخبرياً مصابة بفيروس ‏كورونا المستجد‎ COVID-19‎، وهي لأشخاص مخالطين لمصابين سابقين وكانوا موضوعين ‏في الحجر الصحي، وهم حاليا موجودون في غرف العزل في مستشفى الحريري الحكومي ‏الجامعي وحالتهم مستقرة‎”.‎
‎ ‎
وفيما استمر المطار في استقبال الوافدين اللبنانيين والأجانب الحاملين إقامة حصراً من ‏البلدان الموبوءة بدا أن الارتباك هو سيد الموقف، إذ يستمر توافد اللبنانيين القادمين من ‏إيران عبر مطار دمشق الدولي ايضا الى نقطة المصنع من دون تدقيق جدي في وضعهم ‏باستثناء قياس الحرارة والطلب منهم اتخاذ اجراءات عزل ذاتي في المنزل اذا تبينت أعراض ‏للفيروس‎.‎
‎ ‎
كما ان طائرة وصلت مساء أمس من ميلانو في ايطاليا ونقلت 80 راكبا واتخذت الاجراءات ‏نفسها بفحص حرارة الركاب وتعبئة استمارات قبل ان ينتقلوا الى منازلهم. والمفارقة أن ‏تغريدة وزير الصحة حمد حسن جاءت لتؤكد الارتباك حين حمل الاعلام مسؤولية “كي لا ‏يتحول مفبركو الشائعات ومنظرو العلوم إلى أبطال في عالمهم الإفتراضي، يرهبون من ‏دون رحمة أو حساب”. وأشار حسن إلى “بدء العمل على تقليص الرحلات من إيران وايطاليا ‏عن طريق جمعها من خلال السماح فقط للمواطنين اللبنانيين بالعودة الى وطنهم والى ‏الأجانب الذين يحملون إقامة شرعية صالحة‎”.‎

صحيفة الديار :

‎كورونا” لا يزال في مرحلة “الاحتواء” ودياب “اليائس” “ينعى” الدولة ‎”‎التخبط” مستمر في ملف “اليوروبوندز”: رئيس الحكومة لا يمانع الدفع‎.. ! غياب القرار السياسي يمنع المحاسبة عن المصارف.. وبري “مستاء” نفطيا‎ ‎

لا تزال المواجهة مع “فيروس” كورونا مفتوحة على كل الاحتمالات والمفاجآت مع الارتفاع ‏المضطرد للمصابين بمعدل ثلاث اصابات يوميا في لبنان، فيما الاصابات الجديدة المسجلة ‏في جميع أنحاء العالم تجاوزت بنحو تسعة أضعاف الاصابات في الصين خلال 24 ساعة، ‏وفي هذا السياق لا يزال لبنان في مرحلة “الاحتواء” لا “الانتشار”. في هذا الوقت لا يزال ‏الصراع الداخلي المعلن منه،” والمكبوت” على خيارات لبنان المستقبلية اقتصاديا مستمراً، ‏في ظل “كباش” مفتوح داخل الحكومة وخارجها على افضل السبل لمحاولة الخروج من ‏حالة “الموت السريري” الذي تمر به البلاد، ما دفع رئيس الحكومة حسان دياب الى ‏‏”اليأس” والاعلان عن عدم قدرة الدولة على حماية المواطنين، في وقت لا يزال “التردد” ‏هو السمة السائدة حيال دفع “استحقاق اليوروبوندز”، وسط معلومات عن تراجع دياب عن ‏موقفه المتشدد من الامتناع عن الدفع، ما يفتح “الباب” مجددا امام كل الخيارات ‏‏”الصعبة”، في وقت لا تزال الاجراءات قاصرة عن محاسبة جدية للمصارف التي قدمت ‏مطالعات قانونية امس امام القضاء لتبرير كل اجراءاتها التي تسببت بالازمات المتلاحقة ‏في البلاد‎..‎

ووفقا لاوساط سياسية مطلعة، فأن اعلان رئيس الحكومة بان القرار سيتخذ بين يومي ‏الجمعة والسبت المقبلين، اي قبل يومين من موعد الاستحقاق، لا يعني ان القرار الحاسم ‏قد اتخذ حيال كيفية التعامل مع دفع “اليوروبوندز”، حيث لا يزال المستشارون الماليون ‏والقانونيون المعينيون من قبل الحكومة يجرون محادثات مع حملة الديون المقومة بالدولار ‏في شأن إعادة الهيكلة لكنهم لم يتوصلوا إلى اتفاق حول إعادة هيكلة منظمة‎”.‎

التردد مستمر‎..‎
ولفتت تلك الاوساط، الى ان الاجتماع الذي عقد بعد ظهر امس في السراي، والذي ضم ‏دياب ورئيس واعضاء جمعية المصارف وحاكم مصرف لبنان رياض سلامة في حضور وزراء ‏المال غازي وزني والصناعة عماد حب الله والاقتصاد راوول نعمة والاشغال ميشال نجار، لم ‏يصل الى تفاهم حيال الموقف من السندات في ظل استمرار التباين بين موقفي الحاكم ‏والمصارف اللذين يحذران من خطوة التخلف وانعكاساتها السلبية وموقف وزني الحاسم ‏والمفاجىء في تشدده، بعدما كان ابدى ليونة في وقت سابق، حيث تم ابلاغ المعترضين ‏بان قرار الدفع غير وارد، وكذلك قرار التقسيط، وقد وصلت الامور خلال اللقاء الى مبادرة ‏وزير المال الى دعوة صفير للتسديد من اموال المصارف، اذا كان يرى مصلحة في ذلك، ‏ولفت كلامه ان فريقه السياسي متمسك بخيار عدم الدفع في سندات الدين وفوائدها على ‏حساب حقوق المودعين‎..‎

هل تراجع دياب؟
في المقابل، كان لافتا خلال اللقاء تراجع دياب عن تشدده ازاء الامتناع عن الدفع، وقد ابدى ‏‏”ليونة” ملفتة ازاء تحذيرات سلامة، وصفير، من التداعيات المحتملة على “صورة” لبنان، ‏وقد اشار الى ان لا قرار حكومياً حاسماً في هذا السياق بعد، ولمح الى امكانية سداد ‏استحقاق آذار والتفاوض على الاستحقاقات المقبلة، اذا فشل التفاوض مع الدائنين‎..‎
وكان دياب واضحا في مقاربته بوصفه القرار بالمصيري والخطير، مشددا على انه سيراعي ‏مصلحة القطاع المصرفي ولن يساهم في انهياره، كما سيراعي ايضا مصلحة المودعين ‏الكبار والصغار‎…‎

‎”‎تساؤلات” مشككة‎..‎
وكانت لدياب تساؤلات عن تداعيات التخلف عن السداد دون تفاوض، وقال هل سيضعنا ‏هذا الامر حكما امام ابواب صندوق النقد والاستعانة به؟ وفي حال قررنا الدفع، هل ‏سنتمكن من تمويل القطاعات الاساسية التي يدعمها المصرف المركزي؟ وماذا ايضا عن ‏احتمال التضييق الاضافي الذي يمكن ان يتعرض له المودعون في عمليات سحب اموالهم ‏من المصارف؟ وهل ستمتنع عن الدفع بالدولار؟ …وخلال الاجتماع تساءل صفير عن طبيعة ‏الخطة الإقتصادية؟ ولماذا لم تبصر النور بعد؟

من جهته، اشار سلامة، بعد انتهاء اجتماع ضمه في السراي الى الرئيس دياب والوزير وزني ‏ووزير المال السابق علي حسن خليل، انه من غير الوارد المس باحتياطي الذهب، وفي ‏تعبير واضح عن عدم رضاه على قرارات الحكومة، اذا ما قررت عدم التسديد، اوضح الا قرار ‏له في دفع سندات “اليوروبوندز”، والقرار تتخذه الحكومة‎.‎

لماذا حضر خليل؟
اما عن اسباب حضور خليل للاجتماعات، فقد اوضحت مصادر مطلعة ان حضوره ليس ‏تعبيرا عن “الوصاية” المستمرة على وزارة المال من قبل حركة امل، وانما حضوره جاء ‏كممثل لرئيس مجلس النواب نبيه بري الذي له دور ورأي حاسمين في الاستحقاقات ‏المقبلة‎..‎

بري مستاء؟
ولفتت تلك الاوساط، الى ان حضور بري سيتعزز في كل نواحي القرارات المصيرية، وهو ‏لن يتأثر بمحاولة البعض “لتهميشه” خصوصا ما حصل مؤخرا في ملف التنقيب عن النفط ‏والغاز، حيث حاول رئيس الجمهورية ميشال عون “قطف” “الثمار” وحده، وقد تفاجىء بري ‏بحضوره مع رئيس الحكومة في منصة الحفر، وذلك دون الالتفات الى دوره الرئيسي في ‏هذا الملف، وهو عبّر امام زواره عن “امتعاضه” من تغييبه المقصود، وهو يعتبر ان هذه ‏‏”الحركات” لن تغير من الوقائع شيئا ولن تطمس دوره في هذا الاطار‎
..‎
من يحمي اللبنانيين؟
وفي كلام مثير للقلق، اكد دياب ان هذه الدولة، في ظل واقعها الراهن، لم تعد قادرة على ‏حماية اللبنانيين وتأمين الحياة الكريمة لهم، وحذر امام السلك القنصلي من صعوبة ‏الاوضاع، ولفت الى أن الحكومة اختارت أن تحمل كرة النار، وهي تعمل على تخفيف لهيبها، ‏كي لا تحرق التراب، بعدما احرقت الاخضر واليابس، مشيرا الى ان الدولة مكبّلة بقيود ‏طائفية صدئة وجنازير فساد محكمة. واضاف “بكل شفافية، فقدت هذه الدولة ثقة ‏اللبنانيين بها. وبواقعية، تراجع نبض العلاقة بين الناس والدولة إلى حدود التوقف الكامل. ‏اليوم نحن أمام معضلات كبرى‎”.‎

‎”‎احباط” رئيس الحكومة
ووفقا لزوار دياب، فان دياب يشعر “بالضغط” “والاحباط”، لان الخلافات عميقة جدا حيال ‏كل شيء في البلاد، والمطلوب منه “تدوير الزوايا” في وقت لا يملك فيه ترف الوقت، ‏ويرغب بمساندته لاتخاذ قرارات حاسمة، بينما ينهار كل شيء حوله، وهو يشعر ان ثمة ‏‏”حصاراً” داخلياً وخارجياً يريد دفع البلاد نحو “حضن” الصندوق الدولي في وقت لا يمكن ‏للبنان تحمل رفع التعرفة الكهربائية، والخصخصة، وترشيق القطاع العام، وغيرها من ‏الشروط التي ستتسبب بانهيار البلد، بينما ترفض قطاعات اساسية تتمتع بحمايات سياسية ‏دفع نصيبها من “التفليسة‎”…‎

هل تتم محاسبة المصارف؟
وفيما استمع النائب العام المالي القاضي علي إبراهيم والمحامون العامون الماليون، إلى ‏رئيس جمعية المصارف سليم صفير ورؤساء مجالس الإدارة وممثلين لـ 14 مصرفا لبنانيا، ‏حول موضوع تحويل الأموال إلى الخارج، بعد السابع عشر من تشرين الأول الماضي، والتي ‏قاربت 2.3 مليار دولار أميركي وملفات مالية أخرى من ضمنها بيع سندات “اليوروبوندز”، ‏اكدت اوساط معنية بهذا الملف الى ان هذا الامر يحتاج الى قرار سياسي كبير، لم يتبلور ‏بعد، لكي تصل هذه التحقيقات الى “خواتيم سعيدة، فالنتائج الاولية للتحقيقات تشير الى ‏ان لا مخالفات قانونية تذكر في الاجراءات التي قامت بها المصارف، لان القوانين المرعية ‏الاجراء لا تمنع التحويلات، ولا تمنع ايضا بين سندات “اليوروبوندز”، ولا يمكن اتخاذ اي ‏اجراءات بحق هؤلاء لمحاسبتهم على تصرفات لا “اخلاقية” تضر بالمصلحة الوطنية، دون ‏غطاء سياسي، سيؤدي في حال توفره الى “انقلاب” في المشهد العام في البلاد، خصوصا ‏ان المحاسبة الاخلاقية لا يمكن ان تتوقف عند حدود محاسبة المصارف المتورطة، بل لا بد ‏ان يطال كل من هرب امواله الى الخارج من السياسيين، ولا يبدو حتى الان ان ثمة قراراً ‏‏”بقلب الطاولة” في ظل استمرار حكم “الزبائنية” السياسية المتشعبة بعلاقات تمتد الى ‏كافة مفاصل الدولة
‎..‎
التوسع في التحقيقات‎..!‎
وعلم في هذا السياق، ان التحقيقات سوف تتوسع لتشمل عدم تمكين المودعين من ‏السحب بالدولار من حساباتهم ووقف عمليات التحويل إلى الخارج للمودعين كافة، والتثبت ‏مما إذا كانت المصارف التزمت بزيادة رأسمالها لدى مصرف لبنان، إضافة إلى موضوع ‏الهندسات المالية، وبعد ان يستكمل القاضي إبراهيم تحقيقاته خلال هذا الأسبوع، سيطلع ‏النائب العام التمييزي القاضي غسان عويدات على نتائج التحقيقات لاتخاذ الإجراءات ‏المناسبة، مع العلم ان الكثير من علامات الاستفهام، لا تزال دون اجوبة حول ابطال محاكم ‏التمييز لقررات قضائية كان قد ربحها مودعون ضد مصارف امتنعت عن دفع اموالهم‎…!‎

‎”‎كورونا” والمزيد من الاصابات
في غضون ذلك، يواصل “فيروس” كورونا بالتمدد على نحو “مضبوط” بسقف الثلاث ‏حالات يوميا، اعلنت وزارة الصحة عن 3 اصابات جديدة سجلت امس في مستشفى رفيق ‏الحريري، لتصبح الحالات الموثقة 13 حالة، فيما أقفلت المدارس والجامعات ابوابها واتخذت ‏سلسلة اجراءات في مختلف الاماكن العامة القضائية والرسمية والشعبية تفاديا لتفشي ‏الفيروس. وقد وصلت طائرة قادمة من ايطاليا على متنها لبنانيون غادروا المطار بعدما ‏تبين عدم اصابتهم بالفيروس، وقد وصلت طائرة اخرى مساء من مدينة مشهد الايرانية وقد ‏جرى فحص الركاب داخل الطائرة، ولم يتبين وجود مصابين على متنها… وتحسبا لمزيد من ‏الاصابات تم فتح قسم جديد في مستشفى رفيق الحريري
‎…‎
وأعلن مستشفى رفيق الحريري الجامعي أنه “استقبل خلال الـ24 ساعة الماضية 41 حالة ‏في قسم الطوارىء المخصص لاستقبال الحالات المشتبه بإصابتها بفيروس كورونا ‏المستجد، خضعت كلها للكشوف الطبية اللازمة، واحتاج 23 منها إلى دخول الحجر الصحي، ‏استنادا إلى تقييم الطبيب المراقب، فيما تلتزم البقية الحجر المنزلي” والحالات الثلاث التي ‏تم تشخيصها امس كانت على احتكاك مباشر مع المريض الذي ادخل منذ أيام، وهو من ‏التابعية السورية. وما زالت حالة المريض المصاب بالفيروس المستجد من التابعية الايرانية ‏حرجة، في حين أن وضع باقي المصابين مستقر‎”…‎

وأشار التقرير إلى أن “فحوصا مخبرية أجريت ل44 حالة، جاءت نتيجة 41 منها سلبية، و3 ‏حالات إيجابية. وغادر اليوم 11 شخصا كانوا متواجدين في منطقة الحجر الصحي في ‏المستشفى، بعد أن جاءت نتيجة الفحص المخبري سلبية، وذلك بعد توصيتهم بالإقامة تحت ‏منطقة الحجر الصحي المنزلي، حيث تم تزويدهم بكل الإرشادات وسبل الوقاية اللازمة، ‏وفقا لتوجيهات منظمة الصحة العالمية”… بدوره، أعلن نقيب أصحاب المستشفيات ‏الخاصة سليمان هارون عن اجتماعات مكثفة تعقد بهدف تقسيم الأدوار بين القطاعات ‏الصحية لمواجهة فيروس “كورونا”، مؤكداً أن “المستشفيات الخاصة في صلب المعركة ‏ضد الفيروس القاتل‎”‎

التواصل مع دمشق
وفي خطوة هي الاولى من نوعها، التقى وزير الشؤون الإجتماعية والسياحة رمزي ‏المشرفية خلال زيارة قام بها صباح امس إلى سوريا، وزراء الإدارة المحلية والبيئة حسين ‏مخلوف، الشؤون الإجتماعية والعمل ريما القادري والسياحة محمد رامي مرتيني.. وعرض ‏المشرفية خلال اللقاء مع الوزير مخلوف، المكلّف بملف النازحين من قبل الدولة السورية، ‏والوزيرة القادري، المعنيّة بالشق الإجتماعي وكيفية تحقيق شبكة أمان إجتماعي تساهم ‏بعودة النازحين..ووفقا لاوساط وزارية فان هذه الخطوة لن تكون يتيمة وحصلت بالتنسيق ‏مع رئيس الحكومة الذي يشجع على ضرورة رفع مستوى العلاقات مع سوريا لما فيه ‏مصلحة البلدين، وقد تم التداول بهذه الخطوة مع السفير السوري الذي زار دياب الاسبوع ‏الماضي ووعد بالمساعدة في هذا الملف

صحيفة اللواء :

 دياب ينتظر المفاوضات مع حملة السندات.. ويجدِّد السجال مع “الأوكسترا‎”‎ القضاء يدخل “حرم المصارف”: أسئلة حول التحويلات والتهريب وعدم المساواة وتجارة ‏‏”اليوروبوندز‎”‎

: أمضت الحكومة ما يُمكن اعتباره ثلث الفترة الزمنية التي طلبتها (100 يوم) لبدء المحاسبة ‏أو المعاقبة، أو حيازة الثقة الشعبية، وهي تدرس وتبحث، وتجتمع وتتحفز، في وقت تمضي ‏الأسعار، وسعر صرف الدولار بالإنهيار والارتفاع، فيما هجوم “الكورونا” الجرثومي يكشف ‏عجز الاستعداد “الصحي” وتتراكم مؤسسات السياحة والصناعة الآخذة بالأفول والإقفال، ‏في وقت استمع فيه المدعي العام المالي القاضي علي إبراهيم لرؤساء وأعضاء مجالس ‏إدارة عدد من المصارف حول تهريب أموال إلى الخارج، وعدم حفظ أموال المودعين الذين ‏يطالبون باستعادتها‎”.‎
وفي خضم هذا الاضطراب، قال الرئيس حسان دياب ان “الايام القليلة المقبلة ستشهد ‏حسم النقاش لاتخاذ قرّار مفصلي” كاشفاً ان “معالجة موضوع اليورويوندز سيتخذ الجمعة ‏أو السبت بقرار يحفظ حقوق المودعين الصغار والمتوسطي الحال‎”.‎
وفي الوقت الذي كانت الاجتماعات تعقد بين الرئيس دياب والهيئات المالية والاقتصادية ‏للتفاهم على الخطوة، التي تتجه بدفع استحقاق 9 آذار، والتريث بالاستحقاقين الباقيين، في ‏نيسان وتموز، وكان زوّار السراي الكبير ينقلون عن رئيس مجلس الوزراء تأكيده انه اختار أن ‏تحمل حكومته كرة النار، كي لا تحرق الأخضر واليابس، واصفاً القرار بشأن “اليوروبوند” بأنه ‏‏”حساس ودقيق، ويشكل محطة هامة نحو رسم معالم لبنان المقبل‎”.‎
انتهى يوم الانتظارات والآمال، ببيان صدر عن المكتب الإعلامي للرئيس دياب يتهم ما ‏وصفه بـ”الاوركسترا نفسها بالتزوير واجتزاء الحقائق للتشويه والتحريض.. لأنها تريد ‏الاستمرار بتدمير ما تبقى من ركائز الدولة” كي تحمي نفسها وتستبيح البلد.. لكن الدولة ‏القانون ستقوم‎.‎
كل ذلك بانتظار نتائج محادثات “المستشارين الماليين والقانونيين مع حملة الديون ‏المقومة بالدولار، بشأن إعادة الهيكلة من دون التوصّل إلى اتفاق‎”.‎
قرار “اليوروبوند” بين الجمعة والسبت
وكان رئيس الحكومة حسان دياب، باشر اجتماعاته التي كشفت عنها “اللواء” أمس، وتستمر ‏خلال الأيام المقبلة، من أجل اتخاذ القرار بشأن تسديد أو تأجيل تسديد سندات “اليوروبوند”، ‏والذي ينتظر الإعلان عنه بين يومي الجمعة والسبت المقبلين، أي قبل يومين من موعد ‏الاستحقاق، (كما ذكرت “اللواء” أمس)، بحسب ما نقل رئيس المجلس الوطني للاعلام عبد ‏الهادي محفوظ عن الرئيس دياب، على ان يحفظ القرار النهائي حقوق المودعين الصغار ‏ومتوسطي الحال ويحفظ مصلحة لبنان‎”.‎
اما الرئيس، فقد أبلغ أعضاء السلك القنصلي الذين التقاهم قبل ذلك في السراي، بأن ‏‏”القرار سيكون مفصلياً”، واصفاً اياه بأنه “قرار حسّاس ودقيق ندرسه بعناية شديدة، لأنه ‏يُشكّل محطة هامة نحو رسم معالم لبنان المقبل‎”.‎
ولم يزد رئيس الحكومة على هذه النقطة أكثر من ذلك، لكن المراقبين استوقفتهم مقاربته ‏لوضع الدولة، لا سيما قوله: “انها وبكل صراحة لم تعد قادرة على حماية اللبنانيين وتأمين ‏الحياة الكريمة لهم”، وانها “فقدت ثقة اللبنانيين بها..” و”تراجع نبض العلاقة بين النّاس ‏والدولة إلى حدود التوقف الكامل”، لافتاً إلى ان “آليات الدولة ما تزال مكبلة بقيود طائفية ‏صدئة، وجنازير فساد محكمة، واثقال حسابات فئوية متعددة، وفقدان توازن في الإدارة، ‏وانعدام رؤية في المؤسسات‎”.‎
وفي تقدير هؤلاء المراقبين، ان الرئيس دياب أراد تكبير صورة الهريان في الدولة وتعظيم ‏ضعفها إلى حدود العجز عن حماية الناس من أجل تعظيم كرة النار التي تحملها حكومته ‏وانها “تعمل على التخفيف من لهيبها كي لا تحرق التراب بعد ان احرقت الأخضر واليابس”، ‏وبالتالي الوصول إلى الخاتمة التي ارادها وهي انه “ليس من خيار امامنا الا السير على ‏طريق الجلجلة مهما كان الوجع‎”.‎
ومساءً، ردّ مكتبه الإعلامي على ردود الفعل التي أثارها كلامه عن “ضعف الدولة عن حماية ‏اللبنانيين”، معيداً إلى الأذهان عبارة “الاوركسترا” التي رددها قبل الجلسة الأخيرة لمجلس ‏الوزراء‎.‎
وقال المكتب الإعلامي للرئيس دياب في بيان ان هذه “الاوركسترا” نفسها لجأت إلى ‏التزوير واجتزاء الحقائق للتشويه والتحريض، وللأسف، فإنّ البعض ينجرف، طوعاً أو جهلاً، ‏فيُصدر مواقف تدلّ عن سوء نيّة أو عن تواطؤ أو عن ببغائية في ترداد ما يسمع من دون ‏أن يقرأ‎”.‎
واضاف: “إنّ رئيس مجلس الوزراء صارح الناس بواقع وحقائق عن نظرة الناس إلى الدولة، ‏لكنّه قال بالفم الملآن، تكراراً وإصراراً، أنه سيحمل مع الحكومة كرة النار، وأنّه مصمّم على ‏معالجة المشكلات المزمنة وعلى الإنتقال بلبنان إلى مفهوم الدولة‎.‎
إنّ الأوركسترا نفسها يبدو أنّها انتبهت أنّ مفهوم الدولة لا يناسبها لأنّها تريد الإستمرار ‏بتدمير ما تبقى من ركائز الدولة كي تحمي نفسها وتستبيح البلد. لكن دولة القانون ستقوم ‏حتماً، دولة المواطن الذي يدفع اليوم ثمن تدمير الدولة‎”.‎
ممنوع المس بالذهب
أما أبرز تلك الاجتماعات التي انعقدت في السراي، كان اجتماع الرئيس دياب مع أعضاء ‏جمعية المصارف وحاكم مصرف لبنان رياض سلامة، في حضور وزراء المال غازي وزني، ‏والصناعة عصام حب الله، والاقتصاد راؤول نعمة والاشغال ميشال نجار، وشارك في جزء ‏منه وزير المال السابق النائب علي حسن خليل، ووصف الاجتماع بأنه حاسم في تحديد ‏الموقف من السندات‎.‎
واكد سلامة، بعد انتهاء الاجتماع “انه من غير الوارد المس باحتياطي الذهب، موضحا ألاّ ‏قرار له بموضوع “اليوروبوند” والقرار تتخذه الحكومة.فيما نقل عن حسن خليل قوله انه ‏حضر بصفة استشارية وممثلا للرئيس نبيه بري. وان موقفه هو عدم دفع السندات الان‎.‎
وقال الوزير وزني بعد الاجتماع ان التوجه هو لعدم دفع الاستحقاق نظرا لاوضاع لبنان ‏الاقتصادية والمالية المعروفة، والقرار سيتخذ خلال ايام قليلة‎.‎
وأوضحت مصادر السراي الحكومي ان الهدف الاستراتيجي للرئيس حسان دياب, هو وضع ‏الدين العام على سكة المعالجة وليس فقط استحقاق اليوروبوند في اذار او حتى استحقاق ‏العام 2020‏‎.‎
وبحسب المصادر فان اي قرار سيكون مصيريا وخطيرا وحساسا وسيراعي حتما جملة من ‏الاعتبارات: مصلحة القطاع المصرفي حرصا على عدم انهياره، مصلحة المودعين الكبار ‏والصغار، الظروف الاجتماعية على مختلف مستوياتها‎.‎
وأكدت المصادر ان لا شيء محسوما بعد، وأنه اذا كان التوجه للتفاوض حول ديون لبنان ‏فهناك رأي مرجح بسداد استحقاق اذار والتفاوض على ما بعد اذار، اي على اجمالي الدين‎.‎
وفي السياق، نقلت “رويترز” عن مصدر مقرّب من الحكومة اللبنانية، قوله ان المستشارين ‏الماليين والقانونيين للبنان يجرون محادثات مع حملة الديون المقومة بالدولار في شأن ‏إعادة الهيكلة لكنهم لم يتوصلوا إلى اتفاق‎.‎
وقال المصدر: “يعملون ليلا ونهارا” للتوصل إلى اتفاق في شأن إعادة هيكلة منظمة”، ‏مضيفا أنه سيجري الإعلان عن قرار لبنان في شأن السندات الدولية المستحقة في التاسع ‏من آذار بحلول السابع من الشهر الجاري. وقالت مصادر، نقلا عن بيانات “بلومبرغ نيوز” ‏حتى نهاية 2019، إن مجموعة أشمور لإدارة الاستثمار في الأسواق الناشئة جذبت الانتباه ‏في لبنان بتجميعها أكثر من 25 في المئة من الديون السيادية البالغة 2.5 مليار دولار ‏المستحقة في 2020، بما في ذلك في استحقاق التاسع من آذار البالغ 1.2 مليار دولار‎.‎
الى ذلك، علمت “اللواء” ان الرئيس دياب سيقوم بعد اتخاذ القرار حول السندات وتلقي ‏نتائجه، بجولة عربية واوروبية يستهلها بزيارة دول الخليج العربي ودول عربية اخرى ربما ‏تكون من بينها مصر، ثم يزور فرنسا. ويُرتقب ان تكون الجولة اعتباراً من منتصف الشهر ‏الحالي. وتجري دوائر السرايا الاتصالات مع هذه الدول لجدولة برنامج الزيارة‎.‎
ونقل زوار السرايا معلومات مفادها ان دياب سيستفيد من مواقف الدول التي سيزورها ‏والتي اعلنت ان الابواب مفتوحة له ساعة يريد. وان الرئيس دياب مرتاح للجو العربي ‏الدولي المساعد للبنان‎.‎
المصارف امام القضاء: هزّ عصا
وفي سياق متصل، استمع النائب العام المالي القاضي علي إبراهيم والمحامون العامون ‏الماليون، أمس إلى رئيس جمعية المصارف سليم صفير ورؤساء مجالس الإدارة وممثلين لـ ‏‏14 مصرفا لبنانيا، حول موضوع تحويل الأموال إلى الخارج، بعد السابع عشر من تشرين ‏الأول الماضي، والتي قاربت 2.3 مليار دولار أميركي وملفات مالية أخرى من ضمنها بيع ‏سندات اليوروبوند‎.‎
ويستكمل القاضي إبراهيم الاستماع خلال هذا الأسبوع، إلى مسؤولي بقية? المصارف، ‏ويطلع النائب العام التمييزي القاضي غسان عويدات على نتائج التحقيقات لاتخاذ الإجراءات ‏المناسبة‎.‎
وتركز التحقيق على أمور أخرى، أبرزها عدم تمكين المودعين من السحب بالدولار من ‏حساباتهم ووقف عمليات التحويل إلى الخارج للمودعين كافة، والتثبت مما إذا كانت ‏المصارف التزمت بزيادة رأس مالها لدى مصرف لبنان، إضافة إلى موضوع الهندسات ‏المالية وبيع سندات اليوروبوند اللبنانية إلى الخارج‎.‎
ووصفت مراجع قضائية ما جرى أمس على صعيد الاستماع إلى أصحاب ومديري المصارف ‏بأنه عملية “هز عصا” في وجه المصارف، إذ لم تتكون لدى القضاء ان ما قامت به ‏المصارف لجهة بيع سندات “اليوروبوند” يخالف القانون وكذلك الأمر لجهة التحويلات ‏المالية إلى الخارج، ولا سيما بعد 17 تشرين الأوّل، وربما يحتاج تثبيت هذه القناعة، إذا ‏وجدت، المزيد من جمع المعلومات من اصحاب المصارف وجهات الرقابة المالية، ومن ‏جهات دولية معينة، لكن ما جمع حتى الآن لم يسمح بعد بأي مسار لملاحقات قضائية‎.‎
مشرفية في دمشق
سياسياً، كانت المفاجأة، على هذا الصعيد، قيام وزير الشؤون الاجتماعية والسياحة رمزي ‏مشرفية بزيارة خاطفة إلى دمشق استمرت بضع ساعات، التقى خلالها وزراء الإدارة المحلية ‏والبيئة المهندس حسين مخلوف والشؤون الاجتماعية والعمل ريما القادري والسياحة ‏المهندس محمّد رامي مرتيني، وتكمن أهمية الزيارة، بأنها طرحت تساؤلاً حول ما إذا طريق ‏دمشق أصبحت مفتوحة امام باقي وزراء حكومة الرئيس دياب، خصوصاً وانه كان أوّل ‏رئيس حكومة منذ العام 2005 يفتح السراي الحكومي امام السفير السوري‎.‎
وذكرت مصادر مطلعة على الزيارة ان الوزير مشرفية مكلف متابعة ملف النازحين ‏السوريين من قبل الحكومة، وكان من الطبيعي ان يباشر خطوات تنفيذ الشق المتعلق ‏بالنازحين من البيان الوازري، عبر التوفيق بين التنسيق والتعاون مع المنظمات الدولية التي ‏ترعى شؤون النازحين، وبين البلد الام للنازحين اي سوريا، وهذا امر طبيعي، تفرضه ‏المنطلقات الوطنية والمصلحة اللبنانية التي تعمل لها الحكومة في معالجة هذا الملف ‏بعيداً عن المناكفات السياسية‎.‎
واشارت الى ان البحث تناول الخطوات العملية الممكن اتخاذها لتسهيل وضمان عودة آمنة ‏للنازحين وان خطوات التنفيذ ستبحث لاحقاً‎.‎
الحريري لتعامل مرن
في سياق متصل، كان وفد من اتحاد العائلات البيروتية، يزور الرئيس سعد الحريري، ويسمع ‏منه ان “متغيرات حالية ومقبلة حدثت بعد 17 ت1، وأصبح هناك رأي للشباب والمواطنين، ‏وعلينا كأحزاب ومسؤولين ان نستمع لهذه المطالب لأي جهة انتمى هؤلاء، والتحاور ‏والتشاور معهم وصولاً إلى نقاط مشتركة‎”.‎
سأله أحد الحاضرين: عن إمكانية التعامل مع رئيس الحكومة والوزراء كون المصلحة العامة ‏لبيروت، تقتضي ذلك؟ فأجاب التجارب السابقة اكسبتنا خبرة بعدم اتخاذ مواقف حادّة من ‏الحكومة الحالية وسنحكم عليها من خلال ادائها‎.‎
اضاف: المطلوب جمع كل العائلات البيروتية وتفعيل عمل الاتحاد لأن دوره أساسي في ‏بيروت والبدء بالتحضير لمواجهة استحقاقات الانتخابات التي ستجري في العام 2022‏‎.‎
وفي سياق المعالجات، اعتبر كبير المتخصصين في مجال الطاقة في البنك الدولي سامح ‏مبارك ان تسمية مجلس إدارة الكهرباء والهيئة الناظمة تدل على جدية الحكومة في معالجة ‏الكهرباء، وهي تحت المراقبة، داعياً إلى زيادة التعرفة وذلك قبل عودة وفد صندوق النقد ‏الدولي في الأيام القليلة المقبلة‎.‎
‎”‎كورونا” إلى ازدياد
في غضون ذلك، سجل عداد الإصابات بفيروس “كورونا” المزيد من الحالات، بحيث أصبح ‏العدد الإجمالي للمصابين 13 مصاباً، بعدما أعلنت وزارة الصحة عن تسجيل 3 حالات جديدة ‏مثبتة مخبرياً، وهي لأشخاص مخالطين لاحدى الحالات التي تمّ تشخيصها سابقاً، وكانوا في ‏الحجر المنزلي‎.‎
وبحسب النشرة اليومية التي تصدرها مستشفى رفيق الحريري الجامعي، فإن الحالات ‏الثلاث التي تمّ تشخيصها أمس، كانت على احتكاك مباشر مع المريض الذي ادخل منذ أيام ‏إلى المستشفى وهو من التابعية السورية‎.‎
وأوضح التقرير اليومي للمستشفى انه استقبل خلال الـ24 ساعة الماضية 41 حالة في قسم ‏الطوارئ المخصص لهذا الغرض، واحتاج 23 منها إلى دخول الحجر الصحي، استناداً إلى ‏تقييم الطبيب المراقب، فيما التزمت البقية الحجر المنزلي‎.‎
وأشار إلى ان فحوصاً مخبرية اجريت لـ44 حالة جاءت نتيجة 41 منها سلبية و3 حالات ادخلت ‏إلى وحدة العزل و3 حالات إيجابية، وغادر 11 شخصاً كانوا متواجدين في منطقة الحجر ‏الصحي في المستشفى بعد ان جاءت نتيجة الفحص المخبري سلبية‎.‎
ولفت التقرير إلى ان حالة المريض المصاب بالفيروس وهو من التابعية الإيرانية، ما زالت ‏حرجة، في حين ان وضع باقي المصابين مستقر‎.‎
ونفت إدارة المستشفى الاخبار التي تناقلتها بعض وسائل التواصل الاجتماعي حول وضع ‏موظفي في المستشفى في الحجر الصحي للاشتباه باصابته بالفيروس، وأكدت ان الخبر ‏عار عن الصحة، موضحة بأن الإدارة طلبت من الموظف العودة إلى منزله بعد ظهور ‏عوارض رشح حرصاً على سلامة المريض والعاملين، رغم انه ليس على تواصل مع أي من ‏مرضى الكورونا‎.‎
وكانت المدارس والجامعات قد أقفلت أبوابها، التزاماً بقرار وزير التربية، واتخذت سلسلة ‏إجراءات وقائية في مختلف الأماكن العامة والرسمية والقضائية، ولا سيما في قصر عدل ‏بعبدا، تفادياً لتفشي الفيروس، وتم إلغاء الرحلة التي كان من المقرّر وصولها من طهران ‏إلى بيروت عبر مطار رفيق الحريري الدولي، فيما وصلت ليلاً طائرة ثانية آتية من مدينة ‏مشهد وعلى متنها 178 راكباً، سمح لهم بالمغادرة بعد ان أثبتت الفحوصات عدم ظهور ‏اعراض مرضية بينهم، بحسب ما أفادت الوكالة الوطنية للاعلام، والتي أفادت أيضاً بأن ‏الفريق الطبي التابع لوزارة الصحة، على معبر القاع- حمص اشتبه باصابة فتاة آتية من ‏سوريا على متن باص ينقل 30 راكباً، فاتخذ على الفور قراراً بإعادة الباص إلى سوريا، ‏وقامت البلدية على الأثر بتعقيم الممر، على ان تقوم لاحقاً بحملة مماثلة في الأماكن العامة ‏والمدارس والكنائس وحافلات النقل ومخيمات النازحين، وستقيم على مداخل البلدة حواجز ‏لتعقيم السيّارات الداخلة وموزعي المأكولات وحاجيات النّاس‎.‎
احتجاجات على كلام دياب
وعلى صعيد الحراك الشعبي، أفادت غرفة التحكم المروري مساء أمس عن قطع السير ‏على تقاطع برج الغزال- جسر الرينج، من قبل ناشطين في الحراك، فيما اعيد فتح السير ‏على اوتوستراد الجية بالاتجاهين، كما اعيد فتح السير على طريق عام البحصاص- طرابلس، ‏وتقاطع المدينة الرياضية – الكولا‎.‎
وتردّد ان الدافع للتحرك كان للاحتجاج على كلام رئيس الحكومة، بأن الدولة لم تعد قادرة ‏على حماية اللبنانيين، وكذلك لتوقيف مخابرات الجيش في صيدا أحد الناشطين في ‏المدينة، حيث ما لبثت ان أطلقت سراحه
صحيفة الأخبار :
 ‎ثلاثي أمل ـ حزب الله ـ الوطني الحرّ يدعم عد م دفع الدين العام المصارف تعلن الحرب على “إعادة الهيكلة‎”‎
 لم يعد الحديث عن إعادة هيكلة الدين العام محرّماً، بل إن القوى الكبرى في ‏البلاد باتت ترى في هذا الخيار حلّاً وحيداً لمعالجة أزمة الدين العام. لكن ‏يبدو أن الطريق نحو هذا الخيار لن يكون سهلاً، وخاصة أنّ تجمّعاً مصرفياً ‏أعلن الحرب عليه، بذرائع تقنيّة وقانونيّة، مطالباً بسداد الديون

للمرّة الأولى، يبدو البحث في إعادة هيكلة الدين العام اتجاهاً جديّاً لدى القوى السياسية الممثّلة في الحكومة ورئيسها ‏حسان دياب. فمع اقتراب موعد استحقاق سندات اليوروبوندز مطلع الأسبوع المقبل، تتسارع النقاشات في السرايا ‏الحكومية، ولا سيّما اجتماع أمس، الذي حفل بنقاش مهم لحلّ أزمة الدين العام والاستحقاقات المتتالية، في اتجاه ‏واضح نحو إعادة الهيكلة الكاملة للدين العام وليس عبر إعادة الجدولة وحسب. وحضر الاجتماع، أمس، إلى جانب ‏رئيس الحكومة، أعضاء جمعية المصارف وحاكم مصرف لبنان رياض سلامة، وزراء: المال غازي وزني، ‏الصناعة عصام حب الله، الاقتصاد راوول نعمة، الأشغال ميشال نجار ووزير المال السابق علي حسن خليل‎.‎
وفيما من المتوقّع أن تستمر الاجتماعات في السرايا وتستكمل اليوم وخلال الأيام المقبلة للوصول إلى خطّة ‏واضحة قبل نهاية الأسبوع، تخلّل الاجتماع نقاشات مهمة، أعلن خليل خلالها موقف حركة أمل وحزب الله ‏والتيار الوطني الحرّ، على ضوء الاجتماع الثلاثي الذي ضمّ خليل إلى النائب جبران باسيل والمعاون السياسي ‏للأمين العام لحزب الله حسين الخليل‎.

وبحسب المعلومات، فإن موقف ثلاثي أمل ــــ حزب الله ــــ التيار الوطني، أوّلاً يدعم الاتجاه نحو عدم دفع الفوائد ‏وعدم دفع أصل الدين، وقد حصل الاتفاق بين القوى الثلاث على هذا الموقف بعد نقاشات طويلة، خلصت إلى ‏ضرورة دعم الحكومة لاتخاذ قرار بهذا الاتجاه. ثانياً، ترفض هذه القوى أن تتحمّل الدولة أي عبء مالي للخروج ‏من الأزمة الحالية، لأن هذه الأزمة هي مسؤولية المصارف بالدرجة الأولى، إذ إن السبب الأبرز في مفاقمة أزمة ‏اليوروبوندز، هو قيام المصارف ببيع سنداتها للجهات الخارجية. ومن خلال النقاش في السرايا الحكومية، جرى ‏عرض طرح على وفد جمعية المصارف، لكي تقوم باسترداد الغلبة في نسبة سندات الدين بالدولار التي تحملها، ‏وأن تتحمّل مسؤولياتها بأن تشتري من الجهات الأجنبية ما يمكّنها من الاستحواذ على 76% من السندات ‏المستحقة، لإفقاد الجهات الخارجية حق الفيتو (الاتفاق مع حاملي 75 في المئة من السندات يصبح ملزماً لجميع ‏الدائنين) في أي مفاوضات مع الدولة بعد إعلانها قرار التوقف عن سداد الديون. وبحسب الحسابات التي أجريت ‏في اجتماع السرايا أمس، فإن المصارف تستطيع القيام بهذه العملية من خلال شراء سندات بقيمة إجمالية تصل ‏إلى نحو 300 مليون دولار‎.

وهنا أثار هذا الطرح جدلاً بين المصرفيين، الذين وافق بعضهم على هذا الاقتراح مثل الرئيس التنفيذي لبنك عوده ‏سمير حنّا، الذي اقترح أن يقوم كل بنك بالمساهمة بمبلغ 20 مليون دولار، فيما اعترض آخرون على الدفع. ‏واقترح أحد المصرفيين أن تقوم المصارف بشراء السندات، على أن تلتزم الدولة بدفع الفوائد، إلّا أن هذا الاقتراح ‏رُفض لأن الدولة ستتكبّد مبالغ طائلة‎.

وخلال النّقاشات، توجّه وزير المال السابق إلى أصحاب المصارف، سائلاً عن السيولة. وقال خليل: “أنتم بعتم ‏السندات لجهات خارجية في الأسابيع الأخيرة، بحجّة أنه ليس لديكم سيولة، فأين السيولة التي حصلتم عليها جراء ‏هذه الصفقة؟ تركتموها في الخارج وتشغّلونها هناك”. وحول اقتراح إصدار سندات جديدة، بالاتفاق بين الدولة ‏والمصارف، أشار خليل إلى أن “هذا الأمر يعتبر من الناحية القانونية تحايلاً بين لبنان وحاملي السندات اللبنانيين ‏قبل الاتفاق مع حاملي السندات في الخارج، ولا يمكن القيام به الآن. أنتم مسؤولون عن الذي حصل وأنتم تتحمّلون ‏عبء البحث عن حل‎”.‎

وعلى ما علمت “الأخبار”، فإن المصارف ستعقد اجتماعاً اليوم وتبلّغ رئيس الحكومة ردّها على اقتراح شراء ‏سندات إضافية بنحو 300 مليون دولار. لكن جمعية المصارف تشهد انقساماً حاداً، إذ يشهر عدد من أصحاب ‏المصارف سيف رفض اقتراح شراء سندات إضافية، بذريعة أن خطوة مماثلة ربما ستُعدّ تحايلاً. وقالت مصادر ‏مصرفية إن أرقام مصرف لبنان تشير إلى أن حاملي السندات الأجانب باتوا يستحوذون على أكثرية السندات، ‏بعدما باعت المصارف اللبنانية أكثر من نصف ما كانت تحمله. ويزعم المعترضون على خطوة الشراء أن ‏المصارف لا تملك أي سيولة تتيح لها معالجة هذا الأمر‎.
رئيس الحكومة الذي يكرر رفضه “دفع أي دولار من ودائع اللبنانيين لسداد الديون أو الفوائد”، استدعى مصرفيين ‏على حدة وبحث معهم ضرورة إقناع بقية زملائهم ورياض سلامة بضرورة التصرف وتحمّل المسؤولية‎.

من جهته، نقل زوّار عين التينة عن الرئيس نبيه برّي أمس، كلاماً قاسياً حول ضرورة عدم الدفع، مشيراً إلى أنه ‏‏”في حال لا تريد البنوك والشركات الأجنبية التعاون معنا في التخلّف عن الدفع بشكل منظّم، وتفهّم وضعنا، ‏فساعتها ليس لدينا ما نخسره. أهم شيء هو الحفاظ على ودائع الناس وعلى الأموال اللازمة للأمن الغذائي ‏والصحي‎”.

من جهة ثانية، وفي زيارة هي الأولى من نوعها منذ تشكيل الحكومة، زار وزير السياحة والشؤون الاجتماعية ‏رمزي مشرفية العاصمة السورية دمشق، حيث التقى عدداً من الوزراء، وجرى بحث في ملفات النازحين ‏والسياحة. ولا تكسر زيارة مشرفيّة الوتيرة التي حدثت بها زيارات وزراء في الحكومة الماضية لدمشق، إذ إن ‏تفعيل العلاقات يحتاج في المرحلة الحالية إلى خطة حكومية واضحة وزيارة تأسيسية لرئيس الحكومة لدمشق، ‏تتبعها خطوات تفعيل العلاقات التي يحتاج إليها البلدان في هذه الظروف أمسّ الحاجة‎.‎

صحيفة الجمهورية :
 دياب ينعى الدولة: قرار مفصلي وشيك… وبري: ودائع المواطنين قبل كل شيء
عدّاد “كورونا” يسجّل مزيداً من الاصابات بهذا الفيروس الخبيث وارتفاعاً رهيباً في منسوب ‏القلق لدى جميع اللبنانيين، أمّا عدّاد الإنجازات الإصلاحية الموعودة والخطوات الإنقاذية من ‏الأزمة الاقتصادية والماليّة المتعاظمة، فمُعطّل حتى الآن، ولا يمرّك سوى مزيد من هدر ‏الوقت الى حدّ بات يُخشى مع جموده، أن يأكله الصدأ، قبل أن تبادر الحكومة الى إدارة ‏مفتاحه والشروع في ما وعدت به‎.
كل حواس البلد السياسية مركَّزة على الشأن الاقتصادي والمالي، وكانت لافتة للانتباه أمس ‏الصورة السوداوية التي رسمها رئيس الحكومة حسان دياب حول الوضع الداخلي، وعكست ‏ما يشبه النعي للبلد‎.‎
‎كلام دياب جاء أمام السلك القنصلي، حيث قال: “بكل صراحة، لم تعد هذه الدولة، في ظل ‏واقعها الراهن، قادرة على حماية اللبنانيين وتأمين الحياة الكريمة لهم. وبكل شفافية، ‏فقدت هذه الدولة ثقة اللبنانيين بها. وبواقعية، تراجَع نبض العلاقة بين الناس والدولة إلى ‏حدود التوقف الكامل. اليوم نحن أمام معضلات كبرى، بينما آليّات الدولة ما تزال مكبّلة ‏بقيود طائفية صَدئة، وجنازير فساد محكمة، وأثقال حسابات فئوية متعددة، وفقدان توازن ‏في الإدارة، وانعدام رؤية في المؤسسات‎”.‎
‎ ‎
وإذ لفت دياب الى “انّ الايام المقبلة ستشهد حسم النقاش باتخاذ قرار مفصلي لهذه ‏الحكومة، وهو قرار حسّاس ودقيق ندرسه بعناية شديدة لما يشكّل من أهمية لرسم معالم ‏لبنان المقبل”، قال: لقد جاءت هذه الحكومة وهي تعلم انّ حملها ثقيل، ولكننا مصمّمون ‏على تفكيك التعقيدات والانتقال بلبنان الى مفهوم الدولة ومعالجة المشكلات المزمنة‎.‎
‎تساؤلات
‎ ‎
وفيما أثار كلام رئيس الحكومة عن “القرار المفصلي الحساس والدقيق” تساؤلات في ‏الاوساط السياسية، لم تَشأ أوساط السراي الحكومي توضيح المقصود بذلك، الّا انها قالت ‏لـ”الجمهورية”: كلمة رئيس الحكومة امام السلك القنصلي هي بحدّ ذاتها كلمة مفصلية، ‏وتتضمن مجموعة رسائل سياسيّة ينبغي قراءتها بتمعّن‎”.‎
‎‎‎ ‎
توضيح
‎ ‎
ومساء، صدر عن المكتب الإعلامي لدياب بيان، أوضح فيه أنّ دياب “صارحَ الناس بواقع ‏وحقائق عن نظرة الناس إلى الدولة، لكنه قال بالفم الملآن، تكراراً وإصراراً، إنه سيحمل مع ‏الحكومة كرة النار، وإنه مصمّم على معالجة المشكلات المزمنة والانتقال بلبنان إلى مفهوم ‏الدولة‎”.‎
‎ ‎
وأضاف البيان: “يبدو أنّ الأوركسترا نفسها انتبهَت الى أنّ مفهوم الدولة لا يناسبها، لأنها ‏تريد الاستمرار في تدمير ما تبقى من ركائز الدولة كي تحمي نفسها وتستبيح البلد، لكنّ ‏دولة القانون ستقوم حتماً‎”.‎
‎‎ ‎
اليوروبوند
‎ ‎
يأتي ذلك، في وقت تكثفت الاجتماعات الوزارية والمالية، في السراي الحكومي امس، ‏لبلورة الموقف الذي سيتخذه لبنان حيال سندات “اليوروبوندز” التي صار استحقاقها على ‏مسافة ايام قليلة، وسط اجواء تؤشّر الى انّ هذا القرار سيصدر قبل نهاية الاسبوع الجاري‎.‎
‎ ‎
ونقل عن رئيس الحكومة قوله، القرار حول اليوروبوندز سيتخذ يوم الجمعة او السبت، وعلى ‏نحو يحفظ حقوق المودعين الصغار ومتوسطي الحال ومصلحة لبنان. وذكرت مصادر ‏مواكبة لهذه الاجتماعات ان هذا الموضوع قد يكون على طاولة مجلس الوزراء في الجلسة ‏التي بدأ التحضير لعقدها يوم غد الخميس، بين الدوائر المعنية في القصر الجمهوري ‏والسراي الحكومي‎.‎
‎ ‎
بري: قدس الأقداس
‎ ‎
وكان موضوع السندات الى جانب الوضع الاقتصادي والمالي العام، محلّ بحث في لقاء ‏عقد في عين التينة مساء امس الأول بين رئيس المجلس النيابي نبيه بري ورئيس الحكومة ‏حسان دياب ووزير المال الدكتور غازي وزنة‎.‎
‎ ‎
وفي السياق ذاته، عكست أجواء عين التينة مساء امس إصراراً من قبل الرئيس بري على ‏عدم الدفع، وضرورة أن يأتي القرار المنتظر حول سندات اليوروبوندز في هذا الإطار‎.‎
‎ ‎
وقال بري انّ “الاولوية يجب ان تكون لتحصين البلد والذهاب الى التفاوض مع الدائنين. ‏فإعادة هيكلة الدين بشكل منظّم هي الحل الأمثل لذلك”. وشدد في الوقت ذاته على انّ ‏اولى الاولويات ايضاً، هي حماية ودائع المواطنين لأنها قدس الاقداس بالنسبة الينا، قبل ‏اموال المصارف وقبل اي شيء آخر‎.‎
‎‎ ‎
قرار مصيري
‎ ‎
وقالت مصادر وزارية لـ”الجمهورية”: انّ القرار في هذا الشأن لم يتبلور بشكل كامل بعد، ‏وثمة مجموعة خيارات قيد الدرس لناحية ايجابياتها او سلبياتها، خصوصاً انّ القرار الذي ‏سيتخذ هو قرار مصيري للبلد في السنوات المقبلة‎.‎
‎ ‎
وإذ جزمت المصادر انّ لبنان متّجه الى عدم الدفع، لفتت الى انّ ما يمكن التأكيد عليه هو ‏انّ لبنان في هذه الحالة امام خيارين، أي بين السيئ والأسوا، السيّئ ألّا تدفع السندات ‏والأسوأ ان تدفعها. وتبعاً لذلك فإنّ إمكانية دفع السندات صعبة. علماً أنّ بعض الجهات ‏الحاملة للسندات ما زالت تشدّ في اتجاه دفعها، وخصوصاً بعض المصارف المحليّة‎.‎
‎ ‎
ولفتت المصادر الى أنّ المؤسسات التي استشارتها الحكومة اللبنانية في ما خَصّ السندات ‏ما زالت تحضر الاحتمالات والدراسات التي ستتخذ الحكومة القرار على أساسها، ويفترض ‏ان نتلقى “الفتوى” في غضون ايام‎.‎
‎ ‎ ‎
الصندوق
‎ ‎
وكشفت مصادر واسعة الإطلاع لـ”الجمهورية” انّ صندوق النقد الدولي ليس في وارد ‏تقديم تقرير حول ما يمكن القيام به للخروج من المأزق اللبناني، وانه ينتظر ورقة عمل ‏شاملة تغطي الأزمة الاقتصادية والنقدية من مختلف جوانبها، بما فيها تلك التي ستعتمد ‏في طريقة التعاطي مع “سندات اليوروبوندز”، والتي باتت من مهمة فريقي الاستشاريين ‏المالي والقانوني المعتمدين من جانب الحكومة اللبنانية وخارج مهمة الصندوق، لكنها ‏تدخل في إطار الخطة الشاملة التي سيعطي الصندوق رأيه فيها، بالإضافة الى طريقة ‏معالجة التقنين في العملات الأجنبية ومعالجة حجم الدين العام وكيفية تأمين كلفته ‏والإصلاحات المقترحة لاستعادة التوازن المفقود في المالية العامة، وتحديداً على مستوى ‏معالجة الميزان التجاري وتصحيح ميزان المدفوعات‎.‎
‎‎ ‎
يعملون ليلاً ونهاراً
‎ ‎
وأبلغ مصدر مقرّب من الحكومة اللبنانية الى وكالة “رويترز” قوله: إنّ المستشارين ‏الماليين والقانونيين للبنان يُجرون محادثات مع حملة الديون المقومة بالدولار بشأن إعادة ‏الهيكلة، لكنهم لم يتوصّلوا إلى اتفاق‎.‎
‎ ‎
وأشار المصدر الى انهم “يعملون ليلاً ونهاراً للتوصّل إلى اتفاق بشأن إعادة هيكلة ‏منظمة”، مضيفاً أنه سيجري الإعلان عن قرار لبنان بشأن السندات الدولية المستحقة في 9 ‏آذار بحلول السابع من الشهر الحالي‎.‎
‎ ‎
وقالت مصادر، نقلاً عن بيانات “بلومبرغ نيوز” حتى نهاية 2019، إنّ مجموعة أشمور لإدارة ‏الاستثمار في الأسواق الناشئة جذبت الانتباه في لبنان بتجميعها أكثر من 25 في المئة من ‏الديون السيادية البالغة 2,5 مليار دولار المستحقة في 2020، بما في ذلك في استحقاق ‏التاسع من آذار البالغ 1,2 مليار دولار‎.‎
‎‎ ‎
‎”‎الكابيتال كونترول‎”‎
‎ ‎
في سياق متصل، كشفت مصادر حكومية لـ”الجمهورية” انّ مسودة مشروع القانون ‏المتعلّق بـ”الكابيتال كونترول” أصبحت شبه منجزة، على أن تطرح على مجلس الوزراء في ‏جلسة قريبة لإقرارها وإحالتها بصيغة مشروع قانون الى المجلس النيابي‎.‎
‎ ‎
وقال مشاركون في صياغة المسودة لـ”الجمهورية”: انّ التركيز هو على وضع الضوابط ‏المشددة والحؤول دون الاستنسابية والعشوائية‎.‎
‎ ‎
ولفتَ هؤلاء الى انّ هذا الموضوع على جانب كبير من الأهمية، ولو سبق وتمّت قَوننته مع ‏بدايات الازمة التي نعانيها، لَما كان حصل ما حصل، ولَما كانت هناك عشوائية في التصرّف، ‏بفعِل ما يتضمّنه من ضوابط مشددة تحكم عملية التحويلات‎.‎
‎ ‎
وأوضح المشاركون في صياغة المسودة انه لو تمّت قوننة “الكابيتال كونترول” بشكل ‏رسمي مع بداية الازمة، لَما كانت هناك عشوائية ولا استنسابية في التحويلات، ولما استطاع ‏مَن حَوّل أمواله بملايين الدولارات الى الخارج، أن يقوم بذلك، في وقت انّ الشريحة ‏الساحقة من اللبنانيين لم تستطع ان تسحب بضع مئات من الدولارات‎.‎
‎ ‎
ولفت المشاركون الى انّ هذا القانون إذا اقرّ في مجلس النواب، يجعل الجميع سواسية، ‏وينظّم التحويلات بطريقة مشددة، ومن شأن ذلك أن يريح السوق ويطمئن الناس. وهذا ‏القانون يعدّ توطئة الى الخطوات التالية التي ينبغي على الحكومة ان تقوم بها على طريق ‏معالجة الازمة الاقتصادية والمالية‎.‎
‎ ‎ ‎
إخلال بوعد
‎ ‎
في بيانها الوزاري، حدّدت الحكومة نهاية شباط الماضي سقفاً زمنياً لوضع خطة طوارىء ‏لمواجهة الاستحقاقات، ومَرّ شهر شباط ولم يلمس اللبنانيون هذه الخطة، كما انّ الحكومة ‏نفسها لم تعلن ما اذا كانت تضع هذه الخطة فعلاً، وأين أصبحت في إعدادها، علماً انّ ‏أوساط السراي اكتفت بالقول لـ”الجمهورية”، رداً على سؤال حول هذا الموضوع: ‏‏”الحكومة لم تتأخر، والخطة قد أنجزت‎”.‎
‎ ‎
هذا الاخلال الحكومي، بالوعد الذي مَنّت به اللبنانيين، وكانت جازمة عندما قَطَعه رئيس ‏الحكومة، في انّ نهاية شباط الماضي، ستحمل خطة الطوارىء التي تحدثت عنها، تَوازَى مع ‏خطوة ثانية الى الوراء، تجلّت في تأخير إصدار موازنة العام 2020، مع ما رافق ذلك من ‏عودة الى الصرف على القاعدة الاثني عشرية، على أساس موازنة 2019 المضَخّمة ‏والمشكو ممّا تُرتّبه من أعباء. وبالتالي، حرمان الخزينة من مبالغ كبيرة كان يفترض ان تدخل ‏إليها، مع نشر قانون موازنة 2020‏‎.‎
‎‎ ‎
لا تظلموها
‎ ‎
على انّ القوى السياسية التي تغطي الحكومة، ما زالت تحثّ على إعطائها الفرصة وعدم ‏الاستعجال في الحكم عليها‎.‎
‎ ‎
وقالت مصادر سياسية مؤيّدة للحكومة لـ”الجمهورية”: لم تكمل الحكومة بعد الشهر من ‏عمرها الفعلي بعد نَيلها الثقة من المجلس النيابي في 11 شباط الماضي، أي منذ نحو 20 ‏يوماً، ومن هنا الدعوة الى عدم ظلمها والتعاطي معها من منطلق المكايدة والمعارضة ‏العمياء وعلى طريقة “عنزة ولو طارت”. والسعي الى تعطيلها وعرقلتها وحتى إسقاطها، ‏كل ذلك كمَن يطلق النار على رجليه‎.‎
‎ ‎
وأشارت المصادر الى انّه في شهر آذار ينبغي للحكومة ان تظهر للجميع “عزماً ‏ومصداقية”، لأنّ أزمة لبنان هي أزمة ثقة ومصداقية، ولا بد للحكومة من أن تبرهن عن ‏جديتها واستعدادها لهذا الامر‎.‎
‎ ‎
وقالت المصادر: كل العالم من دون استثناء يُبدي الاستعداد لمساعدة لبنان، ويعلن انه لا ‏يريد أن يقاطع لبنان، ولكنه يقول في الوقت نفسه انه يريد أن يرى ماذا يريد ان يفعل ‏لبنان، فإذا كان لبنان جديّاً في التعاطي وأخذ مبادرات وقرارات جدية، سيكون المجتمع ‏الدولي الى جانبه بالكامل، وسيشجّعه ويدعمه. وكما انّ العالم يريد ان يلمس عملاً جدياً، ‏كذلك الامر بالنسبة الى المواطن اللبناني، الذي يريد ان يشعر بأنّ حكومته بدأت تعمل ‏وتنتج وتتخذ خطوات وإجراءات إنقاذية‎.‎
‎‎ ‎
الأولويات المُلحة
‎ ‎
وإذ أكدت المصادر ضرورة تجنّب هدر الوقت، على غرار ما كان يحصل في السابق، والذي ‏كلّف الدولة مبالغ هائلة، شدّدت على انّ المسار الانقاذي يفترض بداية إقفال حنفيات ‏العجز المفتوحة، وهذا يوجب بالدرجة الاولى وضع الملف الكهربائي على سكة المعالجة‎:‎
‎ ‎
‎- ‎بداية، عبر وقف النزيف في معملي دير عمار والزهراني والانتقال من المازوت الى الغاز ‏الذي يوفّر فوراً 400 مليون دولار سنوياً، والمُسارعة الى إعادة بناء مؤسسة كهرباء لبنان ‏من خلال تشكيل مجلس ادارة مستقل، حتى تتمكن المؤسسة من إعادة بناء نفسها ‏وتسترجع استقلاليتها بدل ان تبقى مُسَيطراً عليها من قبل الوزير‎.‎
‎ ‎
‎- ‎الشروع فوراً بالتعيينات الادارية، فكل الدولة شغور، ولا توجد مؤسسات. في المصرف ‏المركزي شغور، في الاسواق المالية شغور، في قطاع الاتصالات شغور ولا توجد هيئات ‏ناظمة لا في الكهرباء ولا في الطيران المدني ولا في الاتصالات‎.‎
‎ ‎
‎- ‎أن تسارع الحكومة الى بدء التفاوض لزيادة الانتاج، ومن أجل العمل على موضوع النقل ‏والتوزيع في الكهرباء. والمعلوم هنا انّ البنك الدولي يعرض 480 مليون دولار لشبكات ‏النقل والتوزيع، الّا انّ شرطه الأساس هو ان تكون العملية الاصلاحية قد بدأت‎.‎
‎‎ ‎
هدر الوقت
‎ ‎
واذا كانت جهات سياسية تتهم الحكومة بهدر الوقت، ولم تستفد من تجارب الحكومات ‏السابقة التي احترفت هذا الامر، من دون ان تقدّم إنجازاً يمكن ان تذكرها من خلاله، فإنها ‏تُدرج عدم نفاذ موازنة 2020 حتى الآن، في سياق هدر الوقت المكلّف في هذه الفترة‎.‎
‎ ‎
والمعلوم في هذا السياق، انّ رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، امتنع عن توقيع قانون ‏موازنة 2020 وبالتالي عن نشره في الجريدة الرسمية. ورَدّ ذلك الى عدم تصديق المجلس ‏النيابي على قطوعات الحسابات، التي وعدت حكومة الرئيس سعد الحريري عند إقرار ‏موازنة 2019 في أواخر تموز من العام الماضي، أن تقدمها خلال 6 أشهر. علماً انّ الأشهر ‏الستة الماضية كانت حافلة بالتطورات السلبية في البلد وبالحراكات الشعبية المتتالية بدءاً ‏من تشرين الاول، والتي تعطّل خلالها البلد بشكل كامل ودخل في أزمة خطيرة اقتصادياً ‏ومالياً. وجاء إقرار موازنة 2020 خلالها في جلسة بالكاد أمكنَ عقدها وسط حصار لمحيط ‏مجلس النواب في ساحة النجمة‎.‎
‎ ‎
وبمعزل عمّا اذا كان عدم نشر قانون الموازنة من قبل رئيس الجمهورية مبرّراً او غير ذلك، ‏فإنّ ذلك لم يعد اكثر من تسجيل موقف من قبل رئيس الجمهورية، خصوصاً انّ قانون ‏موازنة 2020 سيصبح نافذاً بعد أيام قليلة، لانقضاء المهلة الدستورية المحددة بشهر لرئيس ‏الجمهورية لتوقيعها ونشرها أو ردّها الى المجلس النيابي‎.‎
‎ ‎
عمليّاً، لم يدخل الى خزينة الدولة أي قرش خلال شهر كانون الثاني على اساس موازنة ‏‏2020، إذ انّ شهر كانون الثاني كان شهراً ميتاً نظراً لأنّ هذه الموازنة لم تكن قد أقرّت قبله، ‏بل أقرّت في آخره، كما لم يدخل قرش خلال شهر شباط الذي كان شهراً ضائعاً، بسبب عدم ‏نشرها ونفاذها، علماً انّ هذه الموازنة تتضمن إعفاءات لتشجيع المواطنين على الدفع. مرّ ‏شهر شباط، وتمّ الصرف فيه على القاعدة الاثني عشرية على أساس الموازنة السابقة، ومن ‏دون ان تتقاضى الدولة اي مبالغ، لأنّ هؤلاء المواطنين ينتظرون نشر الموازنة للاستفادة ‏من الاعفاءات الواردة فيها، ليباشروا الدفع بناء على ذلك‎.‎
‎‎ ‎
المصارف أمام القضاء
‎ ‎
الى ذلك، وفي سابقة لم يشهدها لبنان في تاريخه الحديث، مَثُل أمس عدد من رؤساء ‏مجالس إدارة او ممثلي مصارف لبنانية امام القضاء، للاجابة عن اسئلة لاستكمال تحقيق ‏قضائي يهدف الى التأكّد من عدم خرق المصارف للقوانين المرعية الإجراء، في قرارات ‏وخطوات أقدمت عليها في الفترة الأخيرة، وأثارت الالتباس لدى الرأي العام اللبناني‎.‎
‎ ‎
وقد استمع النائب العام المالي اللبناني القاضي علي ابراهيم الى إفادات 14 مسؤولاً ‏مصرفياً ورئيس جمعية المصارف سليم صفير. وحتى الساعة لا يُعدّ رؤساء مجلس ادارات ‏المصارف، الذين تمّ الاستماع إليهم، ملاحقين قضائياً، لأنّهم لم يخالفوا القانون‎.‎
‎ ‎
ووفق مصادر قضائية، شملت التحقيقات: أسباب تحويل الأموال الطائلة العائدة الى ‏أصحاب المصارف إلى الخارج، والقيود المصرفية التي تفرضها المصارف منذ أيلول، ‏والإجراءات المتشدّدة على العمليات النقدية وسحب الأموال خصوصاً الدولار، وعدم تمكين ‏المودعين من السحب من حساباتهم بالدولار الأميركي والعملة الأجنبية، في حين أنّ هذا ‏الحظر لا يسري على النافذين‎”.‎
‎ ‎
وتطرّق التحقيق أيضاً إلى “عدم تمكين المودعين من إجراء تحويلات إلى الخارج ، بالإضافة ‏إلى موضوع الهندسات المالية وبيع سندات “اليوروبوندز” اللبنانية إلى الخارج‎.‎
‎ ‎
وقالت مصادر مصرفية لـ”الجمهورية”: إنّ المصارف مطمئنة لعدم اتخاذ أي إجراءات ‏قضائية بحقها، على اعتبار انّ التحويلات التي حصلت لم تخرج عن السياق القانوني، ولا ‏توجد أي مخالفة في هذا الاطار‎.‎
‎ ‎ ‎
فوز الليكود
‎ ‎
إقيليمياً، فاز حزب الليكود، بزعامة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، أمس، بأكبر عدد من ‏المقاعد في الإنتخابات البرلمانية الإسرائيلية، الثالثة في أقل من عام‎.‎
‎ ‎
ووفقاً للإستطلاعات، حصل الليكود على 37 مقعداً مقابل 33 مقعداً لتحالف “أزرق أبيض” ‏بزعامة الجنرال المتقاعد بيني غانتس. وبحسب هذه الإستطلاعات حصلت القائمة العربية ‏على 14 مقعداً‎.‎
Source الوكالة الوطنية للإعلام

Warning: exif_imagetype(/home/beirutnews/public_html/wp-content/uploads/2021/11/logo.png): Failed to open stream: No such file or directory in /home/beirutnews/public_html/wp-includes/functions.php on line 3332

Warning: file_get_contents(/home/beirutnews/public_html/wp-content/uploads/2021/11/logo.png): Failed to open stream: No such file or directory in /home/beirutnews/public_html/wp-includes/functions.php on line 3352

Warning: Trying to access array offset on value of type bool in /home/beirutnews/public_html/wp-content/themes/newsbt/includes/ads.php on line 173

Warning: Trying to access array offset on value of type bool in /home/beirutnews/public_html/wp-content/themes/newsbt/includes/ads.php on line 174