حتى الآن فإن سجون لبنان هي “بيئة آمنة” من “الكورونا”. على الأقلّ هذا ما يؤكده مصدر أمني، موضحاً أنّه في حال لم يحدث احتكاك مع الخارج يُنقل عبره الفيروس، فوضع السجناء حالياً هو الأكثر أمناً بالنسبة إلى باقي اللبنانيين. ويضيف المصدر: “هم في حجر طبيعي، وإن لم يكن بإرداتهم”.
وعن الأنباء التي انتشرت مؤخراً والخوف من إصابة السجناء بـ”كورونا”، يقول المصدر: “حتى الآن لم تسجّل أي حالة كورونا في السجون، فنحن اتخذنا العديد من الإجراءات وقمنا بتعقيم الساحات والأماكن التي يتواجد فيها السجناء، كما جهزّنا السجون بأجهزة الكشف الحراري للكشف على السجناء والأهالي، إضافة إلى ذلك قللنا من الاجتماعات. فنحن لا نسمح حالياً إلاّ بدخول شخص واحد لرؤية السجين”.
ويتابع المصدر: “هناك أطباء حاضرون دائماً في السجون، وهناك أيضاً تعاميم تصدر بشكل دوري بخصوص تعاطي العناصر مع بعضهم البعض وفي الأماكن العامة، وعند أيّ شكّ يتواصل الأطباء مع الصليب الأحمر فورا.ً”.
وبحسب المصدر الأمني، فإنّ هناك مغالاة في طرح موضوع الكورونا في السجون، وذلك كي يستفيد السجناء من الأزمة. ومع تمنّي المصدر الأمني، تسريع المحاكمات، يوضح أنّ هذا الموضوع ليس بيد قوى الأمن، وإنّما في عهدة القضاء.
وفي الختام، دعا المصدر الأمني إلى التزام أقصى درجات الوعي، مطالباً الأهالي بتجنّب زيارة أولادهم في السجون إن كان لديهم أيّ عوارض قد تدلّ على احتمال الإصابة بالفيروس، وإخضاع أنفسهم للحجر، متوقفاً عند الدور الهام للجمعيات الموجودة في السجن في التوعية وتأمين مواد التعقيم والأجهزة المطلوبة والكمامات الخ… كلام المصدر الأمني تطابق مع كلام محامي الموقوفين الإسلاميين محمد صبلوح، الذي أكّد أنّ “لا كورونا في السجون”. صبلوح الذي كان صباح اليوم في وزارة الداخلية يتابع هذا الموضوع، يضع الأنباء عن “الكورونا” في السجون، في سياق إثارة قانون العفو العام وإعادة تحريك هذا الملف.
ويلفت صبلوح إلى أنّ الأنباء عن انتشار الفيروس في لبنان سببت حالة من الهلع لدى السجناء، فأصبحوا عند أقل وعكة صحيّة يرتابون.
أما على صعيد الوقاية، فلا يملك المحامي الطمأنينة نفسها التي تبثّها الأجهزة الأمنية فـ”الدولة العاجزة عن التعامل مع الفيروس الخارج لن تكون أكثر مسؤولية في السجون”، على حد قوله، معتبراً أنّ هناك غياباً تاماً للرعاية الصحية. ليشير في الختام إلى أنّ بياناً سيصدر قريباً عن لجنة السجون – نقابة المحامين في طرابلس، يتناول موضوع فيروس “الكورونا” والخوف من انتشاره، في ظلّ الاكتظاظ في السجون.