حاول مجهولون فجر أمس السبت، إحراق خيم الثوّار في منطقة جلّ الديب. وبحسب المعلومات شادي جبلوط، وهو أحد المتظاهرين الناشطين في المنطقة، فإنّ شخصاً مجهولاً، وخلال محاولته إشعال الخيم ليلاً، تفاجأ بأحد الأشخاص يبيت فيها. ما أحبط المخطط وساهم في الحدّ من الأضرار المادية.
لا يستبعد جبلوط فرضية “استهداف” الثورة، لا سيما وأنّ إحراق الخيم تزامن مع استدعاءات متكرّرة لناشطين، في وقت يخشى اللبنانيون التجمّع بسبب الخوف من انتشار فيروس الكورونا.
من يحاول “إعدام” ساحة النور؟
أحداث جلّ الديب جاءت بعد يوم دموي عاشته عروس الثورة، طرابلس، إذ شهدت الساحة جريمة قتل. فقد أقدم الشاب ط. ص. على طعن الشاب أحمد شعبان بسكين في صدره ووركه، بسبب خلاف على “بسطة”. الجريمة تلاها إشكال ثاني تخلّله إطلاق نار من أسلحة حربية.
أحداث طرابلس أعادت إلى الواجهة من جديد النقاش حول فتح ساحة النور، فيما حمّل متظاهرون المسؤولية لما أسموه بـ”الأجهزة الأمنية”.
إبراهيم حيدر، وهو أحد المتظاهرين الناشطين، روى واقع الساحة، قائلاً: “منذ فترة أصبحت الساحة ملاذاً لكلّ الزعران. وهذا ما دفع الجميع إلى الانفضاض عنها.
فهناك شبه تسهيل أمني لتعاطي المخدّرات وغضّ أنظار أمنية عن التحرّش”.
يتابع ابراهيم كلامه: “منذ أكثر من شهر ونحن نطالب الأجهزة الأمنية بأخذ دورها، فالساحة هي للناس وليست للمخدرات، ولكن لم نلقَ تواجباً ما أدّى إلى تفاقم الزعرانات، وتحوّلت المسألة إلى صراع نفوذ، تحت مبدأ “بيّي أقوى من بيّك”، بين تابعين لأجهزة أمنية مختلفة ومتصارعة أحياناً”.
ابراهيم وغيره من الناشطين، ابتعدوا أمتاراً عن الساحة، واستوطنوا الخيم التي باتت هي وجهة الثورة، فهم لا يريدون – بحسب ابن المدينة – التواجد مع أفراد لديهم أجندات.
لا يتردّد ابراهيم في تحميل “أجهزة أمنية مسؤولية ما يحصل وما يتمّ التحضير له منذ أكثر من أسبوعين، إذ كان هناك نيّة لتشويه صورة هذه الساحة وتحويلها إلى ساحة مخدّرات، غير أنّ النتائج ذهبت أبعد مما توقعوا فكانت دموية”.
“نحن نتعرّض لحصار من قبل السلطة عبر الأجهزة الأمنية”، يقول ابراهيم، متحدّثاً عن مداهمة القوى الأمنية منذ مدّة لمجموعة في الساحة كانوا يتعاطون المخدرات، وتوقيفهم، ليتم بعد ساعات قليلة الإفراج عنهم وإتاحة عودتهم إلى الساحة من جديد، وكأنّ شيئاً لم يكن.
الصراع حول فتح ساحة النور حالياً هو صراع بين 8 آذار و14 آذار، على ما يقول الناشط، فالأولى تريد فتح هذه الساحة المغلقة منذ 17 تشرين الأوّل، والثانية تريد الإبقاء عليها مغلقة.