كورونا لبنان: 133 حالة مثبتة.. ولا مساعدات دولية

تسجيل 13 حالة جديدة يوم الأربعاء

18 مارس 2020آخر تحديث :
كورونا لبنان: 133 حالة مثبتة.. ولا مساعدات دولية
أتت جائحة كورونا لتنقذ الأحزاب اللبنانية التي تضعضعت صفوفها خلال انتفاضة تشرين، ولتنفضّ المصارف عن منح المواطنين حفنة الدولارات الأسبوعية. فالأحزاب بدأت بحملات تعقيم في البلديات، وبتوزيع إعاشات الأرز والسكر على “الرعايا” لتعيدهم إلى الحظائر الحزبية والطائفية، خصوصاً في ظل العوز الحالي لمعظم المواطنين، الذين باتوا غير قادرين على تأمين قوتهم اليومي، إن بفعل العطالة والانهيار الاقتصادي والغلاء الفاحش أو بفعل الحجر المنزلي الذي أنزلته حكومة الأحزاب أياها عليهم. أما المصارف ففتحت بعض فروعها لتسيير أعمال التجار حصراً مانعة المودعين من الحصول على الإعاشة النصف شهرية، فارضة عليهم سحب دولارتهم من آلات الصرف الآلي بالعملة اللبنانية وفق السعر الرسمي.

فالبلديات، وعدا عن تطبيق إجراءات التعبئة العامة، القاضية بمراقبة التزام أصحاب المحال والمقاهي والمؤسسات إقفالها، راح بعضها ينظم حملات تعقيم للشوارع، بمعية هذا الحزب أو ذاك النائب، كما حصل في أكثر من منطقة. ففي المتن تواصلت الحملة التي أطلقها النائب ابراهيم كنعان وشملت مناطق عدّة، وفي بشري واصل مركز “القوات اللبنانية” في المدينة وبتوجيهات من نائبي المنطقة، يومياً وبشكل دوري، تطهير ورشّ المحال التجارية والصيدليات والاماكن العامة والمنازل في المنطقة بالمواد المعقمة. وبقي الحزب التقدمي الاشتراكي وبمتابعة حثيثة من وليد جنبلاط السبّاق في هذا النوع من المبادرات في الشوف وعالية وإقليم الخروب وراشيا وحاصبيا.

حزب الله بدوره يواصل حملات التعقيم في الجنوب والبقاع والضاحية الجنوبية. وبدأ بتقديم خدمات للمواطنين لتوصيل أغراضهم إلى منازلهم، ويعدّ العدة لإنشاء مستشفيات ميدانية. أما التيار الوطني الحر، فعدا عن تعقيم الشوارع ومساعدة المحجورين في تلبية حاجاتهم اليومية، بدأ بجمع التبرعات المالية أو العينية للمساهمة في دعم حملة التيار الوطني الحر بمواجهة كورونا. ولم يبق أي تيار أو حزب لم يعلن عن مبادرة من هذا النوع، في مسارعة لإعادة التقاط أنفاسها التي خنقتها انتفاضة اللبنانيين.

133 حالة كورونا
في يوميات كورونا، أصدرت وزارة الصحة التقرير اليومي، أكدت فيه أن عدد الإصابات في لبنان بلغ 133 حالة، مثبتة مخبرياً منذ 21 شباط وحتى تاريخ 18 آذار، بما فيها الحالات التي تم تشخيصها في مستشفى رفيق الحريري الحكومي الجامعي، وتلك المبلغة من المستشفيات الجامعية الأخرى المعتمدة من قبل الوزارة، أي تم تسجيل 13 حالة جديدة يوم الأربعاء.

وأذ أكّدت الوزارة أنها تتابع التقصي الوبائي لبعض الحالات التي شخصت أخيرا، ناشدت جميع المواطنين “التقيد بالتدابير الصارمة الصادرة عن المراجع الرسمية، ولا سيما الحجر المنزلي الإلزامي وضبط الحركة إلا عند الضرورة القصوى”.

الصحة النيابية
استبعد رئيس لجنة الصحة النيابية، النائب عاصم عراجي، حصول لبنان على مساعدات دولية للحد من انتشار فيروس كورونا، عازيا السبب إلى “الوضع الاقتصادي الصعب الذي تمر به تلك الدول في ضوء تفشي هذا الفيروس”.

وأشار إلى أن صندوق النقد الدولي يدرك أن وضع لبنان سيء، متوقعاً في السياق أن يلبي طلب لبنان المساعدة ولكن وفق شروط محددة.
وأسف لأن بعض المواطنين لم يدركوا حجم المخاطر التي يسببها انتشار الفيروس، لا سيما أن لبنان غير مجهز لاحتوائه، تزامناً مع نقص كبير بالمستلزمات الطبية المتصلة بالعلاج.

لا إصابات بين المساجين
وصدر عن المكتب الإعلامي لوزير الداخلية والبلديات، العميد محمد فهمي، بياناً جاء فيه أن المديرية العامة لقوى الأمن الداخلي اتخذت سلسلة من الإجراءات والتدابير الوقائية لمنع تفشي فيروس كورونا، وأكد أنه لم تسجل حتى الآن أي إصابة بفيروس كورونا في صفوف السجناء أو العناصر الأمنية، والحالة الوحيدة التي تم الاشتباه بها بتاريخ 11/3/2020 تمثلت بإصابة أحد السجناء بارتفاع في الحرارة لكن تبين أنها عوارض انفلوانزا وليس كورونا.

لكن على عكس بيان “الداخلية” أعلنت بلدية القاع أن المعاون أول في قوى الامن (أ.ض.) ابن القاع خضع لفحص كورونا، وتبين من الفحص أنه إيجابي. وقد أدخل إلى مستشفى رفيق الحريري في بيروت وهو بصحة جيدة. وأوضحت أن المعاون أول لم يتردد إلى البلدة منذ أكثر من 3 اشهر.

وفي سياق متصل بعمل إدارات الدولة، قرر وزير الداخلية إقفال مراكز المعاينة الميكانيكية كافة وحصر العمل في هيئة إدارة السير بالمعاملات الضروريّة حصراً، وذلك بعد تصاعد الاعتراضات على الاكتظاظ في مراكز المعاينة في الأيام التي سبقت إعلان حالة الطوارئ.

مساعدات صينية
أبلغت السفارة الصينية وزارة الصحة العامة عن عزم بلادها دعم لبنان بـ 1000 وحدة لفحص فيروس كورونا ومئتي فاحص يدوي للحرارة. وأتى هذا الإعلان مع توارد معلومات صحافية عن وجود حوالى 1500 طلب فحص من مواطنين أتوا إلى مستشفى الحريري، ولم يُجرَ لهم الفحص بسبب النقص الحاد في المستلزمات.

من ناحيته أعلن المدير العام لمستشفى رفيق الحريري، فراس أبيض، أن مجموع الفحوصات منذ بداية الأزمة بلغت 2756 تبين أن 88 منها مصابة بكورونا، وأن هناك فقط 74 حالة قيد الانتظار.

نقابة الأطباء
في نية لمنع الأطباء من التصريح حول وباء كورونا، أصدرت نقابة الاطباء بياناً اعادت تذكير الأطباء بضرورة التقيد والالتزام بما جاء في قانون الآداب الطبية، وفي المادة السادسة عشرة منه، التي نصت على ضرورة إبلاغ وأخذ الإذن المسبق من النقابة، بموجب كتاب خطي، قبل أي ظهور إعلامي عن طريق الإعلام المرئي، المسموع أو المنشور. وأضافت، أنه نظراً للظروف الصحية الصعبة التي يمر بها الوطن، وتماشيا مع قرارات مجلس الوزراء، قرر مجلس النقابة حصرية التداول على الإعلام في موضوع فيروس الكورونا على اختصاصي الجهاز التنفسي والأمراض الجرثومية والمعدية فقط.

احتجاجات معيشية
بعد قرار التعبئة العام، وجد العمال المياومون أنفسهم بلا عمل يدعم صمودهم في وجه وباء كورونا. وبدأت ملامح أزمتهم مع سائقي الباصات الصغيرة والمتوسطة، الذين اعتصموا في وسط أوتوستراد طرابلس بيروت عند محلة البالما. كما نفّذ السائقون اعتصاما في ساحة التل شارك فيه نائب رئيس اتحاد النقل البري، نقيب السواقين في الشمال شادي السيد، الذي أكد أن “التحرك المقبل قد يكون بقطع طريق البالما وغيرها نهائياً، تعبيراً عن وجع السائقين العموميين في مواجهة خطري الكورونا وظلم أهل الحكم”.

وطالب بالتعويض على السائقين فوراً من دون تأخير، محذراً أنهم اكتفوا بقطع الطرق لبعض الوقت، لكن غداً سيكون عندهم تدبيراً آخر، وليتحمل كل مسؤوليته.

تبرير غلاء الأسعار
بعد تصاعد صراخ المواطنين من غلاء الأسعار الفاحش، خصوصاً للمعقمات ومواد التنظيف والمستلزمات الطبية اليومية، برر وزير الاقتصاد راوول نعمه جشع التجار في سلسلة تغريدات معتبراً أن “صرخة المواطنين غير غائبة عن السمع ومتابعتنا، والوزارة تراقب هامش الربح في السوبرماركت والمحال المختلفة، إنما المشكلة الأساسية هي في سعر صرف الدولار في السوق وهذا هو سبب الأساسي في غلاء الأسعار”. وتابع: “عندما تقوم الشركة المستوردة لمادة معينة مثلا بشراء الدولار بسعر 2500 ل.

ل وتسعِّرها للسوبرماركت والمحال على هذا الأساس، نحن مجبرون على أخذ هذا الأمر في الاعتبار. أما إذا تخطى نسبة هامش الربح المعدل الطبيعي الذي كان عليه، عندها نحرر محضر ضبط في حق التاجر ونرسله إلى القضاء”. ثم قال: “للتوضيح: إذا قام المستورد برفع أسعاره إلى حدود 300 في المئة مثلاً، سترتفع الأسعار على المستهلك بالنسبة ذاتها، لكن هامش الربح للسوبرماركات سيبقى ذاته. وفي هذه الحال يبقى هامش الربح بالمعدل نفسه. وبحسب القانون ليس هناك أي مخالفة للسوبرماركت”.

سباق لإيجاد علاج
في سياق متصل بالسباق العالمي لإيجاد لقاح وعلاج لفيروس كورونا، بعدما تجاوز عدد المصابين 200 ألف مصاب، حسب دراسة لجامعة جون هوبكنز، معتبرة أن العدد سيتضاعف خلال أسبوعين، بدأت شركات عالمية بفحص أدوية لعلاج المصابين. وأعلنت مجموعة Sanofi الدوائية الفرنسية أنه تم علاج 24 مصاباً بفيروس كورونا بالدواء المضاد للملاريا، الذي تنتجه تحت اسم Plaquenil. وأضافت، أن الفيروس اختفى من أجساد 18 شخصاً من المصابين بعد ستة أيام من العلاج. وأجازت وزارة الصحة الفرنسية إجراء تجربة أشمل على عدد أكبر من المرضى مع فِرَق أخرى بحثية من شركات مختلفة.

المقالات والآراء المنشورة في الموقع والتعليقات على صفحات التواصل الاجتماعي بأسماء أصحـابها أو بأسماء مستعـارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لموقع “بيروت نيوز” بل تمثل وجهة نظر كاتبها، و”الموقع” غير مسؤول ولا يتحمل تبعات ما يكتب فيه من مواضيع أو تعليقات ويتحمل الكاتب كافة المسؤوليات التي تنتج عن ذلك.

المصدر المدن