لوين رايحين.. هي العبارة التي ختم فيها وزير الصحة حسن حمد، تغريدة نشرها صباح اليوم كشف فيها تسجيل 81 إصابة بفيروس الكورونا خلال 48 ساعة.
هذا الرقم المسجل نسبة لعدد سكان لبنان، يعدّ بداية الكارثة، في ظلّ غياب الوعي الشعبي، وتلكؤ الدولة في عزل بعض المناطق لأسباب طائفية تحت مبدأ 6 و 6 مكرر، والامتناع عن إعلان حالة الطوارئ كي لا تصبح السلطة بيد المؤسسة العسكرية.
إلا أنّه، فيما تحكمنا هواجس سيّست الفيروس وطيّفته، نرى بعض اللبنانيين، يمارسون حياتهم اليومية بشكل طبيعي، وكأنّهم لا يتابعون نشرات الأخبار، والانتشار المخيف لهذا الفيروس وعدد القتلى الذي يحصده. وكأنّ لا أحباء لهم يخافون عليهم، وكأنّهم غير مبالين لا بصحتهم ولا بصحة محيطهم.
اليوم، كان سوق صبرا، التابع لبلدية الغبيري، يعجّ بالوافدين، لا كمامات إلا ما ندر، ولا مسافة “صحيّة”، الكتف على الكتف، وكأنّهم في موسم حج لا تبضع.
عشرات عشرات الأشخاص، في مساحة جغرافية ضيقة، وكأنّ لا كورونا، ولا كارثة صحيّة نحن على أبوابها. هؤلاء أنفسهم امتعضوا حينما وصفتهم الـ”LBCI” بالـ”بلا مخ”، وحينما قالت لهم قناة “الجديد”، في إحدى برامجها، “انقبروا انضبوا ببيوتكم”.
أنتم حقاً “بلا مخ”، و”انقبروا ببيوتكم”، فحياتنا ليست رهن استخفافكم وجهلكم، وأرواح من نحب لن تكون تبعاً لتهوركم. ولو كان الأمر يقتصر على إصابتكم أنتم فقط، لقلنا “الله لا يردكم، الجاهل من إيده”.
ولكنّه لا يقتصر عليكم للأسف، فالعدوى تنتقل وتنتقل حتّى تصيب وتقتل من لا ذنب لهم سوى أنّهم احتكوا بكم.
أما بلدية الغبيري فهي “شاهد ما شفش حاجة”، على هذه الجريمة، وكأنّ سوق صبرا لا يتبع إليها وليس تحت سلطتها، كي تفرز عدداً من عناصر شرطة البلدية تكون مهمتهم منع هذا الغباء المجتمعي وسطر محاضر ضبط بكل من يخرق الحجر المنزلي.
بلدية الغبيري بالإضافة لهؤلاء الذين يغامرون بنا وبهم يتحملون مسؤولية ايّ إصابة ستسجل في الساعات القادمة، والمسؤولية الأكبر على عاتق البلدية بصفتها سلطة محلية!
إلى متى؟ إلى متى هذا الاستهتار بصحتنا، والإصرار على ممارسة الغباء والجهل بلدياً ومواطنياً..