وقال قادة أكبر اقتصادات العالم، في بيان ختامي للقمة الافتراضية، التي ترأسها خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، إنهم سيقدّمون دعماً للدول النامية للتعامل مع تأثيرات إجراءات الحد من انتشار فيروس كورونا المستجد، الذي تسبب بوفاة أكثر من 22 ألف شخص، حتى الآن.
وشارك الرئيسان الأميركي دونالد ترامب والروسي فلاديمير بوتين في القمة التي جرت في وقت أجبر الوباء أكثر من ثلاثة مليارات شخص على ملازمة بيوتهم.
وتركّزت المحادثات على كيفية حماية أهم اقتصادات العالم من تبعات الإجراءات المتخذة لمنع انتشار الفيروس، بينما يلوح في الأفق شبح ركود اقتصادي في ظل تعليق رحلات الطيران وإغلاق المراكز التجارية وحظر التجول.
وذكر قادة الدول في بيانهم الختامي: «تتطلب عملية التعامل معه (الفيروس) استجابة دولية قوية منسقة واسعة المدى مبنية على الدلائل العلمية ومبدأ التضامن الدولي. ونحن ملتزمون بشدة تشكيل جبهة متحدة لمواجهة هذا الخطر المشترك».
وأضافوا: «نقوم بضخ أكثر من 5 تريليونات دولار في الاقتصاد العالمي، وذلك كجزء من السياسات المالية والتدابير الاقتصادية وخطط الضمان المستهدفة لمواجهة الآثار الاجتماعية والاقتصادية والمالية للجائحة».
وكانت الدول الكبرى وبينها الولايات المتحدة، تقدّمت بحوافز مالية ضخمة، إنما من دون أن تطرح معاً خطة عمل مشتركة، في وقت تتصاعد المخاوف في الدول الفقيرة التي تفتقد للمال والرعاية الصحية المناسبة.
ودعا صندوق النقد الدولي، من جانبه، قادة الدول العشرين إلى دعم مطالبته بتجميد ديون الدول الفقيرة، بينما حضت منظمة الصحة العالمية دول مجموعة العشرين على تقديم الدعم «للبلدان المنخفضة والمتوسطة الدخل».
وأكّد قادة الـ 20: «سنعمل بشكل سريع وحاسم مع المنظمات الدولية المتواجدة في الخط الأمامي (…) لتخصيص حزمة مالية قوية ومتجانسة ومنسقة وعاجلة».
وتابع البيان: «ندعو جميع هذه المنظمات إلى تكثيف تنسيق الإجراءات في ما بينها، بما في ذلك مع القطاع الخاص، وذلك لدعم البلدان الناشئة والنامية التي تواجه صدمات صحية واقتصادية واجتماعية جراء فيروس كورونا (كوفيد – 19)».
وأكدوا أنه تم تكليف وزراء الصحة بالاجتماع في أبريل المقبل لبحث اتخاذ إجراءات عاجلة.
وكان الملك سلمان والرئيس الصيني شي جينبينغ، طالبا المجموعة باتخاذ تدابير منسقة في مواجهة تداعيات الأزمة.
وقال خادم الحرمين إنه «في ظل تباطؤ معدلات النمو واضطراب الأسواق المالية، فإن لمجموعة العشرين دوراً محورياً في التصدي للآثار الاقتصادية لهذه الجائحة».
وتابع: «لذلك لا بد لنا من تنسيق استجابة موحدة لمواجهتها وإعادة الثقة في الاقتصاد العالمي».
من جهته، قال الرئيس الصيني إنّ الفيروس «لا يحترم الحدود، والوباء الذي نحاربه هو عدونا المشترك»، معتبراً أن على دول المجموعة أن تعمل معاً «لبناء أقوى شبكة عالمية للسيطرة والتعامل شهدها العالم».
كما دعا المجموعة إلى خفض الرسوم الجمركية لإعادة الثقة بالاقتصاد.