فقد أعلنت وزارة الصحة في تقريرها اليومي حول مستجدات فيروس كورونا أنه “حتى تاريخ 2/4/2020 بلغ عدد الحالات المثبت مخبرياً إصابتها بفيروس كورونا في مستشفى بيروت الحكومي الجامعي ومختبرات المستشفيات الجامعية المعتمدة، بالإضافة إلى المختبرات الخاصة، 494 حالة بزيادة 15 حالة عن يوم أمس”. مع تأكيد الوزارة تسجيل 4 وفيات جديدة ليرتفع بذلك عدد الوفيات إلى 16 وفية، مع إشارتها إلى أن عدد الفحوص التي أجريت في الساعات الأربع والعشرين الماضية بلغ 539 فحصاً. وأعلن مستشفى رفيق الحريري الجامعي الحكومي في تقريره اليومي عن آخر المستجدات حول فيروس كورونا أنّ “مجموع الحالات التي ثبتت مخبرياً إصابتها بالفيروس والتي تم عزلها في منطقة العزل الصحي في المستشفى، وصلت الى 54 إصابة، وتم استقبال 10 حالات مشتبه بإصابتها بالكورونا نقلت من مشافي أخرى، وتماثلت 3 إصابات للشفاء بعد أن جاءت نتيحة فحص ال PCR سلبية في المرتين وتخلصها من كافة عوارض المرض”، موضحة ان “مجموع الحالات التي شفيت تماما من الفيروس منذ البداية بلغت 46 حالة شفاء”.
العدوى المجتمعية
ومن بين الوفيات نتيجة كورونا ومضاعفاته، أعلنت وزارة الخارجية الفيليبينية اليوم الخميس وفاة سفيرة بلادها في لبنان، برناديتا كاتالا، عن 62 عاماً بعد إصابتها بالفيروس كورونا. وكانت كاتالا تتلقى العلاج في “مستشفى قلب يسوع” لمعاناتها من مشاكل مزمنة في الجهاز التنفسي. مع العلم أنّ كاتالا كانت أبرز وجوه المطالبين بإصلاح أوضاع العمال الأجانب في لبنان، لا سيما دورها في تعزيز واقع العاملات الأجنبيات وحقوقهن. وما حذّر منه وزير الصحة حمد حسن أمس عن مخاطر العدوى الاجتماعية، بدا أنه طرق أبواب المناطق اللبنانية. فأعلنت إدارة مستشفى بشري الحكومي أنه بعد إجراء 24 فحص PCR برزت أربع نتائج إيجابية إضافية بفيروس كورونا. وبذلك يكون عدد المصابين في مدينة بشري قد وصل إلى 11 حالة، هذا عدا الحالات التي سجلت في بلدة برحليون في قضاء بشري.
ووفق معلومات “المدن” وصل عدد المصابين في برحليون إلى 9 حالات، ما يعني أن عدد المصابين في القضاء وصل إلى 20 حالة. وفي الشمال أيضاً، برزت اليوم حالات إضافية في مدينة طرابلس، وسط مناشدات الأهالي الدولة إلى التحرّك لتأمين أماكن خاصة للحجر. فصدرت أمس الأربعاء نتيجتان إيجابيتان لفحص كورونا لشابين من المدينة، كانا قد خالطا أصدقاءهما وأهالي المنطقتين اللتين يسكنان بها. فعمّت حالة من القلق في طرابلس، مع تأكيد الأهالي على ضرورة تأمين وزارة الصحة فحوص كورونا مجاناً أيضاً، خصوصاً أنّ المدينة تعاني في الأصل من أزمة معيشية وأحوال مادية صعبة متراكمة منذ سنوات.
تحركات احتجاجية
وسجّلت اليوم شوارع أغلب المناطق حركة ناشطة، على الرغم من قرارات التعبئة العامة وإجراءات إقفال المحال والمؤسسات. فسجّلت حركة شبه طبيعية في أغلب المدن اللبنانية، من طرابلس إلى بيروت وصولاً إلى صيدا، حيث حاول أحد المواطنين إحراق نفسه لتسطير قوى الأمن الداخلي محضر ضبط بحقّه، لفتحه المحل التجاري، خلافاً لقرارات التعبئة العامة.
وحالت شرطة البلدية في المدينة دون إشعاله النار في نفسه. كما لوحظ حركة سير وتحركات طبيعية في مدينة النبطية أيضاً على الرغم من قيام القوى الأمنية بنصب حواجز، للحدّ من السير والاختلاط بين المواطنين.
وعلى الرغم من مخاطر كورونا، عمدت مجموعة من “الحركة الشبابية للتغيير” على تنظيم وقفات احتجاجية متنقلة أمام بعض المصارف، مطالبة إداراتها بدفع الأموال للمودعين الذين كانوا ينتظرون في الخارج. واعتقلت القوى الأمنية 5 من الناشطين هم عامر حرفوش، ووليد الرفاعي، ودانيال أبي جمعة، وأحمد دعيس، والصحافي محمد نزال من أمام بنك الموارد فرع الحمرا. وأشارت معلومات لـ”المدن” إلى أنه تم تحويل الموقوفين إلى ثكنة ميناء الحصن لـ”التحقيق معهم على خلفية أحداث أخرى وقعت في المصارف وخارجها”، وهو ما يتعارض أساساً مع الإجراءات القضائية التي عمّمتها وزيرة العدل للحدّ من التوقيفات غير الضرورية.
وعلى مستوى الاحتجاجات أيضاً، أكدت اتحادات نقابات النقل البري في بيان، بعد لقاء رئيس الحكومة حسان دياب، أن “مبلغ الـ400 الف ليرة لبنانية ليست البديل عن مدخولهم الشهري، بل هي مساعدة من الدولة، مقدرين الظروف الاقتصادية والمالية التي تمر على وطننا الحبيب لبنان”. وطالبت الاتحادات والنقابات تخصيص قطاع النقل البري باستثناء إضافي للمساعدة المالية من خلال إعفاء السائقين العموميين من رسم الميكانيك للعام 2020.
واحتجاج للمغتربين أيضاً
كما نّظّم أهالي الطلاب اللبنانيين في الخارج، وقفة احتجاجية على مدخل قصر بعبدا الرئاسي، مؤكدين أنّ المصارف لم تستجب بعد لقرارات الوزارات المعنية برفع اليد عن التحويلات المالية لأبنائهم. وأكد هؤلاء في الاعتصام أنه حتى المصارف التي باتت تسمح بإجراء هذه التحويلات، تطالب الأهالي بتأمين المبلغ المطلوب تحويله بالدولار الأميركي، في حين تمتنع المصارف عن منح الموعدين أموالهم بالدولار. وهو ما يراكم أعباء مالية إضافية على أهالي الطلاب.
وعلى مستوى ملف عودة اللبنانيين من الخارج أيضاً، وضعت وزارة الخارجية والمغتربين على موقعها الرسمي رابطاً لتسجيل الملف الشخصي للبنانيين الراغبين في العودة إلى لبنان في ظل أزمة فيروس كورونا. وتضمّنت هذه الطلبات مجموعة من الأقسام، وهي البيانات الشخصية، معلومات حول الأهل والعنوان في لبنان، الأشخاص الذين يجب الاتصال بهم عند الحالات الطارئة، الوضع الصحي، أمراض مزمنة وتحديد الأدوية التي يتم تناولها، وخانة خاصة بمعلومات إضافية حول البلاد التي تمت زيارتها والتواريخ خلال الشهرين الأخيرين، وإن تم الاحتكاك مع شخص مصاب خلال الأسبوعين الماضيين، وضرورة تزويد الخارجية بالتفاصيل الضرورية. (ويمكن الاطلاع على التفاصيل على الرباط التالي:
https://mfa.gov.lb/arabic/return-to-lebanon)
وفي السياق نفسه، عمّمت بلدية زغرتا-إهدن، استمارة إلكترونية توجهت فيها الى اللبنانيين المغتربين في القضاء لتعبئتها في حال العودة قريباً إلى مدنهم وقراهم، وذلك لمساعدتهم في إيجاد مكان مناسب للحجر الصحي الإلزامي. فتعمل البلدية على تجهيز أماكن للحجر المنزلي بحسب معايير وزارة الصحة، ووضع خطط صحية على صعيد المنطقة لاحتواء الفيروس.