خرق لقرار التباعد في المطار.. الحل بتوحيد البث التلفزيوني

5 أبريل 2020
خرق لقرار التباعد في المطار.. الحل بتوحيد البث التلفزيوني

الفوضى التي تسببت بها وسائل الإعلام في مطار بيروت، خلال تغطيتها وصول المغتربين إلى لبنان ومواكبة إجراءات استقبالهم، عكست تناقضاً فاضحاً في معايير تعاطيها مع أزمة تفشّي فيروس “كورونا”، إذ كيف يمكن لها أن تطلق الدعوات للالتزام بإجراءات الوقاية وتوبّخ المخالفين، فيما لا يبالي مراسلوها ومصورها بأن يكونوا أبطال مشهد الاكتظاظ والازدحام الذي شهده المطار اليوم، على ما تساءل كثيرون في مواقع التواصل.

“حمّى السبق الصحافي لا تلجمها حتى كورونا”، يعلّق أحد المغردين ساخراً من صور تجمهرالصحافيين والمراسلين والمصورين حول رئيس الحكومة، حسان دياب، ومن ثم وزير الصحة حمد حسن، خلال عقدهما مؤتمراً صحافياً أمام مدخل المطار، حيث بدوا جميعاً متلاصقين غير آبهين بالتنظيم والحفاظ على المسافة الآمنة المطلوبة، وهو المشهد الذي انسحب أيضاً على الاحتشاد داخل المطار لاستصراح الواصلين أو الأشخاص الذين أوكلت إليهم مهمة تنفيذ إجراءات الاستقبال، بمن فيهم أفراد الطواقم الطبية.

وعليه، سأل الصحافي والأستاذ الجامعي، داود ابراهيم، مستنكراً: “طيب مين بدو ينقل العدوى هلأ للتاني، المسافر اللي رجع يبوس الاهل، قرابته اللي ناطره بالاحضان ع المطار وعامله حفلة جمع شمل بالبيت، او المراسلين اللي عم يلزقوا ع الناس وينقلوا الميكروفون من تم لتم”، إذ إنّ “طريقة تغطية الاعلام للوافدين على أبواب مطار بيروت لا تحترم معايير الحماية والتباعد الاجتماعي لحماية الصحافيين والمواطنين”، على ما علّق مغرد، مطالباً المعنيين بـ”التفضل بحصر الكاميرا بصحافي واحد، وتوزيع المواد على كافة وسائل الاعلام عن بعد، طبقوا المعايير!”.

ونشرت الصحافية يمنى فواز صوراً لمشهد اكتظاظ المراسلين، مرفقة بتعليق موجّه لـ”قوى الأمن الداخلي”، قالت فيه: “رئيس الحكومة حسان دياب وزير الصحة حسن حمد خرقا قرار التعبئة العامة. كما ان مؤتمراتهما الصحافية بهذا الشكل دون الاعتبار لجائحة كورونا يعرض الصحافيات والصحافيين والمصورين والمصورات لخطر العدوى”.

كما نشرت مراسلة قناة “أم تي في”، نوال بري، صوراً مماثلة من مكان الحدث، وقالت: “بعيدا عن المزايدة عن جد..بس مناشدة للمعنيين بالحكومة انو مؤتمرات صحافية بهالشكل بهالوقت بلاها. يهن كانوا يعملوا منصة بالمطار يوقف عليها الرئيس ونحن نوقف بعاد عن بعض..مني وعليي وقفت بعيدة صراحة”. وأضافت في تغريدة أخرى: “مؤتمر صحافي part2..واكيد ما غطيناه صراحة..ورجعت ناشدت وزير الصحة انو هالمشاهد ما بقى مقبولة بزمن الكورونا ووعد انو يوصلها لوزيرة الاعلام يلي كانت مشاركة بالمؤتمر الاول وواقفة بين الحشود..”.

إلى ذلك، طالب الإعلامي عباس زلزلي وزيرة الإعلام، منال عبد الصمد، بضرورة توحيد البث، واستنكر مشهد الاكتظاظ قائلاً: “صعبة تصوروا عن بعيد!!! وصعبة يكون مؤتمر صحافي وكل (المايكات موجودة) وبلا تدافع المراسلين او قربهم من بعضهم بهالطريقة!!يا جماعة عم نكافح انتشار الفايروس شو قصتكم !!!”.

بموازاة ذلك، برزت انتقادات لأداء التلفزيونات خلال تغطيتها وصول المغتربين، والتي شهدت “خرقًاً لخصوصيتهم”. وقال أحد المغردين: “كان بعد ناقص يلحقوهم على غرفهم، وهيدا يللي صار!”، وعلّق آخر: “بعض وسائل الإعلام يلي عم تواكب المغتربين يلي عم يوصلوا على مطار بيروت، بتحس عم يصوروهن متل كإنن شي كائنات فضائية، قاعدين عم يفوكسو عليهن من فوق لتحت، معقول يكونوا حاملين الفيروس بإيدن يعني”.