كل هذه الطقوس الكنسية لم تغب في اسبوع الالام عن كنائس زغرتا بل غاب المؤمنون قسريا بفعل التزام التعبئة العامة وشاركوا متابعة عبر ″zgharta channel″ التي نقلت احتفالات هذا الاسبوع المقدس في زغرتا والذي خلاله في السنوات السابقة بالكاد تجد موطىء قدم في اي كنيسة من كنائس المنطقة العديدة الكبيرة منها والصغيرة بفعل توافد المؤمنين لاحياء ذكرى موت وقيامة السيد المسيح.
زيارة الكنائس السبع يوم خميس الاسرار استبدلها الاهالي بالتسمر امام الشاشة المحلية التابعة لرعية زغرتا والتي اثبتت حضورا لافتا على الصعيد الايماني خلال هذه المرحلة الصعبة التي اجبرت الاهالي على ممارسة شعائرهم الدينية في منازلهم واجبرت القيمين على الرعية على اغلاق الكنائس حتى امام الأموات الذين تتم الصلاة على أرواحهم في كابيلا صغيرة في مدافن البلدة وبحضور اقرب المقربين فقط لا غير التزاما بالتباعد الاجتماعي.
فيروس كورونا الذي انحسر نسبيا في زغرتا حل ثقيلا على الاهالي الذين لم تقفل كنائسهم ابدا في عز الازمات انما للضرورة احكام على ما يؤكد احد الكهنة في دردشة مع ″سفير الشمال″، معتبرا ان قرار اقفال الكنائس جاء للحد من انتشار فيروس كورونا وهو صلاة بحد ذاته اذ يوفر على المدينة اصابات جديدة ويمنع التجمعات، كاشفا ان كهنة المدينة وعلى رأسهم المطران جوزاف نفاع لم يقصروا، واحيوا الصلوات في الكنائس كالمعتاد انما بغياب المؤمنين حفاظا على حياتهم، لافتا الى “ان جميع اهالي زغرتا تمكنوا من المشاركة في الاحتفالات عبر قناة تلفزيونية نقلت من كنائس زغرتا وقائع كل الرتب وصلوات اسبوع الالام التي احياها الاباء مع قداديس يومية بحيث شكلت هذه القناة صلة وصل الاهالي لممارسة طقوسهم الدينية من دون اي خطر لالتقاط العدوى ومن منازلهم، موضحا ان ذكرى موت وقيامة السيد المسيح لها نكهة خاصة في قضاء زغرتا بحيث تعج خلالها الكنائس بالمؤمنين ليس فقط من قاطني المدينة بل ايضا من ابنائها الوافدين من بيروت الذين يحرصون على المجيء والمشاركة لاسيما يوم الجمعة العظيمة.
زغرتا في اسبوع الالام حزينة ومتألمة لاغلاق كنائسها انما الضرورات تبيح المحظورات على ما اكد احد فعاليات المنطقة لـ”سفير الشمال” كاشفا انه لو ابقيت الكنائس مفتوحة لما تم التمكن من السيطرة على الفيروس في القضاء لاسيما ان الاهالي يحرصون على تقديم واجب العزاء في حالات الوفيات ويتوافدون الى قاعات الكنائس للوقوف الى جانب اهل الفقيد ما كان من شأنه ان يورط المنطقة في ما لا تحمد عقباه من اصابات”.