“تويتر” الحريري – السيد: قتل وملايين الدولارات..!!

"الكورونا بتروح بس الناس باقية، ومش رح يرحموكم" تغريدة تصح على الجميع

12 أبريل 2020
“تويتر” الحريري – السيد: قتل وملايين الدولارات..!!
عند كل قرار تنوي حكومة حسان دياب اتخاذه، يبرز موقف اعتراضي عنيف لرئيس الحكومة السابق سعد الحريري. لم يطل الحريري من موقفه المهادن لحكومة دياب، فهو يستشرف محاولة لإنهاء وجوده في المراكز الحساسة، الإدارية، في الدولة اللبنانية.
وصل إلى مسامعه أن عون وباسيل سيستهدفانه في التعيينات السنية.

من محمد بعاصيري (المصرف المركزي) إلى مجلس الخدمة المدنية والتفتيش المركزي، وصولاً إلى الحملة الممنهجة التي تتعرض لها الحريرية السياسية، بتحميل السنوات الثلاثين الفائتة مسؤولية الانهيار والسياسات الاقتصادية التي أوصلت لبنان إلى حالة النهب والفساد.

خسارة المواقع
عند بحث التعيينات المالية، كان الحريري يمنّي النفس بإبقاء محمد بعاصيري في موقعه. لم يتلق أي جواب إيجابي من حزب الله أو دياب.

حاول البحث مع الأميركيين، إذا ما كان هناك خيار للبحث عن بديل من بعاصيري، بما أنه موظف ويمكن الإتيان بآخر. لكن الجواب الأميركي كان في غاية الحسم، لا بديل عن بعاصيري كنائب ثالث لحاكم مصرف لبنان.
اتخذ الحريري موقفه العنيف، ضد التعيينات المالية، التي تأجلت بفعل خلافات داخل البيت الواحد، وبفعل الدخول الأميركي على الخطّ.

بعدها، دخل الحريري مواجهة جديدة مع الحكومة على خلفية قانون العفو العام.

بالنسبة إليه، لم يعد هناك مجال للمهادنة أو السكوت.

يعتبر أن ما يجري عملية تصفية حساب معه ومع الحريرية منذ التسعينيات إلى اليوم.

من يتواصل معهم يبلغهم بأنه لن يطيل الصمت، وسيأتي يوم يفضح فيه الممارسات السياسية والمالية، التي تورط بها من يشنون الهجوم عليه، ويحملونه المسؤولية.

في 14 شباط وقف الحريري في بيت الوسط معلناً وقوفه في جبهة المعارضة. قالها أمام جمهوره. لعبة الجمهور تختلف عن لعبة السياسة.

فكان أن اختار طريق المهادنة نسبياً وترك الحكومة لمصيرها، والتعاطي معها “على القطعة”. لم تقدم الحكومة أي إشارة إيجابية تجاه الحريري.

فاجتمع مع رؤساء الحكومة السابقين على مواجهتها، من دون أي مقومات للمواجهة، ومن دون أي برنامج واضح أو خطة عملية أو تحرك سياسي فعلي.

وهو ما يتكرر من خلال الصراع المفتوح على “تويتر”، على خلفية الخطة الاقتصادية والمالية التي تعدها الحكومة، وتم تسريبها.

لم يكن الحريري في وارد الذهاب إلى معارضة جدية. تلقى اتصالات ورسائل كثيرة، تدفعه إلى الخروج عن صمته بمواجهة ما يجري.

مجدداً حصلت اتصالات خارجية ومحلية به، دفعته إلى تفجير موقفه الجديد، والذي أدى إلى اشتباك مع حلفاء حزب الله بشكل مباشر، ومع الحزب بشكل غير مباشر.

منذ فترة يستشعر الحريري أن الحزب يوصل له رسائل فحواها أن “دلاله لم يعد ينفع”، خاصة أن الحزب أبلغ جميع حلفائه وخصومه أن حكومة حسان دياب ممنوعة من السقوط.

وهذا يعني أن كل آمال الحريري بالعودة غير ممكنة. لا سيما أن عون يقولها جهاراً: “لا عودة للحريري إلى رئاسة الحكومة طالما أنا في بعبدا”.

سياسة تويترية
التقط الحريري أكثر من إشارة سلبية وبقي صامتاً.

أولى الرسائل أن زمن الدلال ولّى، ثانية الرسائل أن حسان دياب نشيط ويعمل على عقد اجتماعات كثيرة خلال ثلاثة أشهر تتخطى الاجتماعات واللقاءات والجهود التي بذلها الحريري في ثلاث سنوات.

ثالثة الرسائل كانت الحملة الموجهة عليه وعلى والده في الملف الاقتصادي والمالي، وصولاً إلى خطة الحكومة للـ”هيركات” والإقتطاع من الودائع.

عندها لم يجد الحريري بداً من الخروج عن صمته، فغرّد على تويتر قائلاً: “منذ تشكيل هذه الحكومة، وهي تعد اللبنانيين والعالم بخطة إنقاذ اقتصادي.

وبناء عليه قررنا فترة سماح بانتظار ان نحكم على الخطة الموعودة. لكن يبدو أنها تتجه إلى خطة انتحار اقتصادي، مبنية على مصادرة أموال اللبنانيين المودعة في المصارف”.

وأضاف الحريري: “فترة السماح التي أعطيناها لا تعني بأي شكل من الأشكال السماح للحكومة ومن يقف خلفها، تغيير طبيعة نظامنا الاقتصادي المصان بالدستور أو وضع اليد على جنى أعمار الناس، لتعفي الدولة نفسها من أي مساهمة في الجهد المطلوب من الجميع. وسيكون لنا قريبا كلام آخر، إذا لم يتم تدارك الأمر”.

27 مليون دولار وبذاءة متبادلة
موقف الحريري استدعى رداً عنيفاً من النائب جميل السيد الذي قال متوجهاً إلى الحريري: “عن أي أموال عم تحكي؟! نسيت 15 سنة حكومات نهْب وفساد وفاسدين؟ نسيت إنّو طيّرتوها مع رياض سلامة وما تركتوا قرش للناس ولا لحكومة دياب؟! الكورونا بتروح بس الناس باقية، ومش رح يرحموكم”.

كلام السيد استدعى رداً من أمين عام تيار المستقبل أحمد الحريري قائلاً: “أنت أصلًا يا جميل نائب لأنو اشتروا سكوتك بالنيابة بعد ما فضحت لجنة التحقيق الدولية الملايين يلي خبيتها ببيتك”.

وختم: “حبل الكذب قصير ويومك جاي نشوفك مرة ثانية ورا القضبان”.

لم يقف السجال عند هذا الحدّ، سارع السيد إلى الردّ على أحمد الحريري واصفاً إياه بأحمق العائلة: “صح، يومكم جايي، بس ما رح يكون سِجْن ولا هريبة، رح يكون تحت إجْرَيْن الناس يللي ضحكتوا عليهم وفقّرتوهم، من صيدا وبيروت للشمال للبقاع”، مستعينًا بآيةٍ قرآنيّة تقول، “وتروْنَهُ بعيداً ونراهُ قريبا”.

وأضاف السيِّد: “على فكرة، إذا مبلغ 27 مليون دولار صحيح، خبّروا اللجنة هالمبلغ قبضته ثمن قتل رفيق الحريري، وبلطوا البحر”. فجاء ردّ الحريري أعنف واصفاً السيد بـ”حمار بشار”.

وقال “أغلب صفات الانسان وراثية إلا صفة الاستحمار فهي مجهود شخصي .. أليس ذلك يا جميل؟ انهيار أعصابك لن يعفيك من السقوط في مزبلة التاريخ.

وكلما نطقت بتغريدة تكشف عن نفسيتك المريضة. اللهم نعوذ بك من الحاقد والحاسد والخبيث.. صفات مضافة للاستحمار”.

وقد دخل عضو المكتب السياسي في تيار “المستقبل” مصطفى علوش على خط السجال بين النائب جميل السيد وأمين عام تيار “المستقبل” أحمد الحريري.

متوجهاً إلى السيد بالقول:”

إلى التافه جميل السيد: أنت أجبن من أن تقتل أحدًا.

فأنت فقط كاتب رخيص للتقارير عند مشغليك، متخصص بتركيب التهم للناس وتحضير المؤامرات. عدا ذلك، فأنت كائن لا يتقن إلا النباح”.

المصدر المدن