وفيما من غير المعلوم متى تنتهي التعبئة العامة وطبيعة إجراءاتها المقبلة، ولا ما ستمرّره الحكومة من قرارات جديدة، تبدو مجموعات الانتفاضة في حالة ترقّب، وفي وضعية المتلقي من دون قدرة على الفعل. تنتظر قرار الحكومة بإنهاء الحجر لتعود إلى الشارع. ما يطرح السؤال عما تفعله هذه المجموعات في هذا الوقت، وعن الآلية التي قد تلجأ إليها لخوض مواجهة تتناسب وضرورات المرحلة، وكيفية استعادة ما أفقدتهم إياه الظروف الصحية التي انتصرت لخصمهم.
لبعض المنظّمين في المجموعات نظرة مختلفة للأمور، إذ يؤكد ماهر أبو شقرا، من “لحقي” لـ”نداء الوطن” بأن الثورة مستمرة، ويتوقّع قدوم “موجة ثورية ثانية أعظم مما شاهدناه في 17 تشرين”. وعلى الرغم من التفاؤل، تنظر “لحقي” بقلق إلى إجراءات الحكومة اللبنانية: “مقلق استغلال السلطة للجائحة لتمرير إجراءات ظالمة، ورأينا أداء وزارة الداخلية وإزالة الخيم والإعتقالات”. وعلى الرغم من إعطاء المجموعة الأولوية اليوم لمواجة الوباء، غير انها تشعر أيضاً بالقلق من استغلال الأزمة من قبل السلطة، “إذ دمرت قوى المنظومة الحاكمة الدولة بشكل كامل حتى تقوم هي خلال الأزمات مكان الدولة التي دمرتها، وتقيم إدارة بديلة تجعل الناس تعتقد بحاجتها إليها وبأن لا غنى عنها في هذه الظروف. وهو أمر خطير”. وإذ ترى “لحقي” أن “الناس متروكة بين خياريّ حكومة تابعة بشكل غير مباشر للنظام من جهة وقوى محلية حاكمة من جهة أخرى” ما يصعّب عملها، اختارت “لحقي” الانخراط مع الناس عبر العمل المحلي في مناطق تواجدها، وفق أبو شقرا. كذلك تعمل المجموعة على تنظيم أفرادها استكمالاً لمشروع مواجهة السلطة، وتتحضّر لإجراء انتخابات داخلية.
من جهتها تؤكد دارين دندشلي لـ”نداء الوطن” بأن “كورونا خفّف من أثر الثورة واستفادت منه الأحزاب لتعزيز الزبائنية، وبدأت بتوزيع حصص غذائية ومواد تعقيم مرفقة بشعاراتها”، لكن تلفت دندشلي إلى قدرة الناس على رؤية ممارسة الأحزاب، وتؤكد استمرار مجموعات والثوّار بالتنسيق في ما بينهم، “لكن هناك احترام لحالة التعبئة العامة”. وتشير الناشطة إلى حملات تضامن وتكافل ومبادرات صغيرة في مختلف المناطق يقوم بها الثوار ويتجنبون تمنين الناس بها كما تفعل الأحزاب.