كورونا الثلاثاء: وفاة واحدة وتسع إصابات.. و”المرجلة” ببشرّي

تسيّر قوى الأمن دورياتها لفرض إجراءات "التعبئة العامة"

14 أبريل 2020
كورونا الثلاثاء: وفاة واحدة وتسع إصابات.. و”المرجلة” ببشرّي

تبددت إيجابيات التراجع الملحوظ في عدد المصابين يوم الاثنين، مع إعلان وزارة الصحة عن ارتفاع عدد المصابين الجدد ليبلغ 9 حالات، يضاف إليهم وقوع ضحية جديدة لهذا الوباء، ما رفع عدد المتوفين إلى 21 شخصاً من اندلاع الأزمة. وبذلك بات العدد الإجمالي المصابين 641 حالة.

وبعد توقف توافد المغتربين يوم الإثنين، أعلنت وزارة الصحة أن الفحوص التي أجريت للركاب الذين وصلوا في 13 نيسان على متن الرحلات الآتية من كل من باريس وجدة والغابون، جاءت كلها سالبة. علماً أن عدد الإصابات بين الوافدين وصل إلى 27 حالة.

لقاحان جديدان
في إطار التسارع العالمي لإيجاد لقاحات تنقذ البشرية والاقتصاد العالمي من تداعيات الوباء، أعلنت وكالة “شينخوا”، الصينية أن الجهات الطبية الصينية أعطت الضوء الأخضر لبدء التجارب البشرية على لقاحين لمكافحة فيروس كورونا المستجد، الذي قتل ما يقرب من 120 ألف شخص حول العالم، وأن الصين وافقت أخيراً على إجراء التجارب السريرية على لقاحين، تعمل على تطويرهما شركة سينوفاك بايوتيك في بكين، بالاشتراك مع معهد ووهان للمنتجات البيولوجية، التابع لمجموعة الصين الوطنية للصناعات الدوائية، المملوكة للدولة.

تأخر المساعدات
يسود لغط حول المساعدات الاجتماعية التي وعدت بها الحكومة للعائلات الأكثر فقراً، خصوصاً بعدما أعلنت قيادة الجيش يوم الاثنين عن بدء تنفيذ المهمة، لتعود وتعلن عن تأجيلها إلى موعد يحدد لاحقاً.

وهذا استدعى عقد اجتماع في السرايا الحكومية، ترأسه رئيس الحكومة حسان دياب، بعد صدور بيان عن وزير الشؤون الاجتماعية رمزي المشرفية أوضح فيه أن اللوائح التي تسلمها الجيش تشوبها بعض الأخطاء.
لذا قررت الوزارة إرجاء توزيع هذه المساعدات، لحين انتهاء الجيش من التدقيق فيها. علماً أن اللوائح المعدة تشمل بعض القطاعات وبرنامج الفقر في وزارة الشؤون وأسماء العائلات الأكثر حاجة في مختلف المناطق اللبنانية، وفق معايير موحدة.
ولتكون عادلة وشاملة، ولتوزيع المساعدات المالية المقررة للعائلات المستحقة التي أقرها مجلس الوزراء، فقد تم إرسال هذه اللوائح إلى الجيش اللبناني لتنقيحها والتدقيق في صحة معلوماتها والاستعداد للتحضيرات اللوجستية المتعلقة بها.

وكان مرصد حقوق الأشخاص المعوقين قد استبق إعلان بدء المساعدات يوم الثلاثاء، 14 نيسان بشكاوى وصلت إليه من أقصى الشمال إلى أقصى الجنوب، عن إهمال أشخاص من ذوي إعاقات مختلفة من قبل البلديات المناط بها رفع اللوائح الإسمية.

ولفت المرصد إلى أن الكثيرين من الأشخاص المعوقين في لبنان، الذين تزيد نسبتهم عن عشرة في المئة من السكان، هم خارج حسابات الأحزاب والتبعيات، ولم تلحظهم البلديات، ولا إمكانيات لديهم للوصول إلى المراكز.

بالإضافة إلى أن كثيرين منهم لم يدرجوا في السابق على لوائح الأسر الأكثر فقرًا لأسباب مختلفة. 

واعتبر المرصد أن المسؤولية خطيرة في هذه المرحلة، وتقع في الدرجة الأولى على عاتق مخاتير الأحياء والبلديات والقرى وأعضاء المجالس البلدية، الذين هم على تماس مباشر مع المواطنين المعوقين، ولديهم إمكانية إدراجهم على اللوائح.

“المرجلة” في بشري
بعد تفشي وباء كورونا في مدينة بشري، توجه رئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع برسالة إلى الأهالي معتبراً أن “القوات” وضعت خطة مواجهة سريعة، قبل أن تظهر أي إصابة في المنطقة.

لكن بالرغم من كل الإجراءات ظهرت إصابات وعملت خلية الأزمة على معاينتها ولاحقت كل حالة بحالتها من الأشخاص الذين كان أي مريض على تواصل معهم.

ولفت إلى أن البعض اعتبر أن الإجراءات مبالغ فيها قائلاً: “كان من الأسهل علينا أن نترك الأمور على حالها، وأن نقوم بمعالجة من تثبت إصابته بكورونا فقط، إلا أنه كان وبكل صراحة ليكون قرارا جبانا”.

ورداً على بعض المشككين قال: “في بشري لا يطاردنا المرض، وإنما العكس نحن من يطارده”، شاكراً “كل فرد من أهالي بشري يلازم منزله.

لأن هذه هي “المرجلة” في الوقت الراهن. ففي أيام الحرب كانت “المرجلة” ألا يبقى الشخص في منزله، إلا أنها في هذه الأيام، في مواجهة كورونا، “المرجلة” تكمن في البقاء في المنزل. وهكذا يمكننا الربح في حربنا ومواجهتنا مع كورونا”.

اعتصامات وإشكاليات
وفي سياق توزيع المساعدات على المحتاجين، وقع إشكال بين عناصر شرطة بلدية طرابلس وعناصر الجمعيات الكشفية، التي تقوم بتوزيع القسائم الغذائية المقدمة من البلدية على أبناء المدينة في المناطق الشعبية.

وقد أصيب ثلاثة كشفيين بجروح، نقلوا إثرها إلى المستشفى الإسلامي الخيري.

وتطوّر الإشكال حين توجهت مجموعات من الحراك إلى مركز الشرطة في القصر البلدي، وحصل عراك بين الشرطة والمحتجين وارتفعت الأصوات.

وكان نواب طرابلس وفاعليات طرابلسية قد عقدوا اجتماعاً في معرض رشيد كرامي الدولي للبحث في كيفية التعاون لمساعدة ابناء المدينة.

وطالب المجتمعون الحكومة اللبنانية إيلاء طرابلس كل الشمال اهتماماً خاصاً واستثنائياً في خطة دعم الأسر الأكثر حاجة نظراً لارتفاع معدلات الفقر والبطالة في المدينة، واعتماد مبدأ العدالة والمساواة في توزيع الأموال بين المناطق، وتعزيز قدرات مستشفى طرابلس الحكومي في التصدي لوباء “كورونا” عبر توفير الطواقم المتخصصة لتمكينه من إجراء الفحوص اللازمة “pcr” في أسرع وقت، وتخصيص أماكن للحجر الصحي بشكل رسمي وتجهيزها بما يلزم لأداء المهمات المطلوبة فيها.

وتزامناً مع هذا الاجتماع، واعتراضاً على الأوضاع المعيشة الصعبة، أقدم عدد من الناشطين على التظاهر أمام المعرض.

وفي سياق التحركات، كان اعتصام عدد من موظفي مؤسسات المستقبل الإعلامية الثلاثاء في 14 نيسان أمام مبنى سبيرز بسبب التأخير المتعمد بعدم دفع مستحقاتهم.

ترك موقوفين عن بعد
يستمر القضاة بترك سبيل الموقوفين عن بعد، خصوصاً في ظل اكتظاظ السجون والخوف من انتقال عدوى كورونا إليها. وتابع قضاة التحقيق في جبل لبنان استجواب عدد من الموقوفين وأصدر قضاة عدة قرارات بتخلية سبيل وترك 162 موقوفاً.

الجامعة الأميركية
أطلقت الجامعة الأميركية في بيروت COVID-19 Studio، منصة تثقيفية تفاعلية تهدف إلى إنتاج برامج ذات محتوى علمي، حول التأثير العالمي والمحلي لفيروس كورونا المستجد، بالإضافة إلى التدابير الوقائية لمكافحة هذا الوباء.

وستعمل هذه المنصة على تزويد المجتمع بأحدث المعلومات ومقاربة كل المسائل ذات الصلة من النواحي المختلفة، الصحية والتعليمية والاقتصادية والاجتماعية، للانطلاق نحو مجتمع أفضل إدراكا وصحة.

من ناحيته استضاف معهد العلوم الاجتماعية في الجامعة اللبنانية – الفرع الخامس الباحث في علم الفيروسات والأمراض الوبائية، ومساعد مدير مركز أبحاث الأمراض الجرثومية في كلية الطب في الجامعة الأميركية في بيروت، الدكتور حسن زراقط، في لقاء تفاعلي، عبر صفحة الفايسبوك.

واعتبر زراقط أن عدد حالات الشفاء في لبنان جيدة، وأن نسبة الحالات الحرجة لم تصل بعد إلى 10 في المئة السائدة عالمياً، إلا أن تدحرج الوضع في لبنان مؤشر يدعو للحذر.

المصدر المدن