خطة مسبقة
هذه هي خلاصة الجولة التي نظمها حزب الله للإعلاميين في أقضية صور وبنت جبيل ومرجعيون الجنوبية، لإطلاعهم على جهوزية الدفاع المدني – الهيئة الصحية الإسلامية في المنطقة الأولى، وهي تضم الأقضية المذكورة، حسب التقسيمات الجغرافية – الأمنية التي يعتمدها حزب الله.
في مركز مؤسسة جهاد البناء بقرية دردغيا، وقد تحول مقراً لخلية أزمة لمواجهة وباء كورونا، عرض مسؤول المنطقة الأولى في الحزب عبدالله ناصر جملة من الإجراءات والتدابير التي يقوم بها حزبه بناء لتوجيهات أمينه العام السيد حسن نصرالله. فأكد ناصر أن خطة جهوزية حزب الله موضوعة مسبقاً ومركزياً، وهي معدة للحرب ضد إسرائيل.
وقال ناصر: “نحن في حزب الله، ومن منطلق مسؤوليتنا الوطنية والإنسانية والشرعية في الحرب على وباء كورونا، قمنا بإعداد خطة وسننفذها على أكمل وجه في منطقة الجنوب الأولى، التي يقطن فيها حوالى 500 ألف شخص و12 ألف عنصر من اليونيفيل، على مساحة 1300 كيلو متر مربع. ويتعاون حزبنا مع حركة أمل والقوى والفصائل الفلسطينية التي تواكب الانضباط والالتزام في المخيمات. ونحن لسنا بديلا عن الدولة ولا عن وزارة الصحة. والإجراءات والاستعدادات التي نقوم بها تحت سقف وزارة الصحة، ولمساندتها ومساعداتها في مواجهة هذا الوباء، الذي أظهرت غالبية الدول عجزاً وضعفاً في مواجهته حتى الآن”.
20 ألف عائلة متضررة
وأعلن ناصر عن تجهيز 6 مراكز لعزل المصابين (تكون حالتهم مستقرة) بوباء كورونا، لتخفيف الضغط عن المستشفيات الحكومية وسواها. وتوزعت مراكز العزل هذه بين جويا وبنت جبيل وكفرا والخيام والحوش.
المراكز تحتوي 203 أسرة، إلى جانب عدد من مراكز التشخيص الأولي للوباء. وكشف ناصر عن أن حزبه أحصى تضرر 20 ألف عائلة اقتصادياً من وباء كورونا في منطقته الأولى. وقد وزع حزب الله للعائلات المحتاجة الأشد فقراً أكثر من 17 ألف حصة تموينية، بلغت قيمتها مليار 132 مليون ليرة لبنانية.
150 سيارة إسعاف
وسبق زيارة الإعلاميين دردغيا، مشاهدتهم مناورة صحية لسيارات الإسعاف. فقد جمّع حزب الله في إحدى باحات آثار مدينة صور التاريخية، حوالى 150 سيارة إسعاف، بينها 55 سيارة للعزل تماشياً مع متطلبات كورونا، تابعة للدفاع المدني – الهيئة الصحية الإسلامية.
وقد استقدمت السيارات من مراكز القرى والبلدات الجنوبية، في إشارة إلى بدء التعبئة الصحية العامة لمواجهة الوباء.
السيارات جميعها عادت إلى مواقعها، بعد الانتهاء من مناورتها، على وقع إطلاقها صافراتها في أرجاء مدينة صور. وهذا للإعلان أن طواقمها مجهزة تجهيزاً كاملا ومستعدة لما قد يكون الأسوأ.
وتحدث عبدالله نور الدين، مدير الدفاع المدني – الهيئة الصحية الإسلامية، عن وظيفة هذه السيارات الإسعافية وطواقمها في التصدي لوباء كورونا بكل الإمكانات المتوفرة. أما مركز التشخيص الأولي الذي استحدثته الهيئة في منطقة العباسية، فمجهز بطواقم طبية وتمريضية وسيارات إسعاف. وقد تولت إحدى الممرضات قياس حرارة الوافدين وتزويدهم بالكمامات والقفازات، قبل دخولهم إلى المركز، فيما تولى الطبيب المشرف عليه، فادي الأطرش، عرض لمحة عن جهوزية المركز للقيام بمهام التشخيص الإولي للمصابين.
ترابط الأزمات
وفي بلدة جويا جرى موقتا تحويل مركز العلاج النفسي وحالات الإدمان التابع للهيئة الصحية، إلى مركز للحجر الصحي للمصابين. وتولى الطبيب المسؤول عن المنطقة الأولى محمد سليمان، الشرح عن استعدادات المركز السريعة لاستقبال مصابي كورونا بالتنسيق مع وزارة الصحة. وعرض دور الحزب في متابعة المحجورين القادمين من الخارج، وتوفير متطلبات النقل والاهتمام والمتابعة.
ولأن الوضع الصحي وتداعياته مرتبطة بالوضع الاجتماعي، أطلع المسؤولون الحزبيون الإعلاميين على عمل اللجان الاجتماعية في مجمع الإمام الحسين في صور، والتي يعمل أفرادها على توضيب الحصص الغذائية والتموينية لتوزيعها على المحتاجين.