من الحجر المنزلي المفروض خلال مرحلة التعبئة العامة، اتصلت إحدى المريضات بطبيب الأسنان الذي تتعالج لديه، متسلحة بقرار نقابة أطباء الأسنان في بيروت، والتي كانت أصدرت تعميما طلبت فيه “إقفال عيادات طب الأسنان الا في الحالات الطارئة والقصوى فقط وذلك حفاظاً على الصحة العامة وعلى سلامة الأطباء ومساعديهم وعائلاتهم”، بحسب البيان.
حالة المريضة كانت طارئة والألم لا يحتمل وبالتالي فإن زيارة العيادة أكثر من ضرورية.
طبيب الأسنان تجاوب معها خلال اتصالها به وحدد لها موعدا للحضور الى العيادة بما أن الحالة لا تحتمل التأجيل، لكن المفاجأة كانت أنه طلب منها، بالإضافة الى تسعيرة المعاينة التي تدفع في الأوقات العادية تسديد ثمن البدلة وملحقاتها التي سيستخدمها خلال المعاينة، وعند سؤالها عن المبلغ أتى الجواب: “من ثمانين الى مئة ألف ليرة”.
طبيبة أسنان رفضت الإفصاح عن إسمها التزاما بقرار النقابة عدم الإدلاء بأي تصريح لوسائل الإعلام من دون إذن مسبق، علقت على الحادثة بالقول: “هذا أمر معيب ويتنافى مع أدبيات المهنة، فهل يعقل أن نحّمل المريض المتألم تكلفة إضافية لا قدرة له عليها، علماً أنه في الأوقات العادية كان الكثير من الناس يتجنب الذهاب الى عيادات أطباء الأسنان بسبب الأزمات الإقتصادية والمالية المتلاحقة، وإن فعلوا مضطرين فكان وفق “آلية التقسيط المريح” اذا جاز التعبير.
عن اللباس المعتمد من قبل الطبيب لتفادي إلتقاط العدوى وملحقاته، تقول طبيبة الأسنان إنه يشمل: غطاء الرأس، كمامة، عازل كامل للوجه والعينين، الثوب الطبي، القفازات وغطاء القدمين، وهذا الـ costume المتكامل يستعمل فردياً لكل مريض، علماً بأن عيادات الأسنان في زمن ما قبل الكورونا كانت تخضع لعمليات التعقيم الذي يبدأ بالكرسي لينتهي بالأدوات المستعملة، لأن خطر إلتقاط أحد أفراد عائلة الفايروسات الكثيرة وارد دائما سواء من خلال اللعاب والأغشية المخاطية أو رذاذ الهواء أو الماء المستعمل أثناء عملية حفر الأسنان.
الثقة المتبادلة بين طبيب الأسنان والمريض ضرورية في هذه المرحلة كما في كل المراحل السابقة واللاحقة،أما أن تنحدر القيم الأخلاقية عند بعض أطباء الأسنان الى مستوى زيادة عبء على ألم مبرح وأعباء لا تعد ولا تحصى فهذا فعلاً أمر معيب يا نقابتي أطباء الأسنان في بيروت والشمال!!