فمن ازمة شح الدولار في بداية ايلول الماضي الى الركود الاقتصادي مروراً بثورة تشرين وصولاً الى الحجر القسري الذي فرضه وباء كورونا، واللبنانيون صامدون يصارعون “باللحم الحي” لتمرّ هذه الازمات وتداعياتها على خير..
وها هي ازمة جديدة تبرز على الساحة الاقتصادية متمثلة باحتكار بعض التجار للمواد والسلع الغذائية.
وها هم اصحاب النفوذ الاقتصادي يحاربون الفقير بلقمة عيشه، فتكاد تخلو رفوف السوبرماركت من معظم المواد لتظهر في اليوم التالي بسعر مضاعف او مرات اكثر عما كانت عليه..
قد نفهم ان بعض المواد المستوردة تضاعفت اسعارها او حتى نفذت، بسبب ارتفاع سعر صرف الدولار كما كلفة الاستيراد لا سيما ان كل المرافئ والمطارات مغلقة بسبب تفشي وباء كورونا، وبالتالي بات الحصول عليها صعباً
اما آخر فصول هذه الازمة، فقد برز امس الاول حين اعلن اصحاب الافران انهم سيتوقفون عن تسليم الخبز للمحلات وعلى من يريد شراء الخبز الذهاب الى الفرن..
صادم جاء قرار اصحاب الافران هذا لا سيما في وقت قست فيه الظروف على الجميع والاشغال معطلة وما من مداخيل..
نقيب اصحاب الافران علي ابراهيم الذي بدا جازما في قراره، اشار الى ان وزير الاقتصاد لا يمكنه ان يفرض عليهم توزيع الخبز، متناسيا او متجاهلا ان في القرى النائية اناس يعيشون على مبدأ “اعطنا خبزنا كفاف يومنا” ولا قدرة لهم لتحمل رفع سعر ربطة الخبز..
اذا منذ يوم الاثنين المقبل ستشترون خبزكم من الفرن يوميا كما في سالف الزمان.. الا ان المفارقة اليوم تكمن في ان الشريحة الكبرى من المواطنين والمصنفة انها تعيش دون خط الفقر فإنها ستُحرم حتى من لقمة العيش لانها قد لا تجد في قريتها فرناً لتشتري منه..
بدوره لا يزال وزير الاقتصاد راوول نعمة يصرّ على ان يبقى سعر ربطة الخبز 1500 ليرة لبنانية وان يستمر توزيعها على جميع المحلات والسوبرماركت. واشار نعمة الى “انني طالبت الأفران بإحضار الفواتير فردّ أصحابها بوقف التوزيع، وأنا أصّر على سعر ربطة الخبر بـ1500 ليرة لبنانية”..
اذاً بين جشع التجار والازمات المتتالية على مختلف الصعد، يعيش اللبنانيون في دوامة من التساؤلات ابرزها “بكرا شو؟” فهل من يهتم؟؟.