أسرار تأجيل دياب زيارة صيدا بصحبة السنيورة

طُرحت تساؤلات حول خلفية مرافقة السنيورة لدياب في تدشينه لمنشأة استشفائية في المدينة

18 أبريل 2020آخر تحديث :
حسان دياب يدخل نادي الرؤساء
حسان دياب يدخل نادي الرؤساء

كان يفترض أن يكون الحدث في مدينة صيدا اليوم (السبت) هو زيارة رئيس الحكومة حسان دياب، برفقة رئيس الحكومة الأسبق فؤاد السنيورة، للمدينة صباحاً.

لكن وقبل ساعات من موعدها أعلن رئيس بلدية صيدا المهندس محمد السعودي تأجيل الزيارة الى موعد يحدد في حينه. وفي ساعة متأخرة من الليل أعلن المكتب الإعلامي لرئيس الحكومة إلغاء الزيارة: “بسبب خلافات في المدينة بشأن المدعوين”.

سهم حزب الله
وكان البيان الصادر عن رئيس بلدية صيدا قد كشف: “في غمرة الإعداد لزيارة دولة الرئيس الدكتور حسان دياب لموقع المستشفى التركي التخصصي للحروق والصدمات في مدينة صيدا، من أجل إطلاق الأعمال في عملية إعادة التجهيز وبالتالي البدء بالتشغيل، طرأت بعض التعقيدات التي حدت بي التمني على دولة الرئيس دياب تأجيل زيارته لموقع المستشفى، حتى موعد لاحق يحدد في حينه. وإنني بإسم بلدية صيدا أتقدم ببالغ الشكر والتقدير لدولة الرئيس دياب على كريم إهتمامه وسعيه الحثيث من أجل إعادة تجهيز هذا المستشفى، الذي تعلق مدينة صيدا الكثير على إطلاق عملية إعادة تجهيزه والبدء بتشغيله”.

وعُلم أن سبب تأجيل الزيارة يعود إلى تفاعلات مرافقة الرئيس فؤاد السنيورة للرئيس دياب في الزيارة، للإعلان خلالها عن رصد مبلغ سبعة مليارات ونصف مليار ليرة لبنانية للمستشفى، من ضمن الهبة التي تلقتها الحكومة اللبنانية لدعم خطتها الصحية والاستشفائية في مواجهة وباء كورونا المستجد، وبما يتيح بدء تشغيل هذا المستشفى المقفل منذ عشر سنوات، لأسباب اصطلح على وصفها بالسياسية!

وفي معلومات خاصة بـ”المدن”، أن القيمين على ترتيب الزيارة في صيدا تبلغوا من وزير الصحة طلباً بتوجيه الدعوة إلى حزب الله وحركة أمل والشيخ ماهر حمود، ليكونوا حاضرين مع الرئيس دياب في المستشفى التركي، الأمر الذي رفضه رئيس البلدية محمد السعودي باعتبار أن الدعوة لم توجه أساساً لأي من فاعليات المدينة، بمن فيهم نائبيها بهية الحريري وأسامة سعد، فكيف يمكن دعوة أحزاب للحضور! وبناء عليه، تواصل السعودي مع رئاسة الحكومة وطلب تأجيل الزيارة فتبلغ الموافقة على التأجيل.

رد اعتبار لوزير الصحة!
وثمة من يعتقد أن حزب الله أراد من خلال طلب وزيره في الحكومة دعوة ممثلي الحزب والحركة نسف الزيارة من أساسها، لقطع الطريق على السنيورة من قطف أي ثمار لها، وأيضاً لرد الاعتبار للوزير حسن، بعدما جرى بينه وبين رئيس الحكومة الاسبوع الماضي.

فوفق مصادر مطلعة، كان يفترض أن يزور وزير الصحة الدكتور حمد حسن – المحسوب على حزب الله – المستشفى التركي السبت الماضي ضمن جولته الجنوبية، وأن يعلن من صيدا عن رصد الهبة المالية للمستشفى التركي. وكان حسن حينها في منطقة إقليم الخروب يستعد للانطلاق إلى صيدا، قبل أن يتلقى اتصالاً من رئيس الحكومة، يطلب منه أن يستثني صيدا من زيارته، لأنه هو (أي دياب) سيزورها الأسبوع المقبل (اليوم السبت).

وحسب المصادر نفسها، فإن الوزير حسن تجاوب مع طلب دياب لكن على مضض، وأدرك المحيطون بوزير الصحة أن ثمة جهة عطلت الزيارة، وأعقب ذلك حملة منظمة عبر وسائل التواصل الاجتماعي طالت النائبة بهية الحريري، محملة إياها مسؤولية إلغاء زيارة وزير الصحة، إلا أن الحريري عادت واتصلت بالوزير حسن مساء اليوم نفسه، مستوضحة منه عن سبب التأجيل، لكنها لم تأخذ منه جواباً واضحاً! ليأتيها الجواب صريحاً في اليوم التالي، يحمله إليها هذه المرة رئيس بلدية صيدا محمد السعودي، بأن رئيس الحكومة هو من سيأتي السبت المقبل (أي اليوم)، لتدشين المستشفى التركي، وسيكون معه الرئيس فؤاد السنيورة، من دون توجيه الدعوة إلى نائبي المدينة وفاعلياتها السياسية!

ترتيب قبل أسبوع
وكان الإعلان عن زيارة دياب برفقة السنيورة لصيدا وما تردد عن دور للأخير – في مكان ما – في ترتيبها لتأتي بهذا الشكل، وأظهر أن دياب يدخل صيدا من بوابة السنيورة حصراً.. طرح تساؤلات حول خلفية مرافقة السنيورة لدياب في تدشينه لمنشأة استشفائية في المدينة، رغم الموقف المبدئي المعروف للسنيورة من حكومة دياب، والمتمثل بمعارضته وانتقاده أكثر من مرة الطريقة التي شكلت بها الحكومة، التي وصفها السنيورة نفسه بأنها “حكومة حزب الله” وأنه “قد جرى تأليفها من ممثلين ضمنيين ومقنعين لأحزاب 8 آذار ويسيطر عليهم حزب الله”.

تلقف نائبا المدينة بهية الحريري وأسامة سعد كما معظم فاعلياتها خبر الزيارة بشيء من الصدمة، كونهم لم يكونوا على علم مسبق بالتحضير لها. وتبلغ النائبان سعد والحريري بأمر الزيارة من رئيس بلدية صيدا المهندس محمد السعودي.

وحسب معلومات “المدن”، فقد بدأ الترتيب للزيارة قبل أكثر من أسبوع بعيداً عن الأضواء، من قبل الرئيس دياب، بعد رصد الحكومة اللبنانية مبلغاً من المال من الهبة التي تلقتها للمستشفى التركي للحروق في صيدا، وتم تنسيقها مع السنيورة عبر أحد مستشاري الرئيس دياب.

مواقف “الفاعليات” الصيداوية
وكان للإعلان عن هذه الزيارة قبل تأجيلها وقع الصدمة على “تيار المستقبل” في صيدا، وتحديداً على النائبة بهية الحريري، ليس فقط بحكم كون التيار في موقع المعارض لحكومة دياب، ولكون دخوله إلى المدينة بهذا الشكل، ومن دون تنسيق مسبق مع فاعليات المدينة، سيحرج التيار، وإنما أيضاً لكون دياب يدخل المدينة بمعية السنيورة، الذي مرت علاقته بـ”المستقبل” إجمالاً، وببهية الحريري خصوصاً، منذ ما قبل ثورة 17 تشرين، بحالة من الفتور التي لامست حد القطيعة مع قصر مجدليون، رغم أن السنيورة بقي على تواصل مع الرئيس سعد الحريري، سواء من خلال نادي رؤساء الحكومة السابقين أو من خلال إطلالته معه في ذكرى 14 شباط من بيت الوسط. ورغم اعتراضها الضمني على الزيارة، لم يصدر عن النائبة الحريري ولا عن تيار المستقبل أي موقف منها.

من جهته، أمين عام التنظيم الناصري النائب اسامة سعد، ورغم موقفه المبدئي من الحكومة وطريقة تشكيلها وخصومته السياسية للسنيورة، اكتفى بالقول تعليقاً على الزيارة قبل تأجيلها، ومن دون ذكر مرافقة السنيورة لدياب، إنه “أخذ علم وخبر بها لا أكثر ولا أقل”.

اما رئيس البلدية محمد السعودي فبدا حذراً في كل مواقفه التي أعلنها حول الزيارة، حريصاً على الابقاء على الطابع الانمائي لها لمصلحة المدينة، وعلى عدم حرمان صيدا من هذه الفرصة لتشغيل مرفق استشفائي متخصص، مقفل منذ عشر سنوات.

واعتبر رئيس بلدية صيدا السابق الدكتور عبد الرحمن البزري في بيان مطول له سبق تأجيل الزيارة “إن ما جرى تحت الطاولة من نقاشات بين مختلف الشخصيات والقوى المهتمّة بالمصالح الصيداوية وبالقطاع الصحي في المدينة، أفضى إلى صيغة غير واضحة يأتي من خلالها رئيس الحكومة الحالية حسان دياب، وليس وزير الصحة كما كان مخططاً، لزيارة المستشفى التركي للحروق، ليُعلن استعداد الحكومة تقديم مبلغٍ 7 مليارات ونصف المليار ليرة لبنانية أو(4 ملايين دولار زائد مليار ليرة) لصالح إعادة تشغيل هذا المستشفى”.

المقالات والآراء المنشورة في الموقع والتعليقات على صفحات التواصل الاجتماعي بأسماء أصحـابها أو بأسماء مستعـارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لموقع “بيروت نيوز” بل تمثل وجهة نظر كاتبها، و”الموقع” غير مسؤول ولا يتحمل تبعات ما يكتب فيه من مواضيع أو تعليقات ويتحمل الكاتب كافة المسؤوليات التي تنتج عن ذلك.

المصدر المدن