كيف استرد بري أوراق قوّته؟

21 أبريل 2020
كيف استرد بري أوراق قوّته؟

كتب شارل جبور في “الجمهورية”: عندما انتخب العماد ميشال عون رئيساً للجمهورية، ساد الانطباع بأنّ الرجل القوي في المعادلة اللبنانية الرئيس نبيه بري دخل في خريف دوره السياسي، ولكنه سرعان ما استرد أوراقه وقوّته في آن معاً.

 

 شكل انتخاب عون رئيساً للجمهورية منعطفاً في الحياة الوطنية، وأدى إلى خلط الأوراق السياسية بدءاً من الساحة الشيعية التي انتُخِب فيها عون عن طريق حزب الله وبمعارضة صريحة من بري، فيما كان رئيس مجلس النواب هو الذي يتولى قبل استحقاق 31 تشرين الأول 2016 إنضاج التسويات والتفاهمات السياسية.

 

وإذا كانت الحقبة السورية عرفت بثلاثية بري والشهيد رفيق الحريري ورئيس الحزب التقدمي الإشتراكي وليد جنبلاط، فإنّ هذه الثلاثية حافظت في المرحلة التي تلتها على مَتانتها مع نجل الشهيد الحريري سعد، على رغم الانقسام العمودي بين 8 و 14 آذار، وذلك في ظل حرص على عدم القطع مع بري إلى درجة التضحية بالشيعة السياديين لمصلحة رئيس حركة “أمل”.

 

وكان الثنائي الحريري وجنبلاط يجهد في تبرير الانفتاح على بري بأنه من المتمسّكين بالعمق العربي خلافاً لحزب الله الذي يمثِّل التوجه الإيراني، وانّ القطع معه يؤدي إلى القطع مع كل الحالة الشيعية، الأمر الذي يستدعي الحفاظ على قنوات التواصل على رغم صعوبتها في مرحلة كان يتحوّل فيها بري دور رأس حربة في مواجهة 14 آذار.

 

ومع اندلاع الثورة السورية تضاعفت الأسباب الموجبة لدى الثنائي الآذاري للانفتاح على رئيس المجلس النيابي، بدءاً من رفضه المشاركة في القتال السوري وانقطاع علاقته مع نظام البعث، وصولاً إلى تمسّكه بالعلاقات مع دول الخليج وتحديداً السعودية، وما بينهما معارضته للحالة العونية، وكان التعاطي معه دوماً من منطلق انه القوة الشيعية التي يمكن محاورتها والتنسيق معها.

 

وعلى رغم الاتفاق الاستراتيجي بين حزب الله وحركة أمل تحت سقف المقاومة والخيارات الكبرى، فإنّ المعادلة التي كانت قائمة توحي بوجود تفاهم ضمني انه مقابل تسليم بري بالدور المقاوم المتقدِّم للحزب، يسلِّم الأخير بالدور السياسي المتقدِّم لبري في المعادلة الداخلية، ولم يكن ينظر رئيس المجلس بارتياح إلى تفاهم الحزب مع عون الذي شكل أوّل دخول له على اللعبة الداخلية من الباب الخلفي.

 

لقراءة المقال كاملا اضغط هنا