بين الحريري وجعجع… جلسة طويلة!

24 أبريل 2020
بين الحريري وجعجع… جلسة طويلة!

كتبت راكيل عتيق في “الجمهورية”: العلاقة بين رئيس تيار “المستقبل” سعد الحريري ورئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع غير مقطوعة، والتواصل بين الرجلين قائم إنّما بالحد الأدنى، عبر اتصالات هاتفية ومعايدات متبادلة. عوامل عدة زعزعت هذه العلاقة وتركت ندوباً فيها، غير قابلة للمحو، لكن يُمكن “تناسيها” لمقتضيات المصلحتين الوطنية والمشتركة. وإنّ إحياء العلاقة بين الرجلين يتطلّب جلسة مصارحة، بحسب ما تؤكّد مصادر الطرفين، لتنقية كلّ المرحلة السابقة وما طرأ على العلاقة في السنوات الثلاث الأخيرة، بين الحليفين منذ عام 2005.

لم تؤتِ التسوية الرئاسية منذ إجرائها عام 2016 بين طرفيها الرئيسين رئيس الجمهورية العماد ميشال عون والحريري أيّ ثمارٍ لرئيس الحكومة السابق. وفي حين كان يأمل الحريري في تحقيق إنجازات على الصعيد العام من خلال «استقرار» تؤمّنه هذه التسوية، ليعزّز موقعه السياسي والشعبي، أتت هذه التسوية، التي شملت أيضاً قوى 8 و14 آذار الأبرز، بنتائج عكسية على البلد وعلى رئيس «التيار الأزرق» في آن. وساهم فشل هذه التسوية في الوصول الى “انتفاضة 17 تشرين الأول”، التي فرضت على الحريري الإستقالة وعدم الدخول في تسويات وزارية أخرى مع عون و”الثنائي الشيعي”.

ولا شك في أنّ هذه التسوية أثّرت سلباً على العلاقة بين الحريري وحلفائه من قوى 14 آذار، ومن بينهم جعجع الذي تخلّى الحريري عن ترشيحه لرئاسة الجمهورية، بمعزل عن الأسباب.

أمّا الندب الأعمق الذي دَمَغ العلاقة بين الرجلين، فهو أثر “جرح السعودية”. فالحريري يعتبر أنّ جعجع تخلّى عنه خلال أزمته حين قدّم استقالته في خطاب مُتلفز من الرياض في تشرين الثاني من عام 2017. منذ ذلك الحين، “انكسر” شيء ما في هذه العلاقة، وعمد الحريري الى لَوم جعجع علناً في أكثر من محطة، ليس فقط عتباً على «حادثة الرياض»، بل على مواقف «القوات» في الحكومة السابقة وعدم تصويتها على موازنة 2019… وصولاً الى استقالة وزرائها من حكومة الحريري الأخيرة، التي شكّلت، في موازاة الإنتفاضة الشعبية، عاملاً ضاغطاً على الحريري ليقدّم استقالته وإصرار “القوات” على تأليف حكومة إختصاصيين مستقلين.