من أقوى في لبنان… أميركا أم ‘حزب الله’؟

28 أبريل 2020
من أقوى في لبنان… أميركا أم ‘حزب الله’؟

لم يعد خافيًا على احد أن ما يجري على الساحة اللبنانية من تجاذبات وشدّ حبال، وفي جزء كبير منه، هو في الأساس صراع بين الولايات المتحدة الأميركية من جهة، وبين “حزب الله” من جهة أخرى، كإمتداد طبيعي للصراع القائم في المنطقة بين واشنطن وطهران. وما الحرب التي يشنّها رئيس الحكومة الدكتور حسّان دياب، بطلب مباشر من رئيس الجمهورية و”حزب الله”، وبتغطية مباشرة له، ضد حاكم مصرف لبنان الدكتور رياض سلامه، الذي بدأ يعدّ العدّة لإطلالته عبر الفيديو لمصارحة اللبنانيين حول الأرقام، التي قال عنها رئيس الحكومة بأنها مبهمة وغير واضحة، سوى بداية البدايات.

ويعتقد البعض أن سلامه، وبالتوافق مع جمعية المصارف، سيصدرعدة تعاميم جديدة قد يكون لمفاعيلها الإيجابية التأثير المباشر على المودعين اللبنانيين، أقّله بالنسبة إلى سعر صرف الليرة مقابل الدولار، وإعطاء إشارات إيجابية لصغار المودعين بالنسبة إلى مصير ودائعهم، خصوصًا أن هذه الفئة من المواطنين ستكون الحَكَم في الحملة الإعلامية بين الحاكم ورئيس الحكومة، خصوصًا أن دوائر القصر الجمهوري والسراي الحكومي بدأت التحضير لملف المواجهة بالحقائق والأرقام، من دون أن يعني ذلك إدخال البلاد في متاهات جديدة هي في غنى عنها في الظرف الراهن، وفي وقت تقف البلاد على حافة الإفلاس العلني، وأن أي إخلال بالأمن النقدي سيدخل البلاد في مسلسل من الأزمات، التي لها أول وليس لها آخر.

وبغض النظر عن الأدوات المستعملة في المعركة الجانبية، التي تسير جنبًا إلى جنب المعركة الأم، اي بين أميركا و”حزب الله” على الساحة اللبنانية، بعدما اصبحت مكشوفة، مع ما يخشىاه البعض من أن يكون لها إمتدادات إقليمية، بحيث تطلب واشنطن من تل ابيب التدخل مباشرة والدخول على خطّ إلهاء “حزب الله” في مناوشات على الحدود مع لبنان، من دون أن يعني ذلك إدخال المنطقة في حرب واسعة، بل ينحصر تدّخلها في مناوشات إلهائية للحزب، مما يخّف من قوة سيطرته السياسية في الداخل اللبناني، وما يجعل مهمة واشنطن أسهل مما لو كان الحزب متفرغًا لمواجهتها بكل عدّته وأجهزته وإستنفاراته المتعددة الوجوه.

ووفقًا للتقديرات فإن “حزب الله” يتقدّم باشواط على اميركا في الحرب المفترضة بينهما على الساحة اللبنانية، بدليل أن الحزب لم يتأثر كثيرًا، ولو ظاهريًا، بالعقوبات الإقتصادية الأميركية المفروضة عليه، وهو يبدو مرتاحًا في بيئته، خصوصًا أن الأمين العام للحزب السيد حسن نصرالله كان قد حضّر قاعدته ومن يتأثّرون به لما يمكن أن يستجدّ من تطورات، وذلك عندما وجّه حملته ضد المصالح الأميركية في المنطقة على اثر إغتيال قائد فيلق القدس الجنرال قاسم سليماني، في الوقت الذي لا تزال الإدارة الأميركية ترتجل الخطوات في حربها ضد ما تسميه إرهابًا، مع التشديد على أن الحزب يتحرّك داخليًا بغطاء شرعي كون حكومة دياب هي حكومته، وهو يبذل اقصى المستطاع من أجل نجاحها في مواجهة ما تتعرّض له من تحديات سياسية وإقتصادية ومالية.