وزيرا الصحة والإعلام تفقدا مركز سبلين للعزل والمستشفى الحكومي

6 مايو 2020
وزيرا الصحة والإعلام تفقدا مركز سبلين للعزل والمستشفى الحكومي

تفقد وزيرا الصحة العامة الدكتور حمد حسن والإعلام الدكتورة منال عبد الصمد نجد، بعد ظهر اليوم، “مركز سبلين للعزل الطبي”، في مركز سبلين للتدريب المهني التابع لـ”وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين – الأونروا” في بلدة سبلين، والذي تم تجهيزه بالتعاون بين “الأونروا” و”منظمة أطباء بلا حدود”، ليستوعب حوالى 100 مريض من المصابين بفيروس “كورونا”، بحضور سفير فلسطين أشرف دبور، النائبين بلال عبد الله ومحمد الحجار ورؤساء بلديات: سبلين محمد يونس والوردانية علي بيرم والجية وسام الحاج، وفاعليات وقيادات فلسطينية وإدارة “الأونروا” وفريق من أطباء بلا حدود.

وبعد جولة تفقدية في المركز، تحدث المدير العام لـ”الأونروا” في لبنان كلاوديو كوردوني فقال: “إن المركز أصبح مجهزاً. واليوم، نحن جاهزون لاستعماله إذا كانت هناك ضرورة. ولقد تم العمل عليه بالشراكة بين الأونروا وأطباء بلا حدود، فهم سيركزون على الناحية الصحية، ونحن سنركز على الناحية اللوجيستية لجهة المبنى والمطبخ وكل الخدمات. ونحن نؤكد للمجتمع الفلسطيني أن الأونروا ملتزمة المساعدة مئة في المئة اذا كانت هناك حالات، وحتى الآن، لدينا حالة واحدة في المستشفى ويعطى كل اللازم لها”.

من جهته، قال وزير الصحة: “نحن نتحدث عن رفع جهوزية، لأننا مررنا في المرحلة الأولى بأقل أضرار ممكنة، ولكن مستوى رفعها على قدم وساق بالتعاون بين كل الأطراف. واليوم، نشهد هذا التعاون مع المنظمات الأممية أي الأونروا وأطباء بلا حدود اللتين تجهزان مركزا للحجر الصحي تأهبا لا سمح الله لتسجيل حالات بين الإخوة الفلسطينيين”.

وأشار إلى أن “رفع الجهوزية يتضمن تأهيل المستشفيات الحكومية”، وقال: “لذلك، نحن اليوم مع معالي وزيرة الإعلام وسعادة النواب والمرجعيات والسفير الفلسطيني هنا لنقول جميعا إننا نعمل بتنسيق وبوتيرة تفاعل إيجابي لرفع مستوى التأهب لنكون عند حسن ظن وحاجات مجتمعاتنا المحرومة والمظلومة، حيث حصل تأخير في تلبية المطالب”.

وأضاف: “كل شيء في بدايته تحدث فيه فوضى، ولكن في النهاية تترتب الأمور. هذا اليوم هو بداية طريق التعاون العملي، نتيجة اللقاءات التي حصلت سابقا، ونعمل على توطيد هذه العلاقة وتفعيلها إلى المستوى الذي نحمي فيه الاخوة الفلسطينيين”.

وتابع: “كل الدول التي تعرضت إلى موجة أولى من كورونا أصبحت لديها موجة ثانية. ولذا، علينا أن نتأهب، خصوصا أن بعد التعبئة العامة قد تكون لدينا حالات مستترة في المنازل لا عوارض عليها. وأثناء التفلت وفك مرحلة التعبئة العامة، فهؤلاء الأشخاص الذين كانوا في منازلهم تخالطوا، ومن الممكن أن ينقلوا العدوى أو تنتقل إليهم، وبالتالي إلى أسرهم او محيطهم. ونحن كوزارة صحة عامة نرفع جهوزية المستشفيات الحكومية، والمستشفيات الخاصة تجهز في السياق نفسه. علينا أن نتأهب. أما الباقي فعلى قدرة مجتمعنا في ضبط سلوكه، لأنه الشريك الأساس في تحديد ماهية الموجة الثانية وسلوكها”.

وإذ أشار إلى أن “اليوم من خلال العينات فمن أصل 1700 سجلت إصابة عينتين، وهذا يدل على فعالية التعبئة العامة وصوابيتها”، تحدث عن “طائرات عودة المغتربين اللبنانيين من نيجيريا”، لافتا إلى أن “هذا حقهم”، وقال: “إن هذه النسبة تشكل تحديا جديدا للحكومة ووزارة الصحة العامة، إذ سجل اليوم 25 إصابة على إحدى الطائرات من أصل 160 مسافرا. وهذا يعني أن ال160 عرضة للعدوى. وبالتالي، نطلب من الأهالي جميعا أن يحتاطوا من الاختلاط بهم”.

ولفت إلى أن “خطة العودة مستمرة”، وقال: “لكن يجب أن نكون مسؤولين ونتعاطى بمسؤولية، وبالنسبة إلينا كوزارة صحة بدأ المشوار من جديد”.

وردا على سؤال، قال وزير الصحة: “بالنسبة إلى الحجر، أعتقد أنه ضمن المعقول، ويجب أن يبذل هذا الجهد أيضا في مناطق تواجد الاخوة الفلسطينيين المختلفة سواء أكان في بعلبك أم طرابلس أم صيدا. وفي الوقت نفسه، تعاقدت الأونروا مع المستشفيات الخاصة لتلبية أي حالة مرضية حرجة تستدعي منا الجهوزية”.

وتحدثت عبد الصمد فقالت: “لا يوجد في هذا المركز أي مرضى، وهذا الأمر إن دل على شيء فإنما يدل على الجهود المبكرة التي اتخذتها الدولة اللبنانية مع كل الأطراف. كما يدل على احترام جهود التعبئة العامة. نحن على أتم الجهوزية لمواصلة نشاطاتنا، ونعتبر أن حشد الجهود والجهود المشتركة بين كل الأطراف يدعم الدولة اللبنانية والأونروا ويؤمن لنا استجابة أفضل في حال تكررت الموجة مرة ثانية. وإننا نتمنى ألا يحصل هذا الأمر، ولكن في حال حصوله، يحب أن نكون جاهزين مع كل الأفرقاء الآخرين للاستجابة والتدخل وتقديم الرعاية المطلوبة، لا سيما في الأماكن المكتظة”.

بدوره، تحدث دبور فشكر لـ”الأونروا ومنظمة أطباء بلا حدود ووزارة الصحة هذا المجهود في تحقيق المركز”.

وكذلك، رحب رئيس بعثة أطباء بلا حدود في لبنان أموري غريغوار بالحضور، مؤكدا “استمرار التواصل في مواجهة كورونا وتقديم ما يلزم”.

مستشفى سبلين الحكومي

وبعدها، تفقد وزيرا الصحة والإعلام مستشفى سبلين الحكومي. حيث كان في استقبالهما النائبان: محمد الحجار وبلال عبد الله، وكيل داخلية الحزب التقدمي الإشتراكي في اقليم الخروب الدكتور بلال قاسم، الوكيل السابق الدكتور سليم السيد، منسق “تيار المستقبل” في محافظة جبل لبنان الجنوب وليد سرحال، المسؤول السياسي في الجماعة الإسلامية في جبل لبنان الشيخ احمد سعيد فواز، إضافة إلى رئيس بلدية سبلين محمد يونس ممثلا رئيس اتحاد بلديات اقليم الخروب الشمالي زياد الحجار، رئيس بلدية مزرعة الضهر المحامي حسيب عيد ممثلا رئيس اتحاد بلديات اقليم الخروب الجنوبي جورج مخول، مدير المستشفى الدكتور أحمد أبو حرفوش وموظفي المستشفى من أطباء وممرضين، طبيب قضاء الشوف الدكتور بيار عطا الله، ورؤساء بلديات وفاعليات.

وهناك، أكد مدير المستشفى الدكتور أحمد أبو حرفوش أن “مستشفى سبلين وجد لخدمة ابناء الاقليم ومحيطه،” وقال: “نحن على أتم الاستعداد للتعاون مع وزارة الصحة العامة”.

وأشار إلى أن “هذا المستشفى يخدم أهالي المنطقة”، وقال: “لقد أدخلنا إليه في العام الماضي 11 ألف مريض، وأجرينا 4000 عملية جراحية لمواطنين من مناطق عدة من خلدة إلى صيدا والشوف الأعلى”.

وتحدث وزير الصحة فقال: “إنها الزيارة الثانية في أقل من شهر تقريبا لمستشفى سبلين، وهي لربط الوعد بالعهد. لقد استطعنا تأمين ما وعدنا به لهذا المستشفى، الذي سيؤدي دوره في مواجهة كورونا. لقد جهزنا اليوم مختبر pcr ليكون مركزا لاستقبال العينات من كل الاقليم، وخصوصا العينات العشوائية التي تقوم بها الأطقم الطبية التابعة لوزارة الصحة، إضافة إلى جهازي تنفس اصطناعي وجهاز أشعة متنقل في الأقسام كافة”.

وأضاف: “سيكون هناك دعم للمستشفى من قبل جمعية المصارف وwho، فالاقليم والاداء الذي رأيناه من قبل الأهالي والنواب الذين كانوا يتابعون عن كثب منطقتهم هو ما حثنا على تسريع التقديمات. كل ما يعطى لوزارة الصحة العامة يصل إلى كل الناس، فواجبنا الطبي والانساني أخلاقي تفرضه كل القوانين والأنظمة العالمية”.

وتابع: “ندعو الجمعيات إلى التعاطي مع مركزية القرار، لأننا لا نميز بين منطقة وأخرى، فنحن لدينا خطط تحتاج إلى دعم من قبل المنظمات الدولية التي تلجأ إلى دعم مجتزأ في مكان آخر، وبالتالي يصار إلى عدم توازن في توزيع الأجهزة التي يجب أن تكون في خدمة اللبنانيين، كما الفلسطينيين والسوريين”.

وأردف: “لقد مررنا بالموجة الأولى في مواجهة كورونا كحكومة لبنانية ولجنة وزارية لإدارة الأزمة، وعلى رأسها وزارة الاعلام، بتسجيل ايجابيات على مستوى العالم. وهذا التعاون بين المجتمع الذي كان يتعاطى بحس عال من المسؤولية والالتزام بمبادئ التعبئة العامة وكل الاستعدادات التي أقيمت، هو ما جعل لبنان يصنف ضمن أول 15 دولة التي استطاعت مواجهة وباء كورونا، ولم تتخط مرحلة الانتشار”.

وأشار إلى أن “الجميع متخوف من مرحلة جديدة”، وقال: “إن مسار الجهوزية لدينا مستمر. ولذلك، نطلب من مجتمعنا، رغم الظروف الصعبة ألا يتهاون مع الوضع، فلنعمل يدا واحدة ونتعاون من منطلق حماية الوطن والمواطن”.

بدورها، تحدثت وزيرة الإعلام فأعربت عن “سرورها بوجود هذا الصرح الطبي المتقدم والمتطور في منطقة الشوف الخضراء”، وقالت: “إن وجودنا هنا اليوم لنؤكد أن الحكومة، وتحديدا وزارة الصحة العامة، تتعامل مع المناطق كافة سواسية ومن دون تمييز. نحن على يقين أن هذا المستشفى سيتعامل مع كل المرضى على قدم المساواة ومن دون تمييز بين مسلم ومسيحي وبين لبناني وغير لبناني، فلا تمييز بين المناطق، الجميع سيعامل بالتساوي. وهنا، تبرز مواطنتنا وإنسانيتنا”.

وأضافت: “علينا أن نكون جميعا يدا واحدة لأن هذه القضية وطنية وبعيدة عن كل الاعتبارات، على أمل أن تتوحد جهودنا، ليس فقط في الاطار الصحي، بل أن تشمل كل المواضيع الأخرى. وهذا أكبر دليل على أنه عندما نتوحد تكون النتائج ممتازة. ونأمل أن ينسحب هذا التعاون على كل الملفات ونستطيع النهوض بلبنان كاملا وشاملا ومميزا”.

أما الحجار فقال: “هذه المؤسسة أثبتت قدرتها على مواجهة الكثير من الاستحقاقات التي مرت علينا في السابق. واليوم، تواجه هذا الاستحقاق بكل جدارة وقدرة. هذا المستشفى هو واحد من سلسلة مستشفيات حكومية، رحم الله من أطلقه، وأطال الله بعمر من أعطى الأرض ليكون لدينا مستشفى يؤدي واجباته تجاه المنطقة”.

وأضاف: “إن الإقليم زاخر بالطاقات وهو جزء من هذا الشوف وجزء لا يتجزأ منه، وهذا المستشفى وظيفته تقديم الخدمات إلى كل من يطرق بابه. نحن اليوم في أيام فضيلة، وكل ما نقوله مسؤولين عنه. ولذلك، كلمة الحق تقال، فهذه الديناميكية لديك معالي الوزير تظهر لنا نمطا آخر لطالما افتقدناه بمسؤولين مروا في موقعك أو في مواقع أخرى”.

وتابع: “هذه الجهوزية التي تنميها في مستشفى سبلين وبقية المستشفيات تدل على نمط جديد وروحية جديدة وسلوك جديد تقوي الثقة بالدولة. هذه الثقة نحن اليوم بأشد الحاجة إليها. وإننا نشكرك، لكننا نريد المزيد، والأهم الاجهزة”.

بدوره، قال النائب ماريو عون: “من المؤكد أننا أمام نمط جديد من العمل مع وزيري الصحة والإعلام، فهذه مسؤولية صعبة تتحملها الدولة في مواجهة الوضع الانهياري الذي يمر به لبنان. إن مجيئكم اليوم هو لإعطاء دفع جديد للمستشفى الذي تخطى الحواجز وأصبح على الخارطة الاستشفائية لمنطقة الشوف، التي أصبحت بدورها في حاجة ماسة إلى مستشفيات أخرى”.
 

وأعرب عن “سروره لوجود هذا الصرح الطبي في سبلين”، لافتا إلى “مشروع مستشفى دير القمر الذي قريبا يبصر النور ومستشفى الدامور الحكومي الذي يشكل حاجة كبيرة لأبناء الدامور وجواره”، وقال: “إن الاستراتيجية التي وضعتها وزارة الصحة العامة ساهمت إلى حد كبير في تجنيب البلد ويلات. ولهذا، نقول لك شكرا”.

 

وفي الختام، بارك رئيس بلدية جدرا الأب جوزف القزي والشيخ أحمد فواز اللقاء، وتمنيا للجميع ولمستشفى سبلين “التقدم والازدهار”.