اعتبر الكاتب في صحيفة “فايننشال تايمز” البريطانية، ديفيد غاردنر، أن عبارة “الاقتصاد اللبناني في حالة من السقوط الحر” التي وردت في خطة الإنعاش (الخطة الإقتصادية الإصلاحية) التي تقدم بها لبنان مؤخرا إلى صندوق النقد الدولي سعياً للحصول على حزمة إنقاذ مالي عاجلة، هي وصف غير كاف للوضع الذي يمر به الإقتصاد.
وأشار إلى أن لبنان الذي كان عليه النهوض كطائر الفينيق بعد الحرب الأهلية، هو على طريق الإنهيار الذي بدأ به حتى قبل وصول وباء كورونا إليه.
وأضاف الكاتب أن “لبنان اعتمد في فترة ما بعد الحرب وحتى الآن على تدفقات النقد الأجنبي، مما أبقى على ربط غير مستدام بالدولار، ما دمر معظم قاعدته الصناعية المتواضعة فكان البلد يستورد كل ما يستهلكه تقريبًا، فمثلا، لبنان لديه صناعة نبيذ نابضة بالحياة، لكنه يستورد الزجاجات لوضع نبيذه بها.
وتابع غاردنر: “البنوك التي لطالما كانت تاج جوهرة الاقتصادي اللبناني وكذلك البنك المركزي، هم في قلب هذه الأزمة. فقد اعتمدت البنوك تقديم أسعار فائدة عالية لجذب الودائع بالدولار، وخاصة من المغتربين اللبنانين”.
ويقول الكاتب: “حتى لو أدركت النخب في لبنان أن البديل هو الانهيار التام، فإن الرئيس الأميركي دونالد ترامب، وحلفائه العرب السنة بقيادة السعودية، يميلون إلى الرأي القائل بأن مساعدة لبنان يعني مساعدة “حزب الله” وإيران وتشديد قبضتهم على البلاد”.
وأردف قائلا: “علاوة على ذلك، فإن حزمة الإصلاح هذه مقدمة من قبل حكومة اختارها “حزب الله” وحلفاؤه المسيحيون والشيعة والسنة. وهذا يثير تساؤلات حول ما إذا كانت نيتها، على سبيل المثال، استعادة الأصول التي تم الاستيلاء عليها من الدولة أو دمج القطاع المصرفي المترامي الأطراف بشكل انتقائي يستهدف خصوم “الحركة الشيعية”.