أعاد أهالي بيروت التذكير بقصة مطعم “ابو خضر” عند صدور بيان بهاء رفيق الحريري، شقيق رئيس الحكومة السابق سعد الحريري، ما أنتج سجالاً في مواقع التواصل الإجتماعي، وصل إلى الدعوة لتنظيم زيارة بيعة للرئيس الحريري في بيت الوسط، قبل أن يصدر تيار المستقبل بياناً ينفي وجود اي نشاط من هذا النوع.
واستعادة قصة “مطعم أبو خضر” في بيروت، ترتكز الى خلاف أولاده بعد وفاته، ما أدى الى نهاية المطعم ذائع الصيت. ويتحسبون لأن الخلاف بين ولَدي رفيق الحريري، قد يؤدي الى مصير مشابه.
وبدأ النقاش إثر بيان صادر عن مكتب بهاء الدين الحريري الاعلامي، يقول فيه إنه “بعد العام 2005 ذهب معظم السياسيين والأحزاب في لبنان الى تكديس القوة والأموال على حساب الوطن ومصالح المواطنين، وعُقدت التحالفات الرباعية والخماسية على قاعدة: أصمُتُ عن سلاحك واستباحة حزبك للسيادة الوطنية وانتَ تسكت عن صفقاتنا وسرقتنا للمال العام فكان الضحية لبنان واهله والثقة الدولية”. وأوضح أنه “على مدى السنوات، ومنذ نشأة وطننا لبنان، مرت على كافة أطياف الوطن وطوائفه أزمات وويلات كان لكل منها دوره بِتَجَرُّع الكأس المُر. أما اليوم فالكل سواسية في المعاناة، شكراً لتلك المنظومة النهمة والجشعة”.
وتحرك “تيار المستقبل” باتجاه الرد على بهاء، واستهله عضو المكتب السياسي في “المستقبل”، النائب السابق مصطفى علوش، عندما رد على بهاء الحريري بالقول: “أستاذ بهاء قرأت ما هو منسوب إليك واستغربت من أين اتتك هذه الغيرة المفاجئة على لبنان الذي غبت عنه منذ اغتيال والدك وكنا نتمنى لو شاركتنا يوما بقراءة الفاتحة عن روحه. أبناؤنا نزلوا تحت المطر ونحن نزلنا تحت الخطر وانت أين كنت؟”.
لكن التحرك الموازي كان في مكان آخر. تحت هاشتاغ #لا_بديل_عن_سعد، نشط أنصار “المستقبل” في مهمة دفاع عن الرئيس سعد الحريري، معلنين مبايعته والولاء له، معتبرين أن ما يقوم به بهاء هو “الانطلاق في مسار انشقاقي في التيار”. وقال أحدهم: “كان وما زال الرئيس سعد الحريري يتحمل الطعنات والهجمات من كافه الأطراف، وهو الذي صبر وحارب، تهدد أمنياً، ربح وخسر تارة، هو الذي لم ولن نتركه يوماً، ولا مرجعية لنا إلا بيت الوسط ولا بديل عن سعد إلا سعد”. فيما قالت مغردة أخرى: “فرق كبير بين غصن الشجرة وجذورها”. فيما توجه آخر بسؤال الى بهاء بالقول: “اين كنت منذ 15 عاماً؟”
والحال ان الهجوم الافتراضي، نتج عن تحرك سياسي من قبل شخصيات قيادية في “المستقبل”. فقد رأى النائب عن كتلة المستقبل، وليد البعريني، رداً على بهاء الحريري: “ظننا ان قصة قابيل وهابيل باتت من التاريخ، قبل ان يتضح ان لكل زمن قابيله”. وأضاف في تصريح: “في أشد الظروف وأحلكها وأصعبها، وفي وقت يحاول أكثر من طرف اغتيال الرئيس سعد الحريري سياسياً، قرر الشيخ بهاء الحريري زيادة الطعنات طعنة، فكان سيفاً مسلطاً على أخيه، يرتضي تضليل الوقائع وتحريف الحقائق وتحوير التاريخ”.
على أن هذا النقاش، هو أبعد من مسألة انتقاد على أداء سياسي. هو مسار جديد لأزمة تعصف بـ”المستقبل” في داخله، على قاعدة الاستبدال والتوريث. لكن مؤشراته الأولى، لم تظهر نجاحاً لحملة بهاء، كونه لم يواكب الأولويات اللبنانية، وكونه بعيداً من المشهد، ما حال دون أي التفاف حوله من قبل جمهور “المستقبل”، وهو ما تكرر معناه في مواقع التواصل أيضاً.