بعد أقل من اسبوعين تبلغ الحكومة مئة يوم من عمرها. مناسبة يطل خلالها رئيس الحكومة حسان دياب على الرأي العام مقدماً جردة حساب لعمل حكومته، مكامن النجاح والاخفاق وأسبابه. سيصارحهم لماذا لم تنجز حكومته التعيينات المالية واين أصبح موضوع التدقيق في حسابات مصرف لبنان. يتحضر دياب لخطاب مكاشفة ومصارحة للبنانيين ايفاء لوعد قطعه عليهم عند توليه مقاليد السلطة التنفيذية.
يبدو رئيس الحكومة وفق مطلعين على اجوائه عن قرب مرتاحاً للخطوات الايجابية التي خطتها الحكومة منذ تشكيلها لغاية اليوم. يتابع تنفيذ مقررات مجلس الوزراء بتفاصيلها، وموضوع ارتفاع سعر صرف الدولار وإنعكاسه على أسعار السلع والمواد الغذائية في المحلات والسوبرماركت، والتدقيق في حسابات مصرف لبنان ومتابعة الخطة الاقتصادية… ملفات كثيرة لبلد منهار مالياً واقتصادياً لم يخرج منها الا القليل الى العلن كنتائج ملموسة فيما المعالجات تحتاج وقتاً والناس عادة لا ترحم لشدة يأسها والفقر.
أما في التقييم السياسي لسياسة المئة يوم من عمر الحكومة فتشعر الحكومة كما رئيسها أن التعاطي الدولي العام معها بات أفضل ومريحاً أكثر من يوم شُكّلت، لا سيما الولايات المتحدة الأميركية التي تبدو أقل عدوانية في التعاطي معها ما يشكل قوة دفع باتجاه التفاوض مع صندوق النقد الدولي. وعملياً باشرت الحكومة اجراءاتها المتعلقة بطلب برنامج مالي إنقاذي من صندوق النقد الدولي وهي بانتظار الإجابة رسمياً لإنطلاق المفاوضات.
لكن مسار هذه المفاوضات، في حال تمت الموافقة على طلب لبنان المساعدة، وهذا المتوقع، لن تكون سهلة وميسرة، او لنقل بعبارة اخرى ان الطريق الى طلب مساعدة صندوق النقد الدولي لن تكون معبدة والمفاوضات معه ستكون حذرة في ظل وجود مخاوف من شروط سياسية سبق وظهرت في خفايا تصريحات المسؤولين الاميركيين.