أيّهما أخفّ وطأة على ‘حزب الله’: جنبلاط والحريري أم حلفاؤه المسيحيّون؟

13 مايو 2020
أيّهما أخفّ وطأة على ‘حزب الله’: جنبلاط والحريري أم حلفاؤه المسيحيّون؟

تحت عنوان حزب الله وعبء حلفائه، كتبت هيام القصيفي في “الأخبار”: رغم كونه عرضةً اليوم لتطويق دولي، يواجه حزب الله ضغطاً داخلياً من حلفائه الأقربين. في عزّ وجوده في السلطة مع حلفائه، رزح البلد تحت وطأة الانهيار الاقتصادي والمالي، لكن ذلك لم يمنع حلفاءه من ممارسة تصفية الحسابات الداخلية.

لا يحتاج حزب الله في هذه المرحلة من الوضع الداخلي والإقليمي المتخبّط، الى الانصراف الى معالجة شؤون حلفائه الداخلية. واضح تبرّم الحزب من الحلفاء الذين باتوا يزيدون أعباءه بدل تخفيفها، لأن ما يجري ضمن الخط الواحد سياسياً لم يعد مجرد مشاكل روتينية، بل تصفية حسابات وخلاف جذري بين حلفاء الصف الأول لا ينعكس عليهما وحدهما من موقعهما المسيحي ــــ الماروني، في التنافس على الرئاسة، إنما على واقع الساحة الداخلية التي أصبح الحزب ركناً متقدماً فيها، غير متساوٍ مع الأطراف الأخرى.

من التسعينيات، وخط الافتراق بين خطّي الحزب من جهة، والقوى السياسية الأخرى، واضح لا يحتاج الى ترسيم. وكان يتقاطع في أزمات مفصلية أو في الحروب مع إسرائيل. أكثر من ذلك، ظلّت القوى السياسية تسير على المنوال نفسه، من إدارة وحركة سياسية وصفقات واستثمارات يتداخل فيها العام والخاص. وكان صعود القوة الاقتصادية ــــ السياسية لمشروع التسعينيات يتم في موازاة صعود القوة العسكرية، فتغضّ كل واحدة الطرف عن الأخرى. عام 2005، كان المفصل الذي جعل حزب الله ركناً أساسياً في التسويات وفي التقاطع الدائم مع القوى السياسية الأخرى، التي أضيف إليها التيار الوطني الحر والقوات اللبنانية، ليتكرس أكثر دوره بعد 7 أيار ومن ثم اتفاق الدوحة، إلى أن حانت التسوية الرئاسية.

لم يكن الحزب إلا شريكاً أساسياً، تارة مباشرة وطوراً عبر حليفه الرئيس نبيه بري، لكنه لم يكن في الصف الأول، كما هي حاله منذ سنوات. والتسوية الرئاسية ساهمت أكثر في تعزيز حضوره ودوره، ليس كشريك أول، إنما كصانع للحدث الداخلي. إلا أن هذه التسوية أخذت منه بقدر ما أعطته. ما حققته وثيقة تفاهم مار مخايل، وطرفاها كانا خارج السلطة بالمعنى العملاني، على الصعيد السياسي، تحوّل ثقلاً حين أصبحا في قلب معادلة الحكم وصائغين لها.
وإن لم يترجم الثقل في صورة سريعة، فبفضل انضمام أفرقاء آخرين الى التسوية، كالرئيس سعد الحريري والقوات اللبنانية وحتى رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط. لكن تدريجاً، بدأ عبء التحالفات والوصول الى السلطة يرخي بثقله على الطرفين، ولا سيما مع تصاعد الاشتباكات المحلية بين التيار الوطني الحر من جهة، وكل من القوات وبري وجنبلاط… واخيراً الحريري، وصولاً الى تيار المردة من جهة أخرى. حافظ الحزب في هذه المرحلة على خطه الفاصل، لكنه رزح تحت وطأة المعادلة، التي تحوّلت فيها السلطة الثنائية الى شاهد على دولة تنهار مالياً وسياسياً واقتصادياً واجتماعياً. وبدا البلد الذي بقيت التسويات السابقة تعوّمه ولو تحت قناع من المظاهر الخادعة، وعمليات الغش والفساد والمحسوبيات، غير قادر على تحمل أكلاف الانكشاف في طبقة سياسية تتداخل فيها مصالح معقدة، فانهار انهياراً غير مسبوق في تاريخه الحديث. رغم كلفة العقوبات والحصار الدولي والشروط الأميركية، ومعها صندوق النقد الدولي، لإخراج حزب الله من المعادلة الداخلية، والتي ستزيد من الضغط الداخلي على اللبنانيين مالياً واقتصادياً، يبقى الحزب مطوّقاً من الداخل.

لقراءة المقال كاملاً اضغط هنا.