وقال عثمان في مقال بعنوان “في خدمة المناعة الوطنية”: “غدا، في مستقبل ليس ببعيد، سنتذكر نحن وأولادنا وأحفادنا أياما مرت علينا ما كان لأحد في العالم بأسره أن يتوقعها أو يتخيلها. سنقول لأحفادنا لقد عشنا زمن جائحة الـ”كورونا”، تلك الجرثومة التي أركعت الجميع، الأقوياء قبل الضعفاء، وفرضت سطوتها على كوكبنا، جوا وبرا وبحرا”.
أضاف: “وسنتذكر أننا في لبنان، وفيما كنا نتهيأ للاحتفال بمئوية ولادة كياننا الوطني، تزاحمت الأحداث والأزمات بشكل جنوني، كارثة مالية – اقتصادية، فاحتجاجات شعبية، وتضارب رهيب بالخيارات والمصالح السياسية. ثم جاء الوباء فزاد سوادا على وضع مزر في كل جوانبه. وكالعادة كانت مؤسستنا، وهي باكورة مؤسسات كيان الدولة المنذورة لخدمة الوطن والمواطن في الأيام الطبيعية والاستثنائية، تقف في الخطوط الأمامية لمعركة الحفاظ على الوطن وكيان الدولة عبر حماية مؤسساتها وحماية الحريات العامة والفردية”.
وتابع: “فنحن قمنا فخورين بحماية المتظاهرين، وصنَّا حقهم بالتعبير السلمي المشروع، وحفظنا الأمن، ووقفنا بأجسادنا لمنع الاعتداءات على الأملاك العامة والخاصة في حمأة الاحتجاجات التي تخللتها أعمال شغب وتخريب. فالاضطرابات الاجتماعية والاقتصادية والسياسية أتت مجتمعة لتنال بشكل أو بآخر من المناعة الوطنية، ولأنَّ الأمن هو ضابط الإيقاع والعامل الأهم في الحفاظ على الانتظام العام، فقد حرصنا على القيام بواجباتنا بكل دقة وموضوعية وفق النص القانوني لتفادي انفلات الأوضاع إلى ما لا تحمد عقباه. وتحملنا مسؤولياتنا بكل مناقبية، وسهرنا ليالي على مدى شهور، وتحملنا الكثير الكثير وما زلنا نرزح تحت أعباء استنفار وجهوزية عالية لا سابق لهما”.
واردف: “نحن في مؤسسة قوى الأمن، ضباطا، رتباء وأفرادا، جزء من الشعب ولدينا أهل وعائلات وهموم، نتوجع، نحزن، نقلق، ونتأثر بالأوضاع أكثر من معظم الشعب، فنحن بالإضافة إلى تلك الهموم نقوم بواجبات ومسؤوليات تفرض علينا نكران الذات في سبيل الوطن، ونقوم بخدمة المواطنين للتخفيف من أوجاعهم التي نتقاسمها معهم”.
وختم: “وكما كنا صمام الأمان والأمن في الشوارع والساحات خلال الاحتجاجات الشعبية المتواصلة، كان لنا الدور الريادي في التعبئة العامة بمواجهة جائحة “كورونا”. فمهامنا هي إنسانية وأخلاقية قبل أن تكون ضابطة إدارية أو عدلية، وكلما تجاوب المواطنون معنا أثناء قيامنا بمهامنا كلما أتت النتائج بأفضل ما يكون”.