استطلاع رأي يكشف: هكذا سيقترع اللبنانيون في حال أجريت انتخابات نيابية الآن

13 مايو 2020

سطع مطلب اجراء انتخابات نيابية مبكرة مع انطلاق انتفاضة 17 تشرين الاول الماضي. لم يقتصرهذا المطلب على مجموعات الحراك المطلبي انما توسع ليشمل قوى واحزاب سياسية شاركت في انتخابات العام 2018، في المقابل لا تخفي احزاب اخرى رفضها اجراء اية انتخابات قبل العام 2022 ، اصحاب هذا الرأي يدعون استحالة هذا الامر لأسباب تتصل بان اية انتخابات جديدة مبكرة وفق القانون الحالي لن تبدل تبديلا في المعادلات الراهنة، هذا فضلا عن تضارب الرؤى من قانون الانتخاب الذي يفرز اصطفافا جديدا بين المتمسكين بالقانون الحالي القائم على النسبية، وبين من يحبذ العودة الى النظام الاكثري والدائرة الصغرى، الامر الذي لا ينسجم على الاطلاق مع طرح الشريحة الاكبر من المنتفضين التي ترى ان الحل لازمات لبنان يتمثل باجراء انتخابات نيابية جديدة وفق قانون جديدة يعتمد النسبية ولبنان دائرة انتخابية واحدة.

 
من هذا المنطلق ، أجرت الدولية  للمعلومات بين 21 و27 نيسان 2020 استطلاعاً عبر الهاتف لرأي عينة ممثلة من الناخبين اللبنانيين من مختلف المناطق والطوائف والفئات العمرية حول خياراتهم في حال جرت انتخابات نيابية الآن.

فقد ذكـر أقـل مـن نصـف المسـتطلعين (47.4 في المئة) الذين شاركوا في الانتخابات  النيابية في العام 2018 أنهم سيعاودون الاقتراع للجهة ذاتهـا الذيـن اقترعـوا لهـا في حال اجراء انتخابات نيابية اليوم  مقابل 27 في المئة ذكروا أنهـم سيقترعون لجهة أخرى و11.2 % فضلوا المقاطعة. ورفـض 3.4 % مـن المسـتطلعين الاجابـة عـلى هـذا السـؤال فيمـا أجابـت نسـبة 10.4 % بــ لا اعـرف و0.6 % حسـب قانـون الانتخـاب.

وسجل الاقتراع لجهة أخرى النسبة الأعلى بين الفئـات الشـبابية، حيـث ذكـرت نسـبة 33.7 % مـن  المستطلعين الذين تترواح اعمارهم بين 21 – 29 عاما انها لن تقترع لنفس الجهة التي اقترعت لها في العام 2018 بل ستقترع لجهة اخرى فيما تدنت هذه النسبة للفئات العمرية الاكبر لتبلغ ادناها لدى المستطلعين الذين يبلغون  70 عاما  وما فوق ( 6.5 %).

أما على الجهـة الاخرى التي يود 27% من المستطلعين الذين شاركوا في انتخابات العام 2018  ان يقترعوا لها في حال اجراء انتخابات نيابية  في الوقت الحالي، فقد ذكر  21.2 %  الوقـت الحـال، فقـد ذكـر 2.21 %أنهـم سيقترعون  لوجـه  جديد مستقل / مجتمع مدني/وجـه مـن وجـوه الثـورة.

عليه، يبدو أن نحـو نصـف الناخبين اللبنانيين، بحسب استطلاع الدولية للمعلومات، ما زالوا مصرين  حى في هذه الظروف الصعبة على إعــادة انتخــاب الجهــات أو الوجــوه ذاتهــا. حزبيــون هــم، عقائديــون هــم، تابعــون هــم،  ولكن الأهــم أنهـم خائفــون مــن المجهــول ولا  يريــدون الرهــان عــلى قيــادات  جديدة. ولعلهــم يتذكـرون تجاربهـم أيـام الشـباب أو مـا رواه الهل لهم ” كلهم يعني كلهم ” بما فيهم  من هتفوا “كلن يعني كلن”؛ لكـن هنـاك نحـو الربـع والـذي هـو أحيانـاً الثلـث الحالـم بالتغيـير  والذي  عادة ما يتبخر في حمى الانتخابات يقـول اليـوم أن المـراد وجوهـاً جديـدة.
فهل ستزداد هذه النسبة مع سرعة التدحرج  الى الحضيض؟ هل سيتبخر جزء غير بسيط من هذه النسبة كما كان يحدث في الماضي بسبب الخوف او المصلحة الاتية  او فشل الدعاة الى التغيي  في تشكيل جبهة واحدة متراصة وبعناوين وضاءة ومرضية؟  
لـو جـرت الانتخابـات اليـوم ولـو صدق  المسـتطلعون لحصلنـا، بحسب الدولية للمعلومات،  عـلى مجلـس نيابي ربعه (25%) من غير القوى  السياسية التي تستحوذ اليوم على الاغلبية الساحقة  من مقاعد العام 2018 . نعم، نحو ثلث الناخبين من الشباب وربما اكثر يقولون انهم سيقترعون لوجوه جديدة.
من المبكر ، بحسب الدولية للمعلومات، الجزم بنتيجة كهذه فالمتظاهرون والمتظاهرات قد لا يتوحدون والشعارات قد تتضارب، والانانية التي شـهدناها عـلى الشاشـات مـن قبـل مـن أراد الاسـتحواذ علـى الثـورة أو الفـورة أو الانتفاضـة لا تزال تسيطر في وسائل التواصل ،  ففــي أصواتهــم وأصواتهــن نرجســية تختبئ وراء كلمة وطن وتحمل ربما الكثير من السم في الدسم  ومشــاريع جمعيــات غــير حكوميــة تســمي نفســها NGOs  تدعـي امتالكهـا حلـولا لمشاكل لم يتفقوا على تشخيصها ؛ نعم من الممكن  ان نرى 20 او 30 نائبا  غير منتمين او منتميات الى أي مـن القـوى السياسـية لو وجدت الرؤية والقيادة والتماهي في سبيل الغاية الاساسية بناء الدولة المدنية.
وقـد نشـهد إعـادة تموضـع مـن القـوى السياسـية وشـحن ورص للصفـوف وشراء للنفـوس فيغير رأيـه مـن قـال أنـه شـبع وعـوداً، فيعـاود الكـرة كمـا فعـل في الماضي.
لبنان 1943 ولبنـان الطائـف ولبنـان الدوحـة انتهـى. ولكـن هنـاك نسبة معتبرة من اللبنانيين  لم  تدرك ذلك حتى الان  وهناك نسبة غير بسيطة  لا تعرف  واو لا تملك الارادة لتطويع الانا القاتلة  حتى ترسم الطريق الى النور.