واستهل الراعي الصلاة بكلمة تأملية قال فيها: “نواصل صلاة المسبحة الوردية من الصرح البطريركي، ويسعدنا اليوم أن نرحب بالسفير الباباوي المطران جوزف سبيتيري في هذا اليوم الخاص حيث تصلي الكنيسة مجتمعة مع قداسة البابا فرنسيس كي يتمم الرب نواياه، ونصلي بدورنا من أجل شفاء المصابين بفيروس كورونا ومن أجل سلامة الأصحاء، وكي يتمكن الطب من إبادة هذا الفيروس الذي شل الكرة الأرضية وخلف خسائر وضحايا”.
وختم: “نقدم صلاة المسبحة أيضا من أجل الخطأة ومن أجل عودة الضالين الى الايمان، وكي يلهم الله الحكومة اللبنانية والسياسيين والمسؤولين عن الشأن العام كي يتكاتفوا ويعملوا بروح المسؤولية من أجل النهوض بلبنان من أزماته التي يعانيها”.
إن بلد الأرز، في هذه الذكرى المئوية لـ “لبنان الكبير”، يمر بأزمة خطيرة تولد المعاناة والفقر وتكاد “تسرق الرجاء”، وخاصة من الأجيال الشابة التي لا تجد في حاضرها إلا الصعوبات ولا ترى في مستقبلها أي يقين. وفي هذا السياق، قد ازدات صعوبة ضمان حصول أبناء الشعب اللبناني وبناته على التعليم الذي تؤمنه المؤسسات الكنسية، وخاصة في المدن الصغيرة.
وكبادرة ملموسة تعبر عن قربه، قرر الأب الأقدس، بواسطة أمانة سر الكرسي الرسولي ومجمع الكنائس الشرقية، إرسال مبلغ مئتي ألف دولار أمريكي إلى السفارة الباباوية، من أجل دعم أربع مئة منحة دراسية، آملا أن يحقق هذا تحالفا من التضامن، ومتمنيا أن تتابع جميع الجهات الفاعلة الوطنية والدولية بمسؤولية السعيَ وراء الصالح العام، والتغلب على أي انقسام أو مصلحة حزبية.
تنضم هذه اللفتة إلى المساهمة التي قدمها صندوق الطوارئ لمجمع الكنائس الشرقية في الأيام الأخيرة من أجل مواجهة حالة الطوارئ المرتبطة بجائحة فيروس الكورونا.
ولتحفَظ والدةُ الله، التي تسهر على لبنان من جبل حريصا، الشعبَ اللبناني، مع قديسي بلد الأرز الحبيب”.