يترقّب “الحزب”، ومعه إيران، نهاية خلط الأوراق الجاري بين القوى الإقليمية والدولية، والذي سيفرز معادلات جديدة بين الحلفاء والخصوم. وفيما يتفرّغ الإيرانيون لمواجهتهم الحاسمة مع واشنطن، تتّسع الهوة في سوريا بينهم وبين موسكو وتُنبئ بمواجهة مكشوفة. وفي الأسابيع الأخيرة، أوحَت التطورات بأنّ نظام الرئيس بشّار الأسد يحرص على استمرار ارتباطه بالنفوذ الإيراني كأولوية، وهذا ما يثير استياء روسيا.
ويتردّد في أوساط ديبلوماسية أنّ الرئيس فلاديمير بوتين ملتزم في سوريا تعهداتٍ معينة، ومنها تحريك العملية السياسية وتشكيل حكومة متوازنة وإبعاد النفوذ الإيراني، وهو لذلك يسكت عن الضربات التي يسددها الإسرائيليون للمواقع الإيرانية هناك. لكنّ الأسد وإيران يرفضان الرضوخ لهذه الشروط.
ويقرأ المتابعون هذا المعطى بكثير من الاهتمام. فدعوة الأمين العام لـ”الحزب” السيد حسن نصرالله إلى انفتاح لبنان الرسمي على سوريا، في هذا التوقيت، تهدف إلى إراحة الأسد، وصيانة الجسر الذي يربط بين إيران والعراق وسوريا فلبنان، وإحراج القوى الإقليمية والدولية بفرض أمرٍ واقع مفاده أنّ نظام الأسد ليس معزولاً عربياً وأنّ لبنان قد استعاد علاقاته الطبيعية معه. فالتنسيق مفيد لإيران في لبنان وسوريا معاً.
ومن هذه الزاوية أيضاً، ينظر “الحزب” بعين الشكّ إلى توقيت فتح ملف التهريب الحدودي على مصراعيه، وتسليط الضوء على كونه سبباً أساسياً عن الكارثة المالية. وفي تقديره أنّ اختيار هذه اللحظة لاستثارة الملف، وبهذه الحدّة، يوحي برغبة البعض في فرض ترتيبات جديدة على الحدود اللبنانية – السورية، أي سياسياً قطع الجسر الإيراني، جسر التمويل والتموين. وهذا ما يعتبره “الحزب” خطّاً أحمر.
ما هو الاتجاه الذي يتبنّاه “حزب الله” في اللحظة الحالية من المواجهة؟
لذلك، غادر “الحزب” موقعه الدفاعي وقرَّر الانتقال إلى الهجوم، مستفيداً من متانة تحالفاته الداخلية، في السلطة، بعد التخلّص من تركيبة 2016 وحكومة الرئيس سعد الحريري والشراكة “المُتعِبة” مع العديد من قوى 14 آذار.
المطلعون يقولون: لن يفوّت “الحزب” لحظة تاريخية يعتقد أنها ستؤهله ليكون الأقوى، في أي معادلة داخلية تفرض نفسها في المرحلة المقبلة. وهو إذ يمتلك القدرة سياسياً وأمنياً، فسيقاتل دفاعاً عن موارده وقدراته المالية أيضاً، كما يقاتل دفاعاً عن موارده وقدراته الدفاعية والأمنية وهوامش حركته السياسية.
لقراءة المقال كاملاً اضغط هنا.