أصيبت الطالبة اللبنانية آية هاشم (19 سنة) بعد ظهر الأحد الماضي برصاصة في مدينة Blackburn المقيمة فيها مع والديها وإخوتها الثلاثة بشمال انكلترا، وعلى الأثر نقلوها الى مستشفى فارقت فيه الحياة. والجديد في القضية أن مطلق النار لم يكن يقصدها هي بالذات كما يبدو، وكما توصل اليه التحقيق الأولي حتى الآن.
تلك الرصاصة اليتيمة القاتلة، أطلقها من نافذة سيارة Toyota Avensis واحد من عدد من الأشخاص كانوا فيها وهي مسرعة في المكان، واستهدف بها محطة غسيل للسيارات وتبديل العجلات، وفق وسائل اعلام محلية، منها صحيفة “التايمز”، الا أنه أخطأ الهدف وأصاب برصاصته الطائشة صدر آية وهي على بعد 100 متر من منزل عائلتها بعد شرائها احتياجات من سوبر ماركت مجاور.
خرجت آية من السوبر ماركت متجهة الى البيت، وبثوان ظهرت السيارة، وحين اقترب من فيها من محطة غسيل السيارات أطلق الرصاصة وأخطأ الهدف.
شاهد عيان، أخبر الشرطة أنه رأى سائق “التويوتا” الخضراء، يمر أمام محطة غسيل السيارات، ثم يستدير متراجعا بها في التفاف شبيه بحرف U اللاتيني، وحين وصل الى حيث المحطة انطلقت الرصاصة في الوقت الذي كانت السيارة مسرعة بمن فيها، فرارا من المكان، وبعد ساعتين تقريبا عثرت الشرطة عليها مركونة في شارع آخر بالمدينة، حيث تركها الجناة هناك، ويبدو أنهم سرقوها لاستخدامها كوسيلة للوصول الى الهدف والهرب.
وفي اليوم التالي، أي الاثنين الماضي، اعتقلت الشرطة 3 رجال، اشتبهت بهم، أعمارهم 33 و36 و39 سنة، واحتجزتهم رهن التحقيق، بحسب ما أعلنت في بيان، طلبت فيه ممن لديه معلومات تفيد أن يزودها بها، فيما ذكر الضابط المسؤول عن التحقيق، وهو من شرطة مقاطعة Lancashire المقيمة فيها العائلة، أن محققيها يتابعون عددا من الخطوط، منها ما رصدته كاميرات للمراقبة بالمنطقة، الى جانب تحدثهم إلى شهود رئيسيين.
آية هاشم، كبيرة أشقائها ابراهيم وأسيل وأمير، سافرت معهم ومع والديها سمر واسماعيل، وطلبوا اللجوء في بريطانيا، هربا من الحرب في لبنان، وهي من بلدة “القليلة” البعيدة 10 كيلومترات عن مدينة صور. هي طالبة حقوق سنة ثانية بجامعة Salford University في مانشستر الكبرى، حيث كانت أيضا نائب رئيسة جمعية القانون بكليتيها، وناشطة بالعمل التطوعي ضمن مجتمع اللجوء واللاجئين بالمدينة المقيمة فيها، كما كانت متطوعة في جمعيات الأطفال.
ويوم الاثنين الماضي، قام عدد من أصدقائها بحملة عبر موقع JustGiving لجمع 35 ألف استرليني، تعادل 40 ألفا من الدولارات، لبناء مسجد يحمل اسمها، ولكن ليس في بريطانيا ولا في لبنان، بل في النيجر بالغرب الأفريقي، من دون أن يذكروا سبب اختيارهم هذه الدولة بالذات لبنائه، الا اذا كان القائمون بالحملة من أصدقائها هم طلاب من النيجر.