“كورونا” بوجهيها الصحي والسياسي، عبثت بالتقاليد والموازين هذا العيد، بحيث صلى رئيس الحكومة حسان دياب في مسجد محمد الأمين خلف المفتي الشيخ عبداللطيف دريان، بعدما أتى بالمفتي من دارته بمواكبة رسمية، في حين اختار رئيس الحكومة السابق سعد الحريري الصلاة في مسجد الإمام علي في حي طريق الجديدة.
الحضور في المسجدين كان رمزيا مع فارق وجود وزراء ونواب لبيروت في جامع الأمين.
في خطبة العيد، طالب مفتي لبنان الشيخ عبد اللطيف دريان الحكومة بالإسراع في اتخاذ الإجراءات الحازمة، ووقف نزيف انهيار العملة الوطنية، وهذا أمر خطير، لأن الناس ضاقوا ذرعا، فلا هم قادرون على تأمين لقمة عيشهم بكرامة، ولا هم قادرون على الحصول على مدخراتهم متى يشاؤون، ولا هم مطمئنون إلى أنها مصانة، وأنها ستعود إليهم ولو بعد حين.
وتوجه الى الرئيس دياب بالقول: أنت مؤتمن على مصالح الناس، وأنت مسؤول عن قضاياهم وحل أزماتهم، إنهم يعلقون أملهم عليك، فلا تخيب أملهم، والأمر لا يحتمل التأخير، لأن التأخير ليس في صالح الناس والوطن، الذي يعاني ترهلات عديدة.
وبعد إلقاء المفتي دريان خطبة عيد الفطر، توجه والعديد من الشخصيات إلى ضريح الرئيس الشهيد رفيق الحريري، حيث كان في استقباله الرئيس سعد الحريري، لتلاوة الفاتحة عن روحه الطاهرة ورفاقه الأبرار.
وكان المفتي دريان أعلن، كما مختلف القيادات السياسية، الاعتذار من تقبل التهاني في دار الفتوى بالعيد بسبب جائحة كورونا وإجراءات التعبئة الصحية ومنع الاختلاط، الا ان سفيرا المملكة العربية السعودية وليد البخاري ودولة الإمارات العربية المتحدة حمد الشامسي حرصا على زيارة دار الفتوى وقدما التهنئة للمفتي دريان.
عدا هذه المعايدة الرسمية مضى اليوم الاول من العيد، امس الأحد، لا احد زار احد ولا احد صافح احدا، ولا احد لام او عتب على احد، انما قامت وسائل الاتصال بالواجب”.