كتبت صحيفة “المدن”: لطالما كان العسكريون المتقاعدون منقسمون بين بعضهم البعض. ولكل ضابط بينهم طموح سياسي وارتباطاته السياسية. حتى أنهم كانوا لا يتفقون على موقف في تحركاتهم للمطالبة بحقوقهم، خلال نقاش الموازنة العامة السنة الفائتة. ولطالما حصل شجار فيما بينهم في الساحات وأمام شاشات التلفزة في ساحة الشهداء. علماً أن العسكريين منقسمون بين العمداء وهناك “رؤوس” كثيرة بينهم. ومع بداية انتفاضة تشرين، ظهرت بينهم انقسامات وولاءات حتى لبعض القوى السياسية، وانسحب أحدهم مع عسكرييه من ساحة الشهداء، بعدما أتهم حسن نصرالله الثورة انها مؤامرة خارجية ودعا الثوار للانسحاب.
وثيقة وتواصل مع “الكتائب”
لكن يبدو أن العميد المتقاعد والنائب الحالي شامل روكز استطاع توحيد صفوفهم. فحسب التسجيلات التي يتناقلها العسكريون، حصل اجتماع ضم 40 ضابطاً في مكتب روكز. اتفقوا في الاجتماع لتشكيل إطار موحد يجمع جميع الضباط والعسكريين، ولا يتبع لأي طرف من الأطراف السياسية. واتفقوا على تشكيل لجنة تنسيق، كي تقوم بدورها بتشكيل لجان في المناطق لتوحيد صفوفهم في الثورة. أما المبادئ الأساسية التي توصلوا إليها فوضعوها في “وثيقة عسكرية” للمطالبة باستقلالية القضاء التامة عن كلّ السلطات، وذلك برعاية الجيش اللبناني وتحت شعار شرف تضحية ووفاء. هدفها محاسبة الفاسدين واسترداد الأموال المنهوبة. واتفقوا على المطالبة بإجراء انتخابات نيابية مبكّرة لإعادة تكوين السلطة، وفق قانون انتخابي جديد.
وكانت لقاءات عدة جمعت بعض المجموعات والنائب روكز وحصلت لقاءات مع حزب الكتائب لوضع رؤية موحدة للتحركات والاتفاق على مبادئ أساسية، خصوصاً أن الكتائب يشاطر روكز في مطلب الانتخابات المبكرة، والتي لا تتواقف عليه كل المجموعات الناشطة.
وكانت لقاءات عدة جمعت بعض المجموعات والنائب روكز وحصلت لقاءات مع حزب الكتائب لوضع رؤية موحدة للتحركات والاتفاق على مبادئ أساسية، خصوصاً أن الكتائب يشاطر روكز في مطلب الانتخابات المبكرة، والتي لا تتواقف عليه كل المجموعات الناشطة.
رسالة رماح ودور روكز
ووفق تسجيل صوتي أرسله العميد سامي رماح، بدا الأخير يشرح للعسكريين أهمية اللقاء، ويحاول اقناعهم لحضور اللقاء. فالاتفاق بين العسكريين ليس سهلاً. وكل ضابط يتخوف من سيطرة الضابط الآخر على أي مجموعة. كما أن البعض يرى في روكز كأحد أطراف السلطة في فريق العهد. لذا راح رماح يحاول اقناع العسكريين أن روكز أعلن استقلاليته عن العهد وكل الأطراف في الحكومة، ولا ينتمي إلى المنظومة السياسية الفاسدة. وكانت له مواقف متقدمة في دعم مطالب العسكريين. كما أنه ترك خط العهد، ويسير في خط مستقل وعلى خلاف مع كثر يمثلون العهد والحكومة.
وتبين أن روكز هو من بادر إلى التواصل مع العسكريين المتقاعدين، وطلب اللقاء معهم، وقدم مكتبه، وعمل على مساعدتهم كي يتوافقوا ويجتمعوا على موقف موحد.
وتبين أن روكز هو من بادر إلى التواصل مع العسكريين المتقاعدين، وطلب اللقاء معهم، وقدم مكتبه، وعمل على مساعدتهم كي يتوافقوا ويجتمعوا على موقف موحد.
وشدد رماح على أن “أي تجمع موحد للعسكريين لن يكون بزعامة أحد، بل الهدف تشكيل جسم موحد للمتقاعدين، يكون فاعلاً وقوياً. فبقاء العسكريين منقسمين لن يؤدي إلى تحقيق أي مطلب ولن يستطيعوا أن يكونوا فاعلين في الثورة”. ودعاهم إلى اعتبار هذا اللقاء “كمحاولة لتوحيد الصفوف وإلغاء كل المجموعات السابقة، لصالح بناء جسم من المتقاعدين فاعل في الثورة كي تسير خلفه الجماهير، مشدداً على أن روكز لن يتزعم على أحد”.