
الأميركيون عيونهم مفتوحة، وأسلحتهم السياسية والاقتصادية موجّهة لانتزاع تنازلات لبنانية إضافية في ملفات تتوافق مع المصلحة الإسرائيلية، بالدرجة الأولى، كملف ترسيم الحدود البرية والبرية. فمَن وجدَ تهاوناً في قضية عميل بحجم عامِر الفاخوري سيطمَع أكثر ولن يتوانى عن مُحاولات تحصيل ما يُمكِن تحصيله إذا تأمّن الطامحون بالتعاون في هذا الملف أيضاً، حماية لأنفسهم من العقوبات. وفي الكواليس السياسية كلامٌ عن تبعات إسقاط معمل سلعاتا لإنتاج الكهرباء في مجلس الوزراء. المُناوشة التي حصلَت في مجلِس الوزراء كشفت الكثير من المستور. ما تظهر على ألسُن عدد من نواب التيار الوطني الحرّ في اتجاه حزب الله، لا شكّ يحمِل نيات مُبيّتة، مهما جرى وضعه في خانة “الموقف الشخصي”. هذا أول تطوّر أطلق جهاز الإنذار على خطّ العلاقة بينَ الطرفين، وأكّد أن تصعيد اللهجة ضد الفساد والتهديد المُبطن بالفيدرالية، إنما له خلفيات تتعلّق بما يريد رئيس تكتّل “لبنان القوي” جبران باسيل تحصيله وصرفه شعبياً على شكل إنجازات. غيرَ أن تطوّراً آخر تزامَن مع هذه الحملة، تمثّل بالغداء الذي جمَع باسيل بالسفيرة الأميركية الجديدة دوروتي شيّا في اللقلوق، بعدَ شهر واحد من لقاء التعارف بينهما. خرجَ خبر اللقاء إلى العلن، على عكس ما أراده باسيل، مخافة أن يُحسب عليه وكأنه محاولة لاستفزاز الحزب كونه أتى في لحظة الحنق العوني من الحزب. حتى شيّا تريّثت في قبول الدعوة، كي لا يُفسّر ذلِك دعماً لباسيل. وترصد القوى السياسية المدى الذي ستبلغه هذه الجلسات، فيما لو أراد باسيل استثمارها لمصلحة معركة رئاسة بدأت باكراً، في ظل التدافع الليّن مع الحزب. فقد ترددت بعض المعلومات عن أن الجانب الأميركي استنأنَف طلبه بحسم ملف ترسيم الحدود الجنوبية، وأن هذا الملف كانَ حاضراً على الطاولة بين السفيرة وباسيل، كما كانَ بينَ الأخير والموفدين الأميركيين الذين زاروا لبنان سابقاً. وبينما زعَمت المعلومات أن “باسيل ليسَ بعيداً عن التوجه الأميركي، وهو يعبّر عن إيجابية للتعاون”، أشارت إلى “اندفاع باسيليّ لتسريع تحريك القضية” من دون أن تتوضّح التفاصيل حتى الآن. وفيما لم تستبعِد مصادِر مطلعة أن “يسعى باسيل إلى مسايرة الأميركيين فيما لو اقتضَت معركته الرئاسية ذلِك”، ذكّرت بموقفه والرئيس ميشال عون، حينَ كانَ التفاهُم مع رئيس الحكومة السابِق سعد الحريري قائماً، وقد حملَ الطرفان رأياً واحداً إلى مجلس الدفاع الأعلى، مؤيداً لفصل الترسيم البري عن البحري، لولا موقِف حزب الله والرئيس نبيه بري الحاسِم بالرفض. وقد ذهبت المصادِر إلى أكثر من ذلِك، مشيرة إلى التنسيق بين باسيل والأميركيين، بالعودة إلى ملف العميل الفاخوري، حينَ تواصل روبرت أوبراين، مستشار الأمن القومي الأميركي مع بعبدا لإطلاق سراحه، مع ضغط دبلوماسي موازٍ، وكانَ للأميركيين ما أرادوا. غيرَ أن هذا الجوّ لا يزال محدوداً، وخاصة أن مصادِر مُطلعة في 8 آذار جزمت بأن أحداً لم يُثِر الأمر، أقله مع الفرقاء المعنيين، مؤكدة أن “باسيل أذكى من أن يعِد الأميركيين بما لا يملِكه، وهو يستطيع أن يرجِع إلى ما حصلَ مع الحريري ومحاولاته الساعية إلى سحب التفاوض من يد بري، وتحويله إلى مجلِس الوزراء”. المصادِر نفسها تذكّر بـ”عقلانية الرئيس ميشال عون وباسيل، ومعرفتهما بحساسية عدد من القضايا بالنسبة إلى المقاومة، فلا يغامران بذلك، ويعرفان أن الملف في عهدة رئيس مجلِس النواب، وسيستكمَل وفقَ الآلية التي اشترطها لبنان، وغير ذلِك مش وارد”. لقراءة المقال كاملاً إضغط هنا.
اترك تعليقاً
يجب أنت تكون مسجل الدخول لتضيف تعليقاً.