تحدّث نصر الله بوضوح مطلق حول علاقته بحلفائه، الا أن أهمّ ما يمكن استخلاصه هو إشارته الى أن باسيل ليس الحليف الأوحد للحزب، وبالتالي فإن العلاقة بين الطرفين، المبنية على أسس ثابتة، تلقى عناية خاصة من “حزب الله” لكنّ مراعاة سائر الحلفاء واجبة أيضا وفقا لقناعات التزم بها الاخير لاعتبارات استراتيجية ووطنية.
من جهة اخرى، فقد أكد نصر الله على عمق العلاقة مع “الوطني الحر” داعياً مناصري التيار الى اخذ العبرة من التجارب السابقة، لافتا الى أن كل ما يُثار عبر مواقع التواصل الاجتماعي هو مجرّد ،انفعال شعبي، مشيرا الى ان العلاقة باقية ولا تشوبها اية شائبة رغم بعض الخلافات التكتيكية والتي اعتبرها بسيطة وصغيرة بحيث لا يمكن الوقوف عندها. بالاضافة الى ذلك فإن نصر الله منح باسيل صكّ براءة من قضية طرح الملف الرئاسي مع الحزب، وهذا الامر هو بحد ذاته خطوة ايجابية بادر اليها “السيد” لتحصين باسيل في المرحلة المقبلة.
في المقابل، وجّه نصر الله رسائل واضحة الى جميع الحلفاء، مؤكدا على مبدأ السواسية على “مستوى العلاقة مع الحزب، متمنياً عليهم احترام الحلف الذي يربطه بـ”التيار الوطني الحر خصوصا وان هذا الحلف متجذّر على مستوى القاعدة والقيادة في آن معاً.
وقد حدد نصر الله خطوطا عريضة للمرحلة المقبلة، تجنّباً للعديد من التساؤلات، ولفت الى أن معركة الفساد طويلة الأمد ولا يمكن ربطها بحلّ الازمة الاقتصادية في البلاد رغم تقاطع الأمرين، ما شكّل رسالة جدية للحلفاء المتعاطفين مع الحراك الشعبي كالحزب القومي والتنظيم الناصري الشعبي وغيرهم.
الا ان الرسالة الاقوى التي اراد نصر الله اعلانها بشكل مباشر لـ “التيار الوطني الحر” تتمثل في حسمه للجدل القائم منذ مدّة عبر تصريحات بعض نواب ووزراء التيار، مؤكدا ان الحزب يسعى الى السير في خطة مكافحة الفساد وإنما بهدوء يرى أنه النهج الافضل في هذه المرحلة، الامر الذي لا يمكن تطبيقه وفقا لأجندة أي من الاحزاب الحليفة.