صرح سماحة مفتي جبل لبنان الشيخ د.محمد علي الجوزو بما يلي : لس جديداً ما طرحته المرجعية الدينية الشيعية وذلك أنني قرأت منذ سنوات مقالا مطولاً في جريدة النهار يقول كاتبه ان بامكان حزب الله ان يضع يده على الحكم في لبنان بعدما وصل اليه من قوة عسكرية… وقد تحدث الاعلام العربي كثيراً عن المشروع الإيراني في المنطقه، وقد بدأ هذا المشروع الذي رفع شعار تصدير الثوره بحرب ضروس اعلنها الخميني ضد العراق واستمرت ثماني سنوات انتهت بشكل مأساوي جعل الخميني يوافق على وقف الحرب وهو يعلن ألمه الشديد على النتيجة التي وصل اليها تحت ظروف قاسية جداً و محزنة…
واذكر أنني منذ سنوات وانا احذر في مقابلات تلفزيونية عربية خطر هذا المشروع على الامة العربية والاسلامية لانه مشروع فتنة مذهبية لم يكن له مكان في هذا العصر، فالاحداث التي حصلت في صدر الاسلام كانت بسبب الخلاف على الخلافة وأفضلية الامام علي رضي الله عنه… وكانت وجهة نظر سياسية ألبسوها ثوب الدين وأحدثت شرخاً كبيراً بين المسلمين. ووقعت احداث مؤلمة ولا اريد اذكر مساوئ هذه الحرب الان…المهم ان الدول العربية لم تتحرك جدياً لمواجهة هذا المشروع الفتنة وكان كبار علماء الازهر الشريف يرددون دائماً انه لا فرق بين السنه والشيعه رغبة في جمع كلمة المسلمين و تجنيباً لهم من الاثار المدمره التي تترتب على ذلك…والشيعه والسنه كانوا على وفاق دائم في لبنان وكنت انا من انصار هذا الوفاق وسعيت لتأكيده من خلال مواقفي في المناسبات الدينية الشيعية… ولكن ايران للاسف الشديد لم تتوقف عن الدعوة الى تصدير الثورة… واستغلت احتلال اميركا للعراق وتعاونت مع هذا الاحتلال واخذت توسع نشاطها في العراق لزرع الفتنة بين السنة و الشيعة ونجحت في ذلك.
لقد ذهب الالاف من الايرانيين والعرب ضحايا تنفيذه وخاصة في سوريا التي استنجد فيها الاسد بروسيا بعد ان فشلت ايران في السيطره على الثورة الشعبية السورية، فجاء بوتين بطائراته واسطوله و دمر سوريا عن آخرها وهجر الشعب السوري، وقتل الملايين من ابنائه وضاعت سوريا وربما تضيع ليبيا بسبب التدخل في شؤونها…
ولم تعد سوريا هي سوريا… بل اصبح شعبها خائفاً مفلساً لا يجد قوت يومه… واذا انضم لبنان الى سوريا فانها الكارثه لان الجوع وصل الى الشعب اللبناني ولكن ليست بالدرجة المأساوية التي وصل اليها الشعب السوري المسكين…
لا اعتقد ان السيد حسن نصر الله يريد ان نعاني ما تعاني منه سوريا…
ولا اعتقد ان من مصلحة الشيعه ان يعيشوا مأساة الشعب السوري والايراني ويعانوا نفس المعاناة الايرانية والسورية…
الطائفية و المذهبية دمرتا لبنان، ووصل الشعب اللبناني الى الحضيض وطار الدولار من البنوك ولا يعلم اذا كانت أموال المودعين ستعود اليهم ام انها ستطير الى بلد آخر…
انا ادعو للرئيس الحريري بالرحمة لانه سعى لانقاذ لبنان من حرب طائفية عمياء، فكان مؤتمر الطائف، وكان اتفاق الطائف والرئيس عون وحزب الله كلاهما ضد الطائف… فالى اين يريدون اخذ لبنان واخذ الشعب اللبناني؟؟
كلنا في لبنان نتحدث عن الغاء الطائفية التي كانت سبباً في دمار لبنان اقتصادياً و اجتماعياً وسياسياً والسؤال عن ايه طائفية نتحدث، والطائفية تتعدد داخل الطائفه الواحده، والمارونية السياسية تتعرض لصراع مرير داخل الطائفه بسبب النزاع حول رئاسة الجمهورية ومنصب الرئاسة، والذي يسعى باسيل لان يرث عمه فيها، والذي ضحى بلبنان عندما كان وزيراً للخارجية وعمل كوزير خارجية لايران ارضاء لحزب الله عسى ان يوصله الى منصب رئيس الجمهورية بعد عمه…
ان الاتفاق الذي تم في كنيسة مار مخايل اعطى غطاء مارونياً للمشروع الايراني… وما وصلنا اليه الان كان بسبب هذا الاتفاق .
فهل يريدون ان ينضم لبنان الى العراق وسوريا واليمن لانهاء الكيان اللبناني؟؟؟