آخر ضحايا هؤلاء كان المدّعي “عبدالله.م” الذي قدّم لأفراد العصابة عددا من أونصات الذهب ومبلغا من المال ، بحجّة شراء المعدات التي يحتاجونها لممارسة طقوسهم، إلا أنّهم استولوا على أمواله وتواروا عن الأنظار.
تقدّم “عبد الله” بشكوى ضد أفراد العصابة ذكر فيها أنّ المدعى عليهم ( بيّنت التحقيقات أنهم “هشام. ش”، “فاضل. ش”، “محمد. ش”، “حسن. ش” و”قاسم. ط”) أوهموه بأنهم يتقنون أساليب خارقة وقوّة روحانية من شأنها مخاطبة الجنّ، للعمل على كشف كنوز هائلة مدفونة داخل أراضي يملكها في قرية بقاعية، وذلك بواسطة طقوس خاصة يفترض القيام بها، وأقنعوه بأنّ نجاح العملية يحتاج إلى شراء البخور المرتفع الثمن من أجل استعماله في المهمّة، كما طلبوا منه تأمين كميات من الذهب والأموال ليصار الى استبدالها بالكنوز المدفونة بواسطة قوى الجنّ الخارقة.
انطلت الحيلة على الشاب، الذي انبهر بمظاهر تلك الطقوس، وادعاء “هشام. ش” بأنه شيخ جزائري، وزعم “فاضل. ش” أنه مواطن عراقي، وقد عرضوا عليه أدوات وصناديق تحتوي أموالاً في سياق الجلسات التي يعقدونها لاستحضار الجنّ، فسارع إلى تأمين كميات من أونصات الذهب ومبالغ مالية نقدية، وسدّد أثمان البخور الخاص لتفوق بمجموعها مئتان وثلاثون ألف دولار أميركي، ثم طلبوا استبقاء الأموال والذهب لعدة أيام داخل الشقة المخصصة لممارسة الطقوس المزعومة، وما إن غادر المدعي الشقّة، حتى استولوا على الذهب والأموال وفرّوا هاربين.
التحقيقات بيّنت أنّ المدعى عليهم من أصحاب السوابق الجرمية فتمّ توقيف اثنين منهم، في حين لم يتوصل التحقيق الى بيان كامل هوية “حسن. ش”.
قاضي التحقيق في جبل لبنان، اعتبر أن أفعال المدعى عليهم تنطبق على نص المادة 655 من قانون العقوبات التي تقضي بالسجن ما بين ٦ أشهر و٣ سنوات، وأحالهم للمحاكمة أمام القاضي المنفرد الجزائي في عاليه.