عندما ينصح اللبنانيون الأميركان

11 يونيو 2020
عندما ينصح اللبنانيون الأميركان

كتب مازن مجوز في “نداء الوطن” “عملية كرّ وفر بين الثوار والشرطة الاميركية على جسر شيكاغو وإقفال ساحة النور في ولاية كاليفورنيا”.”ترامب يتّهم سفارة لبنان بتمويل الثوار وتوزيع السندويشات”.”شعب بيفهم وما عندو تاج على راسو غير كرامتو”. اللبنانيون هذه المرة اطلقوا إنتفاضة إفتراضية بعنوان” #أميركا تنتفض” أو “# نصائح_للثوار_بأميركا”، هذا الوسم كان التراند رقم واحد، ولأيامٍ متتالية بين 29 أيار و2 حزيران الحالي، وجاء محاكياً ومذكراً بمشهد ثورة “# لبنان ينتفض”، وكل وسمٍ شهدَ قصة مختلفة.
وهكذا وجد اللبنانيون في شوارع أميركا مادة خصبة للتعليق والتسلية، وللتذكير بالأحداث والظواهر التي أعقبت انطلاقة ثورة 17 تشرين، والتعابير التي راجت وما انطبع في أذهان مدمني “السوشيل ميديا”، و”تويتر” بشكل خاص، فاتسمت الهاشتاغات بالطرافة والسخرية على الرغم من غرق اللبنانيين في مشاكلهم أكثر فأكثر أو إغراقهم، ولا فرق ما دامت النتيجة واحدة.
ويبدو أن اللبنانيين وجدوا متنفساً في التظاهرات، التي لا تزال تشهدها الولايات المتحدة الاميركية، بعد مقتل المواطن الأسود “جورج فلويد” تحت ركبة شرطيٍ أميركي بطريقةٍ غير إنسانية، هذه الحادثة أشعلت موجةً واسعة من التحركات الإحتجاجية الغاضبة في أميركا، ما دفع باللبنانيين إلى إسقاط المشهد المحلي على الحدث الاميركي بعفوية، للتعبير عن الواقع الاليم الذي يعيشونه، فأتت تعليقاتهم في معظمها بأسلوبهم الساخر والكوميدي والهزلي.
فاللبنانيون الذين عاشوا ثورة 17 تشرين يقدّمون اليوم النصائح للثوار الاميركيين، كي لا يقعوا في الأخطاء التي وقعوا فيها، أو كي يعتمدوا أساليب “مضمونة النتائج” في تحركاتهم، ما دفع ببعض المعلقين الى وصف هذه الموجة الطريفة بأنّها “ضحك من شدة الوجع”.

هذه التعليقات التي تراوحت بين الجدّ والهزل، أضفت جواً من المرح في وسائل التواصل الاجتماعيّ، التي ضجّت بعبارات وصور وفيديوات تناقلها النشطاء تحت هاشتاغ “#أميركا_تنتفض” أو “#نصائح_للثوار_بأميركا”، مذكرةً كيف أن اللبناني وبالرغم من شدة ويلاته لا يضيّع أيّ حدثٍ محليٍّ أو عالميّ، بل يرى فيه فرصةً لإطلاق العشرات من النكات والتعليقات الساخرة.

وفي هذا السياق تعلق الدكتورة والمعالجة النفسية سيسيليا ضومط في حديثٍ لـ “نداء الوطن”: “لقد تحولت مواقع التواصل الإجتماعي منصاتٍ لـ”فشة الخلق” وللتعبير عن الذات، والنصائح هذه مُتأتية من شعور المغردين بالضعف والعجز، وفشل محاولاتهم في إنجاح أهداف الثورة، وكأنهم يوحون بأن الحق يقع على السلطة وبأنها تقوم بقمعهم”، لافتةً إلى “أنهم وبأسلوبهم هذا، يدافعون عن الأساليب الطريفة التي استعملوها في الثورة في لبنان، التي يعتبرونها فعالة وناجعة لكن ليس في لبنان بل في أميركا”.